|
ثقافة أنتقل إلى السلطة الثورية، فالثورة بحد ذاتها حالة انقلابية تعتمد نص التغيير الجذري لحركية الواقع ولا مقدس في السلطة الثورية إلا كل ما يخدم التطور التاريخي والاجتماعي. على الصعيد الأدبي الإبداعي فالنص المفتوح هو الذي يرفض التمدرس أي أن يحسب سلفاً على أي مدرسة أدبية أو قوالب جاهزة مسبقة الصنع. والنص المفتوح يماهي ويمازج بين المدارس الأدبية فتجد في النص الأدبي شعرياً كان أم قصصياً أبعاداً واقعية وسوريالية ورمزية لأنه بنى ذاته على الاستفادة من معطيات جميع المدارس. في كتاب الناقد المجري جورج لوكاتش «العقل المعتقل» يطرح لوكاتش مقولة النص المفتوح ولأول مرة فيقول: إن الستالينية الجدانوفية الجامدة فرضت على الأدب السوفييتي قوالبها الجامدة ذات الطابع الأيديولوجي المنغلق، لذا تمرد معظم المبدعين السوفييت وأطلقوا النص الأدبي المفتوح وكانت قصيدة الشاعر الروسي يوفتوشنكو الرحيل بين مدينتي لا ونعم أول نص شعري مفتوح، أي إنه دمج فيها ومازج بين الواقعية والرمزية والسوريالية. والمدقق في الشعر العربي الحديث وخاصة لدى أدونيس وبدر شاكر السياب يجدهما واقعيين وسورياليين ورمزيين في القصيدة الواحدة. إذاً فالإبداع يستعصي على التمنهج والتمدرس، وأورد هنا هذا المقطع لأدونيس في تفسيره للذات الشعرية من خلال ضمير الأنا: لي وطن لا يعرف التخوم لا تحده الشطآن تحده علامتان... الشمس والإنسان وأنا أضيف أن الشمس التي تشير إلى الحقيقة المطلقة والإنسان الذي يعتبر حين يكون إنساناً وحقيقياً أعلى قيمة في الوجود، فالنص الأدبي المعاصر نص مفتوح على جهات الفكر والمخيلة التي لاتحدها إلا الحقيقة وقيمة الإنسان. |
|