تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أنان فـي ختام مؤتمر جنيف : الحل في سورية يتطلب وجود بيئة مناسبة وضمان أمن الجميع ونزع سلاح المجموعات المسلحة.. لافـــروف: الوثيقـــة لاتتضمـــن أي إمــلاءات ولاتحتـــوي أي شروط مسبقــة ومســتقبل ســورية يقــرره السـوريون

سانا - الثورة
صفحة أولى
الأحد 1-7-2012
قال كوفي أنان مبعوث الامم المتحدة الى سورية ان مجموعة العمل الدولية حول سورية توصلت الى اتفاق للمساعدة على حل الازمة في سورية عبر عملية سياسية يقودها السوريون بأنفسهم عبر الحوار الوطني الشامل وفي جو من الهدوء يتطلب نزع سلاح المجموعات المسلحة.

وأوضح أنان في ختام اجتماعات مجموعة العمل في جنيف أمس أن جميع الاطراف يدركون تماما الوضع في سورية وهم نقلوا التعاون الى مستوى أعلى من خلال اتخاذ موقف أوضح وأكثر تحديدا عبر مسار يأملون في أن يستطيع الشعب السوري سلوكه والعمل معه.‏

الحل عبر عملية سياسية يقودها السوريون بأنفسهم‏

وقال أنان: نحن مصممون على العمل بشكل مشترك ومكثف كي نضع حدا للعنف في سورية واطلاق عملية تقودها سورية تؤدي الى عملية انتقالية تلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري وتمكن هذا الشعب من أن يقرر مستقبله بشكل مستقل.‏

ودعا أنان جميع الاطراف الى الالتزام بالوقف الدائم للعنف وتنفيذ خطة النقاط الست مباشرة دون انتظار اجراءات الآخرين كما دعا الحكومة والمجموعات المسلحة الى التعاون مع مراقبي الامم المتحدة الموجودين على الارض.‏

وقال أنان: يجب على الحكومة اطلاق سراح المعتقلين والسماح بدخول الصحفيين والتنقل بحرية واحترام حق التظاهر السلمي والسماح بدخول المساعدات الانسانية.‏

وأشار أنان الى أن مجموعة العمل اتفقت على مجموعة من المبادئ التوجيهية التي تخص العملية الانتقالية التي ستجري في سورية حيث قدمت منظورا للمستقبل يمكن أن يتشارك به الجميع في دولة تعددية ديمقراطية فيها انتخابات حرة مع احترام حقوق الانسان وحكم القانون ونفاذ متساو للجميع الى الحقوق مع احترام حقوق المجموعات الصغيرة وهذا الامر يتطلب خطوات واضحة ضمن اطار زمني محدد.‏

وقال أنان ان الخطوات الرئيسية في العملية الانتقالية تشمل انشاء جمعية حاكمة يمكن أن تنشئ بيئة حيادية نستطيع من خلالها أن نحدث التغيير أي ان هذه الجهة الانتقالية يجب أن تشمل أعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضين وتشكل على أساس الموافقة المشتركة.‏

نزع سلاح المجموعات المسلحة‏

وأكد أنان أن العملية السياسية في سورية يجب أن تطبق في بيئة من الامان والهدوء للجميع بما في ذلك استكمال نزع سلاح المجموعات المسلحة ويجب أن تكون هناك استمرارية بالعمل الحكومي يتم التوصل اليه من كل الاطراف.‏

الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده‏

وشدد أنان على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده وكل فئات المجتمع يجب أن تكون قادرة على المشاركة في حوار وطني شامل للجميع تكون محصلته الاساسية قابلة للتنفيذ كما يجب أن تمثل النساء في جميع هذه الجوانب لافتا الى أنه وبناء على هذا الاساس فان النظام الدستوري والنظام القانوني يمكن أن يراجع وهذا أمر خاضع لموافقة الشعب يلي ذلك انتخابات حرة وديمقراطية متعددة الاطراف.‏

وأشار أنان الى أن الوقت ينفد ولابد من خطوات سريعة للتوصل الى اتفاق وحل النزاع من خلال الحوار السلمي والمفاوضات فقط.‏

وبين أنان أن الشروط المواتية للتسوية السياسية يجب أن تبدأ مباشرة ويجب أن يتوقف العنف وعلى كل الاطراف أن يكونوا مستعدين لتعيين مفاوضين نيابة عنهم للعمل مع المبعوث الاممي على اجراء عملية سياسية انتقالية تقودها سورية.‏

وقال أنان ان المجتمع الدولي جاهز لدعم أي اتفاق يتم التوصل اليه من كل الاطراف وان أعضاء مجموعة العمل سيشاركون ويفرضون الضغوط على كل الاطراف لتنفيذ ما تمت مناقشته مع معارضة أي مزيد من العسكرة للنزاع.‏

وأضاف أنان ان مجموعة العمل ستدعمني بشكل كامل من خلال عملي المباشر مع الحكومة والمعارضة وبالتشاور مع كل شرائح الشعب السوري واللاعبين الدوليين للمضي قدما وسأعمل معهم واطلع الامم المتحدة والجامعة العربية على ما يحصل.‏

وأوضح أنان أنه تعهد للمجموعة بالعمل في جو من الأمل وقال يجب ألا تتحول آمال اليوم الى خيبة أمل في المستقبل ويجب البدء بالعمل معاً لتنفيذ ما اتفقنا عليه ونحن لا نستطيع فعل ذلك بمفردنا.‏

المجموعة قدمت مبادئ توجيهية‏

والقرارات ستترك للشعب السوري‏

وفي مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع مجموعة العمل الدولية قال أنان ان المجموعة قدمت مبادئ توجيهية وعامة لمساعدة الشعب السوري في العملية السياسية وانشاء حكومة انتقالية والمرور بالتغييرات المطلوبة ولكن النتائج والقرارات ستترك للشعب السوري.‏

وأشار أنان الى أن الجهود يجب أن تتركز على دفع جميع الاطراف الى وقف العنف والالتزام بالحل السياسي وهذا يكون بحاجة أحيانا الى وسيط للمساعدة.‏

وأضاف أنان اننا سننخرط مع جميع الاطراف والحكومات التي جاءت الى اجتماع جنيف وعرضت المساعدة في عملية التشاور وهذه الاطراف ستمارس نفوذها على الحكومة أو المعارضة للمضي في الاتجاه الصحيح ونأمل أن نتوصل الى ايقاف العنف وهو أكثر الامور الحاحا ونجعل الناس يعودون الى طاولة الحوار.‏

وقال أنان ان مجلس الامن الدولي مطلع تماما على الوضع برمته وجميع الدول فيه أبلغتني أنها تدعم الجهود التي أبذلها وهي أظهرت التعاون في نيسان الماضي عندما تمت الموافقة على قرارين من مجلس الامن ولكن يجب الاتحاد فيما بينها لنقل هذا التعاون الى مستوى أعلى وقد رأينا شيئا من ذلك اليوم.‏

ولفت أنان الى أن أعضاء مجلس الامن يعملون بشكل جماعي معا وبشكل فردي على تشجيع الاطراف لفعل ما يجب فعله وهذا الامر سيساعد على تحقيق أمور أكثر بكثير مما تحقق حتى الان.‏

وحول اقتراح وزير الخارجية البريطاني اصدار ما تم التوصل اليه في جنيف بقرار تحت الفصل السابع قال أنان ان هذا الاقتراح يعود الى مجلس الامن الذي وضع يده على المسألة وبوسعه اصدار قرار جديد أو تعزيز التصويت أو تعديله بموجب الفصلين السادس أو السابع.‏

وأوضح أنان أن اجتماع جنيف كان فرصة عظيمة للبناء ولتشجيع الدول على العمل سوية لان المجتمع الدولي عندما يتحدث بصوت واحد يصبح هذا الصوت قويا وله أثر واجتماع جنيف أمس أظهر الوحدة والتعاون بين أطراف هذا المجتمع.‏

بعثة المراقبين الدوليين‏

ستستأنف عملها عندما تسمح الظروف بذلك‏

وحول مستقبل بعثة المراقبين الدوليين في سورية قال أنان ان البعثة مازالت موجودة في سورية وهي بانتظار استئناف أعمالها عندما تسمح الظروف بذلك.‏

وبشأن الاجتماع المقبل لمجموعة العمل أوضح أنان أنه تم الاتفاق على أن تكون المجموعة جاهزة للاجتماع في أي لحظة في حالة الطوارئ وتبعا للظروف والتطورات ولكن لم يتم تحديد موعد ومكان الاجتماع القادم. وحول الجدول الزمني للخطة قال أنان ان موضوع الجدول أو الاطار الزمني للخطة يجب أن يكون محصلة للنقاش مع الحكومة والمعارضة وأمل ألا تكون فترة طويلة جدا وكما أقول فانني لا أملك عصا سحرية ولا أستطيع قراءة المستقبل ولكن نأمل أن نحقق النتائج. وردا على سؤال حول تحديد موعد لزيارة أنان دمشق أوضح أنان أنه لم يحدد موعدا لزيارة دمشق ولكنه بالتأكيد سيذهب اليها وقال لقد اتفقت في أحد اجتماعاتي مع السيد الرئيس بشار الأسد على أنه عندما يحين الوقت كي أطلب منه تعيين مفوض لمواصلة العملية فانه مستعد لذلك وهذه واحدة من أولى الاشياء التي أتوقعها وهي تعيين مفوض يساعد على المضي في عملنا.‏

لافروف : وثيقة جنيف لا تحتوي أي شروط مسبقة‏

على العملية السياسية أو على الحوار الوطني‏

أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن الوثيقة الصادرة عن اجتماع جنيف لا تتضمن أي فرض على الشعب السوري ولا تحتوي على أي شروط مسبقة على العملية السياسية أو على الحوار الوطني ولا تقصي أي طرف من الاطراف.‏

وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي عقده في ختام اجتماعات مجموعة العمل الدولية حول سورية أن روسيا ترفض وجود أي شروط مسبقة وهي تمكنت من توحيد الموقف مع شركائها لممارسة الضغط على جميع الاطراف وليس لاتخاذ أي اجراءات أحادية الجانب من أي جهة كما أنها عملت بشكل بناء لتحاشي أي محاولات لاطلاق أي نوع من الانذارات النهائية وهي تمكنت من ادخال تعديلات على البيان الاولي ليصدر بالصيغة التي صدر بها.‏

وقال لافروف ان الوثيقة ترسل اشارة واضحة الى الحكومة والمجموعات المسلحة بالعمل وبشكل متزامن على تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي أنان بوضوح ووقف جميع أشكال النشاطات المسلحة ودعم بعثة الامم المتحدة في سورية لتحقيق الاستقرار. وأضاف لافروف ان هدف اجتماع جنيف هو دعوة اللاعبين الاساسيين في سورية للعمل بطريقة متعاونة لضمان تنفيذ خطة السلام ودعوة الاطراف الخارجية للعمل على ممارسة النفوذ على الاطراف داخل سورية من أجل الالتزام ببنود الخطة .‏

العملية السياسية سيقودها الشعب السوري‏

وأشار لافروف الى أن العملية السياسية الانتقالية سيقودها الشعب السوري وأن الوثيقة تتماشى مع المبادئ التي تؤدي الى عملية انتقالية كما أنها تثبت المبادئ الاساسية لأي دولة ديمقراطية واحترام حقوق الانسان وحقوق الاقليات والطوائف والمذاهب المختلفة مع تأكيد الحاجة الى انتخابات حرة وديمقراطية وتشكيل هيئة تعبر عن رأي الناس.‏

وقال لافروف ان شركاءنا أرادوا من خلال مجموعة العمل هذه أن نأخذ قرارا جديدا من مجلس الامن ولكننا قلنا لهم اننا لن نقبل باصدار قرار لان المجموعة التي تجتمع اليوم ليست مخولة باستباق اصدار قرار من مجلس الامن لان المجلس له اجراءاته وأي دولة عضو لديها الحق في اقتراح قرار وهذا امر تجري دراسته وبناء على دراسة المقترح سيقرر مجلس الامن مصير هذا القرار.‏

المجموعات المسلحة ومن يرعاها تستفز الحكومة وقواتها‏

وأضاف لافروف انه وقبل الحديث عن الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتطبق خطة أنان على أساس القرارات التي صدرت أصلا عن مجلس الامن ولدينا ما يكفي من الوقائع بين ايدينا تقول بأن المجموعات المسلحة ومن يمولون المعارضة ويرعونها لا يؤدون التزاماتهم ويتصرفون بطريقة لا تجعل من الممكن ضمان وضع امن وهم يستفزون الحكومة والقوات السورية للرد.‏

وقال لافروف ان بعض المجموعات المسلحة والجهات الراعية لها يمارسون الاستفزاز بهدف انتشار العنف وهناك حقائق كثيرة على هذا الامر يمكن قراءتها في وسائل الاعلام والمصادر الاعلامية الغربية والامريكية وهذا يحصل في كثير من البلدات والقرى حيث ان هناك هجمات على المؤسسات الادارية والممتلكات الحكومية والخاصة وعلى قوى الجيش والشرطة وهناك مزيد من الحقائق التي تظهر تباعا وتبين وجود التحريض الطائفي.‏

المجموعات المسلحة تتلقى الاسلحة‏

من الخارج عبر طرق غير مشروعة‏

وأشار لافروف الى أن المجموعات المسلحة أعاقت محاولات الصليب الاحمر الدولي لاخلاء المدنيين العالقين في بلدات وقرى مختلفة.‏

وأوضح لافروف ان المجموعات المسلحة تتلقى الاسلحة من الخارج عبر طرق غير مشروعة وهذه الممارسات المخالفة للقانون الدولي متواصلة وتعطي الحافز للمجموعات المسلحة لعدم القاء السلاح. وأعرب لافروف عن أمله بأن تدرك جميع الاطراف أن الوثيقة تتطلب منهم الالتزام بها وبممارسة النفوذ الايجابي على جميع الاطراف وتحديدا المجموعات المسلحة لتطبيق خطة أنان.‏

ندعم خطة أنان ونثق ببعثة المراقبين الدوليين‏

وقال لافروف اننا ندعم أنان في جهوده ونثق بشكل كامل ببعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة وبأنها ستتمكن من تحقيق الاستقرار في كل هذه البلدات والقرى حتى يعيش المواطنون بسلام. وشدد لافروف على أن الوثيقة تؤكد الحاجة للاتفاق على مسار سلمي للحل يأخذ مصالح جميع أطراف الشعب السوري بعين الاعتبار وعلى أن جزءا هاما منها يبين أن جميع المجتمعين يقفون ضد العسكرة الاضافية للنزاع.‏

وأضاف لافروف اننا لا نستطيع دعوة القوات الحكومية الى الانسحاب من المدن فيما المجموعات المسلحة تتلقى الاسلحة ووسائل الاعلام الامريكية والاوروبية تظهر هذا الامر.‏

ولفت لافروف الى أن موسكو على اتصال مع جميع ممثلي المعارضة تقريبا وهي تحاول ادخالهم في العملية السياسية والالتزام بخطة أنان ولكن هناك جهات خارجية أخرى تطلب منهم عدم القاء السلاح وعدم ايقاف القتال بحجة أن الدول الاجنبية ستساعدهم.‏

وأوضح لافروف أن أسلحة الدفاع الجوي المسلمة الى سورية لا يمكن أن تستعمل ضد المعارضة بل هي مخصصة للدفاع عن البلاد من أي اعتداء من الجو.‏

للأزمة في سورية بُعد إعلامي‏

وقال لافروف ان للازمة في سورية بعدا اعلاميا فبعض القنوات مثل يورو نيوز وسي ان ان وبي بي سي تعرض دوما صورا ملتقطة بجهاز الموبايل وتعلن دائما أنها لا تستطيع التأكد من هوية هذه الصور كما أن العديد من صحفيي قناة الجزيرة استقالوا احتجاجا على الطريقة التي تصور بها الامور الجارية في سورية كما حصل اعتداء على قناة الاخبارية السورية وقد سألت زملائي في مجموعة العمل عن رأيهم بقرار الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية وقف بث القنوات الفضائية السورية ولم أحصل على اجابة رغم أن أعضاء الاتحاد الاوروبي يتحدثون دوما عن حرية التعبير وحق الصحفيين بالوصول الى المعلومة. وبشأن تأثير اجتماع ما يسمى مجموعة أصدقاء سورية على جهود مجموعة العمل قال لافروف ان الاسم بحد ذاته معبر جدا لانه اذا أراد أحد أن يكون صديقا لسورية فيجب أن يتأكد من أن جميع السوريين ينظرون اليه على أنه صديق لسورية ونحن طلبنا من زملائنا اذا ما أرادوا أن يجتمعوا كمجموعة أصدقاء سورية الا يواصلوا الاجتماع على أنهم أصدقاء لجزء من المعارضة.‏

بما أننا نحاول توحيد جهودنا كلاعبين خارجيين وننسق مع بعضنا البعض وأنا لا أعرف كيف يمكن للمجموعة أن تترك أثرا ايجابيا على الجهود التي بذلناها وتحدثنا عنها اليوم. وأشار لافروف الى أن روسيا مستعدة للمشاركة في الاجتماعات التي تعقد لتوحيد المعارضة من خلال اطار تعاوني ولكن حتى تتوحد المعارضة يجب العمل مع الحكومة حسب موجبات خطة أنان.‏

مستقبل سورية أمر يقرره السوريون أنفسهم‏

وأوضح لافروف أن الوثيقة الصادرة عن اجتماع جنيف لا تتضمن استبعادا لأي أحد لان مثل هذا الاستبعاد غير متوافق مع مبدأ الشمولية في العملية السياسية ومع ميثاق الامم المتحدة وأحكامها حول عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة ومع منطق الوثيقة التي تقول ان مستقبل سورية أمر يقرره السوريون بأنفسهم.‏

وحول اسقاط سورية للطائرة العسكرية التركية التي انتهكت سيادتها قال لافروف ان الحادث بحاجة الى تحقيق حذر وقد عبرنا عن أسفنا العميق تجاهه ويجب اتخاذ جميع الاجراءات لتحاشي حصول هذا الامر مرة ثانية والحيلولة دون استعمال أي حادث من أجل زيادة التوتر ونحن دعمنا أن يكون هناك تحقيق مشترك بين سورية وتركيا ولدينا معلوماتنا الخاصة وملاحظاتنا الموضوعية ونحن جاهزون لتقديمها الى البلدين ولكن المسؤولية الاساسية تقع على عاتقهما.‏

وزير الخارجية الصيني:لا يمكن لأشخاص من الخارج‏

أن يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري‏

من جانبه أكد وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي أمس ان الاتفاق الذي تم بلوغه في اجتماع مجموعة العمل بجنيف يرتدي اهمية كبرى لتعزيز عملية الحل السياسي للمشكلة في سورية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن يانغ قوله في مؤتمر صحفي عقده في ختام اجتماعات مجموعة العمل في جنيف ان الخطة الانتقالية بشأن سورية لا يمكن الا ان تكون بقيادة سوريين وبموافقة كل الاطراف المهمين في سورية ولا يمكن لاشخاص من الخارج ان يتخذوا قرارات تتعلق بالشعب السوري. وشدد الوزير الصيني على ان بلاده ترحب بما اسفر عنه الاجتماع لجهة اتفاق المبادئ والخطوط العريضة لعملية انتقال في سورية.‏

واضاف مادامت الاطراف تلتزم مشاورات تتصف بالحياد والصبر وتتم في شكل معمق فنحن قادرون على ارساء تفاهم.‏

هيغ: نرحب بخطة أنان‏

من جانبه أعلن وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني ترحيب أعضاء مجلس الامن الدولي بعمل لجنة المراقبين الدوليين في سورية وبالجهود التي بذلها أنان والتزامهم بدعمه لتطبيق خطته ذات البنود الستة بالكامل وقراري مجلس الامن الدولي ذوي الصلة.‏

وأشار هيغ الى أن مجموعة العمل الدولية ستجتمع كلما اقتضت الضرورة وفي حالات الطوارئ.‏

كلينتون وفابيوس يقفزان فوق الوثيقة‏

هذا وسارعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الى القفز فوق الوثيقة التي توصلت اليها مجموعة العمل الدولية حول سورية لتحدد النتائج التي يجب أن تصل اليها ومن يجب أن يرحل ومن يجب أن يبقى رغم أن جوهر الوثيقة الاساسي هو عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم ورغم أنها لا تحتوي على أي شروط مسبقة ولا تستثني أحدا.‏

ورغم دعوة الوثيقة جميع الدول الى ممارسة نفوذها على جميع الاطراف في سورية لتنفيذ بنود خطة الحل السياسي تجاهلت كلينتون ما يجب عليها فعله بموجب التزامات الوثيقة وهو الضغط على المجموعات المسلحة لتنفيذ خطة مبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي أنان بل قالت انها ستركز جهودها على الضغط فقط على الحكومة السورية والطلب من جميع الدول زيادة العقوبات على سورية.‏

واستمرت وزيرة الخارجية الامريكية بالمزايدة على الاوضاع الانسانية الصعبة التي يعيشها بعض السوريين بفعل ارهاب المجموعات المسلحة التي تدعمها دولتها مشيرة الى ضرورة السماح بتقديم المعونات الانسانية دون أن تقدم في حقيقة الامر أي شيء للسوريين المحتاجين باستثناء ما أعلنت عنه من تقديم أموال وأجهزة اتصال ومعدات تقنية تساعد المجموعات المسلحة في ارهابها والذي كان اخر أشكاله احتجازها للمواطنين في حمص واتخاذهم دروعا بشرية ومنع الصليب الاحمر الدولي من اجلائهم الى مناطق آمنة.‏

وتجاهلت كلينتون دعوة الوثيقة الى تهيئة الظروف الهادئة من أجل تنفيذ الخطة وأعلنت عن نيتها التوجه مجددا الى مجلس الامن بهدف محاولة استصدار قرار ضد سورية وما يترتب على ذلك من تأجيج للازمة وليس حلها رغم أنها أقرت بأن عدم الاستقرار في سورية سيتسبب بمقتل الكثيرين وانتشار عدم الاستقرار الى الدول المجاورة.‏

وزعمت وزيرة الخارجية الامريكية أنها طوال الاسبوع الماضي كانت تدعم خطة أنان متجاهلة العديد من تصريحاتها وتصريحات موظفيها في الخارجية والمتحدثة عن فشل الخطة وعدم جدواها وعن ضرورة البحث عن بديل لها.‏

وعلى نفس المنوال سار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي أخذ مكان السوريين على طاولة المفاوضات وحدد لهم من يجب أن يشارك في العملية السياسية ومن يجب أن يستبعد وما هي النتائج التي يجب أن يتوصلوا اليها.‏

وتجاهل فابيوس ضرورة التزام بلاده بما يترتب عليها تجاه الوثيقة من ضرورة ممارسة نفوذها على المجموعات الارهابية المسلحة داعيا الى الضغط فقط على الحكومة السورية عبر مجلس الامن وعبر الاجتماعات خارج اطار التفاهم الدولي الذي شدد أنان على أهميته.‏

ووعد وزير الخارجية الفرنسي بتقديم الدعم المادي والمساعدات الملموسة على الارض للمعارضة المسلحة في سورية خلال الاجتماع المقبل لمجموعة أعداء سورية في باريس رغم دعوة الوثيقة الى نزع سلاح المجموعات المسلحة وتحذيرها من الخطر المتزايد لعسكرة الازمة.‏

هذا وكانت مجموعة العمل الدولية حول سورية قد استأنفت محادثاتها في مقر الامم المتحدة في جنيف مساء أمس بحضور جميع الوفود بعد ان عقدت جلسة اولى القى فيها المبعوث الاممي إلى سورية كوفي عنان كلمة اكد فيها ان الازمة في سورية تفاقمت داعيا اللاعبين الدوليين إلى بذل أقصى الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن مبادئ لتحول سياسي يقوده السوريون.‏

وكانت أعمال المؤتمر انطلقت بعد تأخير دام نحو ساعتين خلف أبواب مغلقة.‏

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله ان المحادثات صعبة بسبب الخلافات القائمة بين المشاركين مشيرا الى أن المحادثات قد لا تسفر عن أي اتفاق.‏

وأوضحت مصادر دبلوماسية أن سبب تأخير بدء اجتماع جنيف يكمن في عدد كبير من اللقاءات الثنائية التي أجراها المشاركون في المؤتمر قبل انطلاق أعماله.‏

وشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا بالاضافة إلى وزراء خارجية تركيا والعراق والكويت وقطر.‏

كما حضر الاجتماع كاثرين اشتون المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي وبان كي مون الامين العام للامم المتحدة.‏

والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل الاجتماع مع كل من المبعوث الاممي أنان واشتون ونظيريه الصيني يانغ جيه تشي والعراقي هوشيار زيباري.‏

وكان لافروف قد عقد يوم الجمعة محادثات استمرت ساعة تقريبا مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في بطرسبورغ في محاولة لتجاوز الخلافات القائمة بينهما.‏

من جانب اخر أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الاطراف التي تشارك في المؤتمر الدولي الخاص بسورية لم تتمكن من التوصل الى مشروع للوثيقة النهائية للمؤتمر خلال اجتماع تحضيري جرى في جنيف يوم الجمعة على مستوى الخبراء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية