تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نـــادي التصويـــــر الضوئــــــــي في معرضــــــــه «أبـــــــــــواب وشــــــــــــبابيك»... دمشـــق.. العراقــــة والحضــــــارة

ثقافة
الأحد 1-7-2012
فاتن دعبول

ربما من خلالها يستطيعون الدخول إلى عوالم أخرى تلتقطها كاميراتهم المتربصة بهم، لاندري أهي همسة حب تصدر آهاتها أنغاماً عذبة، أم نظرة عشق تتسلل بين الشقوق والفتحات، أم لحظة انتظار وترقب لزيارة من طال غيابه.

أو هي دمعة حرى تختفي بين ضلوع أصحابها وخلف أبواب موصدة، أسرار، وأسرار كل يلتقطها بطريقته..‏

في معرضهم الذي أقيم في مركز ثقافي «أبو رمانة» يعرض فنانو نادي التصوير الضوئي لوحاتهم، وتحمل ماتحمله من المعاني والدلالات والتطلعات، لتأخذ الحضور إلى حكايات تكاد لاتنتهي، ترويها إشارات ورموز تصدح من خلف النوافذ والأبواب.‏

نحتاج الدعم والاهتمام‏

يقول خلدون الخن رئيس مجلس إدارة نادي فن التصوير الضوئي: رغم مايبذله النادي من جهود في تظاهراته الفنية، التي تضم معارض أربعة خلال العام، لكنه لم تحظَ إلى الآن باهتمام أصحاب الشأن فالنادي لايملك مقراً، علماً أنه تأسس في العام 1979 ولا دعم مادياً يعين على تطويره، مايفقده فرصة التواجد في المعارض الدولية والمشاركات في المسابقات الخارجية، إلا على الصعيد الخاص والشخصي فقد تقمن بطلبات كثيرة لكنها لم تلقَ أذاناً صاغية.‏

أما فيما يخص المعرض فهو تحت عنوان «أبواب وشبابيك» يضم أعمالاً عددها 75 عملاً فنياً، شارك فيها 41 فناناً كل حسب رؤيته وفلسفته، ولاشك أن المعرض يكسب الفنان مهارات إضافية من خلال تبادل الخبرات والاحتكاك مع غيره من الفنانين.‏

لماذا لايتبع لوزارة الثقافة؟‏

ويرى الفنان ناصر عبيد عضو نادي التصوير الضوئي أنه من غير المنطقي أن يكون النادي دون مقر، ويتبع في الآن نفسه لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والبدهي أن يتبع لوزارة الثقافة وتحت رعايتها أسوة باتحاد الفنانين التشكيليين وغيره، وأن يكون في كل محافظة ومقر له لحفظ اللوحات وأعمال الفنانين، وخصوصاً أن عددهم يزداد كثيراً، هذا جانب.‏

وأمر آخر أن يكون هناك تسويق لفن التصوير الضوئي، فاللوحة الزيتية لها سعر وقيمة، بينما اللوحة الضوئية لا مكان لها في سوق الفنون على اعتبار أنها صورة قابلة للتكرار، بينما يحظى هذا الفن بالاهتمام وترصد له أسواق ومعارض وجوائز هامة في الدول الأخرى.. فأين الفنان الضوئي السوري من هذا الاهتمام؟ وهل يعقل ألا يكلف أحد المعنيين نفسه مثلاً بافتتاح هذا المعرض والمشاركون فيه يتجاوز عددهم 45 فناناً؟.‏

المشاركون.. المعرض دعوة سياحية وفنية‏

الفنان عصام النوري لايزال يحتفظ بكاميرته «الأبيض والأسود» وفي رأيه أنها الأقرب إلى الصدق والحقيقة ويرى أن الفنان المحترف هو الذي يلتقط صوره بعفوية، فإذا أحب صورة أومشهداً، التقطها..‏

ولايزال يحن لمرابع طفولته ويحتفظ بالأنهار الثلاثة التي كانت تعبر منطقة المهاجرين بصور هي أغلى مالديه.‏

ويستدل على ذلك بقول الشاعر علي محمود طه:‏

هنالك صفصافة في الدجى‏

كأن الظلام بها ماشعر‏

اتخذت مكاني في ظلها‏

شريد الفؤاد كئيب النظر‏

والمعرض يشكل دعوة سياحية وفنية.. لتراثنا وأوابدنا وعراقة بلادنا..‏

وشاركت زكاء كحال بصورة نافذة قديمة كبيرة فيها عدة نوافذ صغيرة وكل واحدة تختلف بمعناها عن الأخرى، وهي بدورها ترعى أعضاء نادي الكاميرا الذهبية من المعوقين وكان لهم مشاركاتهم في مبادرة لدمجهم بالمجتمع والتواصل مع الآخر ومن هؤلاء (هلا سميري، نينا الرفاعي، فادي سليمان، علاء الزيبق) وكانت مشاركاتهم لأبواب دمشقية قديمة حولها الورود والياسمين ومن خلال رؤية جمالية بريئة.‏

ويشير الفنان عادل مهنا أن المعرض هوخلاصة جهود مجموعة من المصورين في سورية، قدموا لوحات تتميز بالدقة والمواقف الإنسانية الشفافة تجذب المشاهد للتأمل والتبصر فيما خلف الأبواب والنوافذ من حالات إنسانية وأسرار وحكايات لأجدادنا، وأناس مروا من هناك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية