|
الثورة- وكالات
الخبير الاقتصادي تجاني الطيب إبراهيم أشار إلى ما أسماه بالكارثة الكبرى «برفع ضرائب وجمارك الوارد بنسبة 63% بالإضافة إلى 13% فئة القيمة المضافة و30% فئة ضريبة التنمية إلى جانب ضريبة أرباح الأعمال على قطاع البنوك والتي بلغت 100%» وهو مايعني زيادة في أسعار الواردات بمعدل 160% «قبل خروجها من ميناء بور سودان إلى داخل البلاد». الدستوريون ولكن هل على الحكومات أن تتحمل الأعباء كلها؟ الخبير الاقتصادي أحمد مالك وصف الإجراءات الجديدة بأنها سليمة «لكنها جاءت متأخرة». إذ كان على الحكومة «دعم السلع الاستهلاكية قبل التفكير برفع الدعم عن المحروقات». مضيفاً: إن تخفيف نحو 300 وظيفة دستورية- الدستوريون صفة يطلقها السودانيون على «الخبراء» وهم يتمتعون بامتيازات ورواتب عالية- تكفي لمعالجة ترهل الحكومة الحالية وجيشها من الدستوريين (يقدر عددهم بنحو ألف شخص). وبالفعل أنهى الرئيس السوداني عمر البشير، الثلاثاء الماضي، خدمة 54 خبيراً ومتعاقداً، وأعقب ذلك تأكيدات منه أن حكومته «ستضطر إلى تخفيض جهاز الدولة على كل المستويات بنسبة 45% إلى 50% في إطار إجراءات اقتصادية قاسية لإبعاد الاقتصاد السوداني من شبح الانهيار». ماضون في القرار هدفت الحكومة السودانية من حزمة التقشف الأخيرة إحداث نوع من التكيف مع أزمة اقتصادية، برزت أكثر مابرزت بعد انفصال الجنوب، فالدولة الجديدة التي اقترب عمرها من العام تستحوذ على نحو ثلاثة أرباع إنتاج النفط الذي كان مصدراً رئيسياً لإيرادات الدولة الأم ولصادراتها ولعملتها الصعبة. الانفصال وتوقف توافد الدولارات عن الخزينة أدى إلى عجز في الموازنة بنحو 2.4 مليار دولار، وهو رقم «فلكي» في بلد هش كالسودان، والعجز جر خلفه كل أنواع البكتيريا المرافقة، فضعفت العملة المحلية وارتفعت أسعار الغذاء والسلع التي يتم استيراد الكثير منها. وفي آخر المستجدات الرسمية، اتفق المجلس والحكومة على أن تكون الزيادة في سعر غالون البنزين أربع جنيهات بدلا عن خمسة، وبعدها وقف الوزيرأمام الإعلام ليؤكد «أن الحكومة ماضية في قرارها خفض دعم الوقود، رغم المظاهرات المعارضة لإجراءات التقشف «. موضحا أن الحكومة لا خيار لها سوى خفض الإنفاق لسد العجز المالي العام . ولم يقف الوزير عند تلك التخوم بل كاشف مواطنيه: في حالة ارتفاع أسعار النفط العالمية ستعمد الخرطوم لزيادة أسعار المحروقات، ولن نتراجع عن قرار رفع الدعم» وكل ذلك للمحافظة «على المؤشرات الكلية للاقتصاد ونسبة النمو الحالية». |
|