|
شؤون سياسية حيث أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونتير أن الولايات المتحدة الأميركية لم تكن مجرد متفرج أو متدخل أو طرف في النزاعات التي جرت في العالم كما يؤكد هنتنغتون ذلك في مقالته بقوله أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أوضح من خلال حديثه مع مجموعة من الخبراء المكلفة بإعادة النظر بالاستراتيجية الأميركية على مدى العقد القادم قائلاً إن قوة أميركا تكمن في السياسة الفولاذية أو القوة الناعمة التي تتبعها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فأميركا تفرجت تارة وحرضت اعلامياً تارة أخرى ودفعت بالناتو نيابة عنها للإطاحة بالنظام الليبي . كما أن خريطة المتغيرات التي صنعتها وكالة المخابرات الأميركية لا تستثني حلفاءها ولاخصومها ولعل الدور الذي يضطلع به مشايخ الخليج قطر والسعودية من تحريض وتمويل وقيادة وتنسيق في الربيع العربي هو من دون شك يمثل هوية هذا الربيع ودوافعه الكامنة فيه والمتمثلة في حماية المصالح الأميركية وقد أكدت كلينتون في اجتماع تضمن وضع اللمسات الأخيرة للاستراتيجية الأميركية الجديدة قدرتها في التأثير على الشعوب لجعلها تنوب عنها في تغيير ماتريده أميركا خدمة لمصالحها و دون أي أعباء تتحملها الخزينة الأميركية باعتبار عدم وجود أي سبب يدعو أميركا لحماية أنظمة الدول الحليفة لها طالما أن شعوبهم لفظتهم وطالما أن البديل أكثر قدرة واستعدادا للتعاون مع أميركا من خلال استخدام الحروب الناعمة باستخدام برامج المعلوماتية والانترنت والمعلومات الرقمية واشراك الحلفاء والامم المتحدة للاشتراك فيها وخاصة في مجال فرض العقوبات والحصار الاقتصادي والسياسي إضافة لإشراك المنظمات الدولية في مجال القضاء وحقوق الإنسان وغيرها منوهين إلى أن ادارة البيت الأبيض تنتهج سياسة قذرة من خلال تحريضها على إشعال الفتنة بين السنة والشيعة وتحويل ذلك إلى صراع إقليمي في الشرق الاوسط يشمل ايران هادفة من خلال ذلك خلق الظروف المواتية لعملية عسكرية ضد إيران حيث تلعب من اجل ذلك دورا مهما في عزل إيران سياسيا وإضعاف حلفائها سورية ولبنان كما تعمل أميركا على تشكيل تحالف يؤيدها في ذلك من دول الخليج العربي كالسعودية وقطر وبعض الدول العربية الأخرى ولذلك تقوم أميركا ببث سمومها بادعائها أن إيران تقوم بدعم حلفائها إضافة لقلق أميركا من الدور العراقي الإيراني فتطورات الأحداث في المنطقة في هذه المرحلة تؤكد أن التوترات الأمنية تضرب دولاً اتخذت موقفاً متوازناً مما يجري في سورية ولم تنخرط في المشروع التآمري عليها ولذلك كثر الحديث مؤخراً على ضرورة إسقاط حكومة المالكي في العراق وتشكيل حكومة موالية للخليج تتواءم مع سياسات أميركا والغرب تجاه سورية كما تخطط أميركا للقيام بعملية عسكرية ضد إيران تحت ذريعة القضاء على مصادر تهديد منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية لأميركا لذلك تعمد أميركا إلى تأجيج صراعات بين بعض الدول العربية وبلدان الخليج العربي ضد إيران تلجأ من خلالها دول الخليج إلى أميركا طالبة منها الحصول على الدعم العسكري وهو ماسيعطي واشنطن دور القاضي والحكم بالنفط وسيمكن أميركا بالنتيجة من بسط سيطرتها الكاملة على نفط الخليج العربي ومن هنا نجد أن مجموع ماقالته أميركا وحلفائها في الحرب الناعمة ضد إيران وسورية خلال عام واحد يعادل ماقالته أميركا وحلفائها على دول المحور قبل وخلال وبعد الحرب العالمية الثانية وماقالته ضد الاتحاد السوفييتي ودول حلف وارسو خلال خمس سنوات. وفي سياق ذلك نشير إلى أن مايعمل عليه الغرب وحلفاؤه في المنطقة وأدواته من العرب وخاصة مشايخ الخليج يهدف إلى صرف الصراع وتحويله من عربي- إسرائيلي إلى صراع عربي- عربي, بل إلى صراع داخل كل دولة عبر إثارة الفتن وزج البلدان العربية في حروب طويلة الأمد كمقدمة لتقسيمها على أسس طائفية ومذهبية متناحرة فيما بينها ويصبح الكيان الصهيوني الأقوى في المنطقة يتحكم بالقرار و يسيطر على الثروات باعتبار أن اسرائيل تراهن كما قال بنيامين نتنياهو رئيس وزرائها أمام الكونغرس الأميركي على متغيرات عربية تصب في صالحها , تراهن على دويلات عربية جديدة تنبثق من داخل الأمة العربية المنقسمة وفق وجهة نظر بنيامين نتنياهو ولعل ما يقدمه مشايخ الخليج من دعم للجماعات الإرهابية المسلحة بالمال والسلاح وتخصيصها قنوات إعلامية لتغذية النزاعات الطائفية على مستوى المنطقة وعملهم على إفشال أي مبادرة لحل الأزمة في سورية بالطرق السلمية ليس سوى خدمة للمشروع التآمري على سورية الغاية منه القضاء على المقاومة لتكون إسرائيل قادرة على فرض شروطها على عملية السلام وحماية ملوك وأمراء الخليج العربي ولذلك لابد من التأكيد على أن وعي وثقافة الشباب في دول الشرق الأوسط ومعرفتهم بالمخططات الأميركية والغربية التي تستهدف بلادهم بما فيها من ثروات طبيعية وبشرية وحضارات تاريخية عريقة هي العامل الأهم في مواجهة الغزو الالكتروني والإعلامي التحريضي والمضلل والكاذب فحكومات الدول العربية بحاجة لاتخاذ قرارات ملموسة بشأن التعاون مع دول أخرى كروسيا والصين وغيرها كما فعلت سورية لمنع قيام أميركا وحلفائها من السيطرة على العالم وباعتبار أن الدور الجديد لأميركا لايخفي أن المصالح الأميركية والإسرائيلية خطوط حمراء لا يمكن المساس بها وستبقى هي الأساس لكل توجه استراتيجي أميركي للشرق الأوسط وعلى الشعوب العربية إدراك حقائق المعادلات الدولية وبناء القوة الذاتية لمواجهة العواصف العاتية , فحصانة أي نظام عربي اليوم هو تمسكه بمقاومة الاحتلال والتصاقه بالأهداف القومية والدفاع عنها وأن يفعل كما فعلت سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد قائد مسيرة الحزب والشعب بمحاربة الصهيونية والسياسات الأميركية التي تدعمها وإسقاط كافة المخططات الأميركية والغربية والإسرائيلية التي تحاك ضد المنطقة لنهب خيراتها. |
|