|
عين المجتمع بل كان من المحال أن يضحّوا بمتابعة برامجهم الكرتونية و الرسوم المتحركة لينضموا طوعاً إلى عالم الكبار ، و يجلسوا مشدوهين مصدومين من هول المشاهد الدموية ، و لكن قد يبدو أنه لم يعد بالإمكان عزلهم عما يجري و حجزهم في قوقعة البراءة و الأحلام الوردية ، بينما بات الموت و الدمار يطرق الأبواب .. فهل نغمض عيونهم عن صور الجثث و الأشلاء التي باتت لا تخلو منها نشرة إخبارية .. أم نصم آذانهم عن صوت المذيع الذي يتلو كم و كم عدد المختطفين و الشهداء و الجرحى ، و ما يرافق تلك النشرات من عويل و بكاء و دوي انفجارات و إطلاق رصاص هنا و هناك ربما في حيهم أو الحي المجاور ؟؟.. فكيف نصور لهم أن الإرهاب بات و للأسف جزءاً من يومياتهم ، ليقلق راحتهم و يثير الرعب في قلوبهم و يزرع الغصة في حلوقهم و يصرفهم عن متعة الحياة ، و كيف نبرر لهم أن الصديق الذي لعبوا معه بالأمس القريب قد رحل إلى غير رجعة و لن يجلس بجوارهم على المقعد في العام الدراسي القادم ، كيف نعيد الأمان إلى قلوبهم ، و نستبدل عبارات العنف التي تسربت خلسة إلى لغتهم بالحب و التسامح .. و نعود بهم إلى ألعابهم التي لم تكن يوماً على ما هي عليه الآن من ألعاب حربية و هجومية و مبارزة و أسلحة دمار و عبوات ناسفة و قتال و إعلان غالب و مغلوب ..قاتل و مقتول .. مؤيد و معارض .. و كيف ستخلو دفاتر رسمهم من ألوان الدماء لتكسوها ألوان الخير و السلام ؟.. |
|