|
ايمانيتيه وانطلاقاً من ذلك أعتقد أنه في حال لم تفلح الزعامة الأوروبية في السيطرة على الأشياء في حينها من خلال اللعب بشكل أساسي على عبارة سنرى غداً بل وأسوأ من ذلك هدر الوقت في التشبث بعبارة لننتظر قبل أن نتصرف . أقول إن هذا الوضع سوف يفضي بالزعامة الأوروبية للدنو الخطير من حافة الفوضى مع خطر الوصول إلى نقطة اللاعودة ...وهنا ستنمو الفوضى وتتكاثر بشكل خطير وعشوائي جداً ... الزعامة إنما تعني بصريح العبارة اتخاذ قرارات صائبة في الوقت المناسب... وماتبقى من أمر يبقى هذراً وهراء. أوروبا ومنذ زمن طويل جداً تعاني من فقدان المعنى الحقيقي للزعامة ...ففي ذلك الوقت كان يتم السيطرة على زمام الأمور عن طريق العسكريين وتدخلاتهم واليوم يتم الأمر عن طريق الأسواق... ولعل فشل الزعامة الأوروبية بكليتها وبخاصة لدى قادة الدول الكبرى المتواطئة مع الزعامة اليونانية يعود إما إلى سوء تشخصيهم للمشكلة الخطرة وإما تخوفها من فكرة اللجوء إلى تشخيصها واستطالاتها ، تاركين بذلك الأمور تجري على أعنتها علّ الزمن يفتقدهم بمعجزة ... وبالتأكيد لن يتم شيء من هذا القبيل... غير أن المشكلة تكمن بحسب رؤية هؤلاء القادة في جاذب كسب حفنة من الرجال الذين كانوا يستقون مياه المدينة، على غرار حكاية دراغون في ظل عجز وفشل بعض الدول في السيطرة عليهم... والمعنى الأدق هو عجز هذه الدول عن إعادة توزيع الثروات الوطنية بشكل عادل ومتساو وفشلها الذريع في إدارة ومراقبة الاقتصاد الموازي وكذلك الاقتصاد الوهمي وعدم تمتع دولة القانون بحكمة تؤهل للتدخل ووقف عمليات السلب والنهب من قبل الأسواق... مهما يكن من أمر فقد توصلنا في بحثنا إلى ضرورة إبداء رأينا في مفردة الأسواق وإسكات الجميع... فالمتهم الأكبر في التسبب بالفوضى وتدهور الأمور في قارة أوروبا هي الأسواق ومن واجبنا الحد من نموها كما توصلنا إلى الاقتناع بأن شعوبنا محقة تماماً في الكف عن إيمانها بالتحالفات بسبب تبعثر وتلاشي اقتصاداتها وبالتكافل والتضامن ، وبالمكون الأوروبي، وكذلك تخوفهم من الاحتكاك والاتصال بالآخرين مع عزمهم وإقرارهم بأفضلية المراوحة في مكانهم حيث لامزيد من الخطر... المؤسف في الأمر أنه مع انهيار الاقتصاد انهار الإيمان المشترك بالقيم العالمية وتلاشت نزعتنا الإنسانية المشتركة المائلة بالأصل إلى حب الإنسانية واعتبار الخير العام للإنسان الهدف الأسمى ... الاتحاد الأوروبي لم يسقط وحده بل رافقته في الانهيار والهزيمة والشكيمة والإيمان المشترك بقدراتنا معاً على صنع الأ فضل... دول الشمال تتهم نظيرتها في الجنوب بأنها تقتات من خيراتها وثرواتها، ونحن بدورنا نتهم دول الشمال لكونها تثابر على استغلال الدول والشعوب الفقيرة بطريقة مخجلة ووقحة... وهنا لابد من التساؤل حول إمكانية تحقيق أو تجديد الرؤية الأوروبية باعتبارها الرؤية الأمثل على الإطلاق في ظل الظروف الراهنة ؟... هل سنبني أوروبا أو هل سنفوز بأوروبا أكثر وحدة واتحاداً ومؤسسة بشكل أفضل على مبدأ المساواة والعدل بين الشعوب وا لدول؟ فعلى سبيل المثال تتمتع ولايات أميركا بشعور عدم فقدانها السيادة الذاتية فيما تلجأ إلى التخلي أو التنازل عن سلطات كثيرة لصالح واشنطن وبدورها تقوم واشنطن بنقل وتحويل بعض رؤوس الأموال إلى ميسيسيبي !! لست بمتفائل على الإطلاق.. فأوروبا بددت وقتاً ثميناً للغاية وفقدت وجهتها وهدفها بتشكيلها اتحاداً يجمع دولها العديدة.. واليوم يبدو أن كل أمر إنما يتشكل ويتكون وكأنه مفروض، وخاصة في ظل هذه الظروف السيئة والمناخ المشبع بالسلبية مايمهد لنمو النزاع وبالتالي دنوّنا المتزايد من لجة الفوضى .... قلما مايكون النزاع دافعاً أو مصدراً للتجديد والتحديث ، وهدى نحو تحكيم العقل وخلق الجديد وبلورة الحق أو الأمور الصحيحة... ولكن ومن أجل استثمار هذه النقطة المضيئة بعض الشيء يتوجب على القوى الأوروبية مشاركة شعوبها في إمكانية استثمارها... ومع ذ لك أخشى تباطؤ القوى التقدمية في القارة في إيجاد وسيلة اتصال حية وفعالة لتعميق العلاقات مع مواطنيهم وبالتالي مع الشعوب الأخرى ... بقلم: تاكيز هاد جيغوريغو - نائب أوروبي |
|