|
ثقافة من مختلف اقطار الوطن العربي ومنها : الاردن, فلسطين, العراق, لبنان , السعودية, الامارات العربية المتحدة, مصر بالاضافة الى شعراء القطر العربي السوري وتابع فعاليات المهرجان جمهور كبير من محبي الشعر ومتابعي الانشطة الثقافية وذلك في حديقة الرابطة الصيفية. وقد ا قيمت على هامش المهرجان ندوات نقدية تناولت القصائد التي ألقيت في المهرجان بحضور قلة قليلة من الشعراء المشاركين ومن المهتمين وذلك في مقر المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب في حمص وادار الحوار في تلك الجلسات النقدية الاستاذ الشاعر ممدوح السكاف رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص, وسوف نتناول بعض ما جاء في تلك الندوات النقدية نظرا لأهميتها. تمكنوا من ادواتهم الشعرية الدكتور عبد الاله النبهان قدم بعض الآراء النقدية حول قصائد اليوم الاول مشيرا الى ان القصائد لم تصله كاملة ومنوها بأن الشعراء المشاركين هم من الصف الاول وقد تمكنوا من ادواتهم الشعرية واضاف ان الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد أثار البراكين وتحدث عن بيع الوطن وبيع البيت من قبل الاب وقال ان محمود حامد كان بارعا في تصوير المأساة الفلسطينية حيث اشار للزيتون والنوافذ الملطخة بالدماء وكان هناك شعاع امل في المستقبل لم يأت الا بعد الدمار وهذا ايضا كان بارزا عند الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وتساءل من اين يأتي الامل ونحن نعيش في افق مسدود . وقال ان القناع الصوفي الذي انطلق منه د. سعد الدين كليب لم يكن بعيدا عن المعاناة مع انه يصورها ولم يجسدها وما قدمه كان نوعا من المحاضرة الروحية فرغه عبر الشعر الصوفي ومواجده العالية وقال ان صوت المرأة كان عاليا ويدعو للانعتاق على الرغم من كل القوانين والاصوات التي تدعو الى تحرر المرأة وقصيدة مناة الخير عودة للتحرر والانعتاق والحياة وظهر ذلك بشكل صريح في تعبير جميل وشفاف, ورأى ان الشاعر الاردني خالد ابو حمدية قدم قصائد لطيفة ,جميلة لحمص وهو شاعر متمكن من اوزانه والفاظه. نحن نسمع الشعر ونفتقد للشاعرية وفي الجلسة النقدية الثانية اعتذر الدكتور محمد عيسى عميد كلية الآداب في جامعة البعث عن عدم قدرته تقديم المطالعة النقدية اللازمة بسبب عدم توفر النصوص الشعرية التي قدمها الشعراء المشاركون وتحدث عن بعض القضايا العامة ورأى ان القصائد كانت جيدة في مضامينها وايحاءاتها حيث حاول بعض الشعراء ان يعبروا بشفافية ومنهم من عاد للماضي مثل شوقي بغدادي وعبد الكريم الناعم واضاف ربما كانت قصيدة تمام التلاوي متألقة (ربما) لأنها كانت مشاغبة وقد مللنا التكرار وهناك بعض الصور التي كانت اكثر ايحائية وفنية وابتكارية وهذا يدل على متابعة واجتهاد بعض الشعراء وبعض القصائد لامست الواقع واستلهم كاتبوها قصائدها لم تنعكس بشكل مباشر وهذا يدل على وجود فنية في استلهام الواقع وختم بالقول: نحن نسمع للشعر ونفتقد للشاعرية. متابعة جدية الجلسة النقدية الثالثة كانت اكثر غنى من سابقاتها وذلك ربما لأن المعني بالندوة (الدكتور رضوان قضماني) ا ستطاع ان يحصل على القصائد التي القيت بعد متابعة جدية شهدتها اروقة الرابطة معلنا عن اعتذاره فيما اذا لم يحصل على جميع القصائد الشعرية كما حصل في اليومين السابقين ولذلك فقد سهر حتى ساعة متأخرة من الليل ليضع بعض الملاحظات ويسجلها عبر بطاقات صغيرة مستعدا للجلسة التي حضرها معظم الشعراء الذين شاركوا في امسية اليوم السابق على غير العادة. وقد رأى د. قضماني في قصيدة الشاعر غسان حنا ( الى ابي فراس الحمداني) لعبا على رمزين او اكثر واتاحت مجموعة من التقابلات التي شكلت هيكلا شعريا مقبولا وهي تساعد الشاعر , ووجد ان الخطاب في قصيدته الثانية كان اعلاميا وبعيدا عن البنية الشعرية وقال ان اللغة حولت القصيدة الى قصيدة نثرية. واشار الى ان قصائد ابراهيم نصر الله القصيرة انقسمت الى قسمين الاول موزون والاخر نثري ولاحظ ان الشاعر في القسم الاول استكمل ادواته وفي الجزء الثاني النثري كان النص اقرب للقصة القصيرة جدا , وقصائد الجنرال كانت تقوم على اللعب في تبديل وظائف التواصل مما احدث تنوعا بين قصة واخرى واثارت هذه المسألة تساؤلات حول تداخل الاجناس الادبية وخاصة قصيدة النثر مع القصة قصيرة جدا وقال ان الشاعر محمد البغدادي استطاع ان يعيدنا ا لى رونق القصيدة العمودية وأناقتها وجمالها وعنده تكمن حداثة القصيدة العمودية وجاءت قصائده من المنفى جريحة مؤلمة واضاف ان محمد البغدادي يعيد القصيدة العمودية في التفعيلة حتى يمكن تسميتها قصائد من شعر الحداثة. ورأى الدكتور قضماني ان القصائد القصيرة الثلاث الاولى التي قدمها تحقق ما يشمله اصلاح الومضة والرابعة والخامسة تنحو نحو القصة القصيرة ود. الجودي يجعل قصيدته العمودية نجوى في المعاصرة والحداثة وقال ان قمر صبري الجاسم استطاعت ان تقدم وبجدارة قصيدة نثرية تستخدم المرأة فيها لغتها واستطاعت ان تحقق خطابها في لغة المرأة وهي تجرب ادواتها وقامت بمسرحة الشعر. وتحدث عن التباين بين الالقاء وقراءة النص عند الشاعر غسان مطر,ورأى أنه ألقى قصيدة تساؤلات بخطابية وهي لا تحتاج الى الخطابية وهي اقرب لنثرية السرد, واقتربت قصيدة دنس من السرد مع الحفاظ على الشعرية واوضح انه اذا لم يحافظ على شعرية القصيدة فانه اي الشاعر يقترب من الاعلام ورأى انه عندما تهيمن الوظيفة الذاتية تتراجع الوظيفة الشعرية وقال ان الشاعر غسان مطر من الجيل الذي حلم كثيرا وانكسرت احلامه واشار الشاعر غسان مطر انه لم يسمِ الوتر السادس على اساس انه نص شعري بل اسقط عليه حالة شعرية نقدية. بعض الشعراء اشتغل بأدوات المعري قدم الشاعر محمود نقشو مجموعة من الانطباعات النقدية حول امسية اليوم الرابع للمهرجان ا لشعري أل 27 ومنها ان قصيدة الشاعر مظهر الحجي عبد الهادي ذات ايقاع سريع وتفعيلة قصيرة وتتضمن كثيرا من السرد الذي خدم الصور الشعرية المتناثرة في انحاء القصيدة وقد ربط الشاعر المجذوب بالمسجد والحضرة واضفاء الاجواء الانسانية الصوفية على هذه الحالة الانسانية الخاصة, وهي قصيدة تقع في مسارات مظهرالحجي في بحثه الدؤوب عن الطين البشري وقال ان القصيدة الثانية عودة الغريب تحمل وصفا للمشهد الشعبي في حارات حمص القديمة, ورأى ان اجواء القصيدتين متشابهة وهما تدخلان ضمن تجربة الشاعر في محاولته توثيق التراث في المدينة مستفيدا من غنى هذا التراث وتنوعه وقال ان ومضات الشاعر ابراهيم محمد او قصائده فيها محاولات واضحة في تأطير القصيدة القصيرة وهي مكثفة ومشغولة فنيا وقصيدة رجل وامرأة وغياب على نمط التفعيلة وتعبر عن قدرة الشاعر على كتابة القصيدة الجديدة في سياق التشابه الذي تعانيه قصيدة التفعيلة وقصيدة سفر القرية طويلة بالطريقة غير التراكمية وبالطريقة غير الدرامية فالمعالجة رتيبة ويمكن قطع ما يمكن قطعه دون ان تتأثر القصيدة. وقال ان الشاعرة غادة فؤاد السمان قدمت عدة قصائد وهي اما انها قصدت كتابة القصيدة الموزونة فامتلأت القصائد بالكسور او انها قصدت كتابة قصيدة النثر فكتبتها بالطريقة وباللغة المعروفة للقصيدة الموزونة وهذه هي المشكلة. اما الشاعر عبد الكريم عبد الرحيم فقد جاءت قصيدته القصيرة الاولى مكثفة وصوره مشغولة ويتفرد بها اما قصيدة آخر من رأى الطوفان فهي قصيدة عمودية طويلة وكانت في نصفها الاخير متواترة وقافيتها محكمة وهذه في الزمن الحديث. وقال عن قصائد ا لشاعر عبد القادر الحصني انه اشتغل بجزء كبير منها بأدوات المعري ورأى أن الحصني حريف بكتاباته وهناك بعض القوافي اشتغلت بصنعة وبحرفية وأضاف أنه رأى الاحداث وزمنها في القصيدة السوداء هو الزمن الحالي وليس في السنة التي كتبها الشاعر وألقاها فيها . وقدم الشاعر نقشو عدة اشارات منها: ان تخوم اللغة الشعرية لم تنحن في القصائد جميعها الا قليلا ولغة الماضي كانت حاضرة بكل ما تحمله من مفردات تراثية وهناك لغة ورؤية رومانسية في قصائد لم تأخذ شكلها المريح فبقيت تتدحرج بين الايقاع العمودي بكل تنويعاته وبين الايقاع الجديد ورأى القصيدة الجديدة ليست قصيدة التفعيلة او قصيدة النثر.. انها تحمل رؤية خاصة وجديدة ولاحظ مع عودة قصيدة العمود سيطرة الغنائية على النص ا لشعري والبذخ في استخدام القافية بدل الاقتصاد وبخاصة القافية التي تقع داخل الجملة الشعرية الواحدة. |
|