تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا وراء منع بث المحطات الفضائية السورية

عن موقع:MONDIALISATISON.CA
ترجمة
الأحد 1-7-2012
ترجمة : محمود لحام

أسس الصهيوني حاييم سابان مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط ضمن معهد ( بروكينغز ) في واشنطن وسعى بعد ذلك إلى فتح فرع لهذا المعهد في الدوحة اسمه مركز ( بروكينغز الدوحة ) وكان مديره الصهيوني الأسترالي مارتن أنديك , وأما التمويل فكان من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني .

بالطبع ,إن هدف هذا المركز هو صياغة استراتيجيات وتحديد الوسائل الملموسة وغيرها لزعزعة استقراركل الحكومات في الشرق الأوسط ,المعادية لاسرائيل عبرخلق الاضطرابات وما أطلق عليه ثورات الربيع العربي, كما هو حال سورية وعدد من دول المنطقة .‏

سابان ,هذا القطب الإعلامي واليهودي الأمريكي الاسرائيلي المولود في مصر والمؤيد بشدة لاسرائيل ولمشروع الشرق الأوسط الجديد, كان قد صرَح في أحد المؤتمرات في تل أبيب بأن التأثيرفي سياسات الولايات المتحدة وكذلك في سياسات الدول الأخرى إنما يتم من خلال ثلاثة طرق : تقديم هبات للأحزاب والمنظمات السياسية –الاستمرار في خلق الأكاذيب وترويجها – السيطرة على وسائل الإعلام.‏

اختيار الصهيوني سابان للدوحة مقراً لمركزه لم يكن من باب المصادفة ,فالدوحة هي مقر قناة الجزيرة الممولة أيضاً من أمير قطر ,المنقلب على أبيه و التي تتشارك مع معهده الأهداف : نشر الاضطرابات والقتل عبر فبركة الأكاذيب وزعزعة استقرار الدول بالتواطؤ مع الموساد والCIA , ولذلك كل الشعوب والعربية بشكل خاص, بل ونحن أيضاً مدعوون لمقاطعتها , فهذا هو الرد الوقائي ضد قنوات التضليل ,الصهيونية التوجه , بهدف الدفاع عن حرية المعلومات ودقتها وصدق مصادرها.‏

لكن الجامعة العربية الوهابية التي تهيمن عليها الديكتاتوريات الملكية وخاصة السعودية وقطر رأت أن قنواتها( الكاذبة ) كالجزيرة والعربية إضافة لمئات المحطات التي تفبرك في استوديوهاتها مئات اللقطات لأحداث كاذبة , هي الجديرة بالاحترام, بينما لم تستطع هذه الجامعة العربية قالباًوالغربية توجهاً سماع الصوت المتوازن لأربع محطات سورية رسمية وخاصة , فأوعزت لمجلس وزراء خارجيتها الذي انعقد في قطر مؤخراً باتخاذ القرار بمنع بث القنوات السورية على القمرين عربسات و النا يلسات .‏

أليس هذا القرار المجحف,والذي يشكل دليل افلاس بالنسبة للديكتاتوريات الملكية في الخليج بمثابة الوسام على صدر الإعلام السوري, بل واعتراف منهم بقوة هذا الإعلام وخوفهم منه ؟!!‏

أيضاً ,أليست استقالات الكثير من المذيعين ومعدي البرامج في الجزيرة والعربية دليل إدانة على تورطهما في التلاعب والتزييف المهين الذي يتم في استوديوهاتهما لأحداث غير حقيقية كما في ليبيا والآن في سورية ؟!!‏

إن قرارحظر المحطات السورية ,غير العادل وغير المشروع إنما هوحرب اعلامية وانتهاك للمادة 16 من ميثاق الأمم وكذلك هو خطوةغير مسبوقة ومخالفة لجميع الأعراف والحقوق بعد أن جرب المتآمرون كل وسائل القتل والتدميروالتخريب على سورية ,لكنه غير مستغرب كونه يصدر عن أطراف عربية لا تملك القرار,بل إنها تدعو إلى التدخل العسكري تحت البند السابع.‏

إنه قرار سياسي بامتياز,يدل على عقلية أصحابه الداعين إلى إقصاء الرأي الآخرنظراً لتأثيره على المشاهد العربي ودوره في تسليط الضوء على فساد تلك الأطراف العربية المتواطئة وارتباطها بالمؤامرة على المنطقة بالاشتراك مع ما يسمى مجلس اسطنبول ومهندس ما أطلق عليه ثورات الربيع العربي برنار هنري ليفي.‏

في العام 2001 أعلن الجنرال ( ويسلي كلارك ) رئيس هيئة الأركان الأمريكي أن الناتو سينفذ اجتياحاً ل 7 دول في الشرق الاوسط وذلك تنفيذاً لمخطط السيطرة على العالم ,وإن ما يحدث اليوم في سورية إنما هو جزء من الحملة الشرسة التي تشنها الصهيونية العالمية على سورية.‏

 بقلم: ميريي ديلمار‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية