|
موقع: لوغراند سوار وأكدّ المسؤولون الفلسطينيون إهمال وسائل الإعلام العربية أيضاً تغطية هذا الصراع. هذا وتتصاعد التوترات مع كل إهانة جديدة ترتكب بحق المسجد الأقصى وقد يفضي الأمر إلى انتفاضة كالانتفاضة الثانية التي حدثت عام 2000 نتيجة اقتحام آرييل شارون لساحة الأقصى. لقد باتت المضايقات التي تمارسها السلطات الاسرائيلية أكثر قسوة، وكذلك التفتيش وتدمير منازل الفلسطينيين والاعتقالات التعسفية، إلا أن تدنيس المواقع الدينية المتعمد وبخاصة المسجد الأقصى قد تجاوز كل حد، ففي الأيام الأخيرة ذهبت اسرائيل أبعد ما يمكن في انتهاكاتها وتوغلها في المسجد الأقصى وتدنيس القرآن الكريم. هل يمكن أن تزداد الأمور سوءاً ؟ يظن الكثير من الناس أن ما يحدث يقود نحو مأساة، يقول إمام الجامع الأقصى الشيخ عكرمة صبري: «ستؤدي غطرسة قوات الاحتلال الاسرائيلية واستفزازاتها المستمرة إلى حدوث انتفاضة ثالثة لن يقدر أحد على إيقافها». في الوقت الحالي، يأمل الاسرائيليون أن يتمكن محمود عباس وقوات أمنه من الحيلولة دون حدوث ذلك، فقد اعتقلوا على سبيل الاحتياط للأمر عشرات الشباب في الضفة الغربية، ويؤكد عباس أنه لن يسمح حدوث انتفاضة ثالثة. في هذا النطاق هو متماسك لأنه كان معارضاً لانتفاضة عام ال2000 لاسيما وأنه يخشى أن يصيبه مصير ياسر عرفات إذ دعم ذلك الأخير انتفاضة الأقصى. لم يكن من داع ٍ للعنف الذي حدث في التاسع من هذا الشهر، إذ لم يتهجم أحد على الممتلكات الاسرائيلية، «الجريمة» الفلسطينية الوحيدة كانت التظاهر احتجاجاً على تدنيس أحد الجنود الاسرائيليين للقرآن إذ صوره وهو يركله قبل ايام من ذلك. هذا وقد أدى هجوم يوم الجمعة على المصلّين في الجامع الأقصى إلى إصابة العشرات، فقد أطلق جنود الاحتلال والقوات الخاصة رصاصاً مطاطياً «مغلفاً» بالمعدن على المصلين، حيث هدفت اسرائيل إلى تصعيد التوترات قبل وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما وفيما كان بنيامين نتنياهو يشكل حكومة ائتلافية جديدة. أما الأحداث الرهيبة التي كانت تجري في أماكن إسلامية أخرى فهي تدنيس قبور العلماء والحكماء، فقد وضعت السلطات الاسرائيلية يدها على 85% من المدافن لتبني محلها حدائق ومتاحف وبيوت. هذا وتوضح بعض التطورات سلوك السياسات الغربية اللامعقولة أمام هذه الجرائم. كان السلوك الأول تهديد الحكومة الكندية بإلغاء المساعدات التي تقدمها للسلطة الفلسطينية بحال تجرأت تلك الأخيرة على محاكمة اسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وقد صرّح وزير الخارجية الكندي (جون بيرد) بهذا الكلام في المؤتمر السنوي لل إيباك: اللوبي الاسرائيلي الرئيسي. بنفس الوقت في انكلترا صرّح زعيم المعارضة إيد ميليبوند أنه كان صهيونياً وقال في خطاب له أمام مجلس النواب اليهودي البريطاني بأنه أمر غير مقبول إطلاق حملة مقاطعة ضد اسرائيل. كانت الرسالة واضحة للمحتل في كلا الرسالتين: استمروا في سلوككم غير القانوني، ونحن معكم كلياً. يدعو قرار الأمم المتحدة 2787 جميع الدول التي تدافع عن قيم الحرية و السلام أن تدعم الشعوب التي تحارب للحصول على حريتها مادياً ومعنوياً وسياسياً، وحق تلك الشعوب التمتع باستقلالها ضد أية هيمنة استعمارية خارجية. ماذا حلّ بهذه المثل الجميلة ؟ يبدو أن كندا وانكلترا قد تخلت عن هذه القيم حين تعلّق الأمر بإسرائيل. على أرض الواقع ما يزال التنسيق وتوزيع الأدوار مستمراً بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين اليهود والجهاز القضائي والسياسيين. كما أمسى الحرم المقدس للمسجد الأقصى عاماً بعد الآخر مركزاً أمامياً للجيش الاسرائيلي، بدءاً من انتهاك الحقوق العامة وحتى الحريات الدينية للناس. في الواقع، بعد أيام قليلة من مرور اليوم العالمي للمرأة منعت قوات الاحتلال الفلسطينيين من دخول حرم المسجد الأقصى، وهؤلاء الذين ينتقدون الإسلام أنه يقمع النساء صمتوا وأصابهم الصمم أمام الوحشية التي يمارسها الجنود الاسرائيليون بحق نساء فلسطين. وفي غياب المفاوضات السياسية، لا بد وأن يشرح لنا هؤلاء السياسيين كيف يتم حماية حقوق الفلسطينيين ؟ لكن ما فعلوه هو منح اسرائيل المزيد من الوقت لتحقيق طموحها على حساب المسلمين. ولطالما اسرائيل تحظى بدعم الولايات المتحدة غير المشروط ستستمر في تدنيس المقدسات. وواقع استمرار المجتمع الدولي بالصمت سيشجع اسرائيل على زيادة سيطرتها الإدارية على المسجد الأقصى وتماهي من يشاء في مثل هذه التصرفات، واستمرار هذه الشتائم والاهانات اللامبررة والمتعمدة بحق المسلمين ستزيد من ضعضعة المنطقة وقد تؤدي إلى انفجار الوضع واشتعال الحرب الطائفية. بقلم: داود عبدالله |
|