تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وطني يا أمي الحنون

مجتمع
الأثنين 25-3-2013
زهور رمضان

وطني يا وطن الأمجاد يا أمي الحنون التي لطالما حضنتني بين ذراعيها وكفكفت عني همومي وأحزاني ومسحت لي دموعي عند الحزن وألم الفراق.

وطني أيها الجبار الواقف رغماً من أنف الارهاب يا سهلاً خصباً أخضر لطالما تفيأ كل مواطن فيك بظلال أشجارك الجميلة التي كانت له أما حمته من حرارة أشعة الشمس المرتفعة.‏

يا وطن البطولات التي سطرت كل صفحات التاريخ والتي لايستطيع نكرانها حتى أولئك المفسدين على الأرض الذين سولت لهم أنفسهم بأنهم قادرن على كسر كبريائك وعنفوانك ولكن خسئوا فلن ينالوا من جمالك وقوتك حتى ولو قتلوا ودمروا وخربوا سنبقى نحبك وندافع عنك حتى آخر نقطة دم فينا.‏

هذه هي العبارات التي تنطقها كل أم في سورية هذه الأم البطلة المؤمنة بقضاء الله وقدره والمؤمنة بسورية وقائدها والمقتنعة دائماً بأن سورية يجب أن تبقى والبلد يجب ألا يأخذه العدو الغاشم وأننا يجب ألا نعود إلى زمن الاحتلال العثماني والفرنسي.‏

هذه الأم أنجبت وربت وعلمت أبناءها على حب الوطن والتضحية لأجله بالروح والدم علمتهم بأن الشهادة طريق النصر والشهيد إلى الجنة فضحت بولد واثنين وثلاثة لأجل نصرة وعزة الوطن الغالي ومازالت تنجب الأطفال لأن نصرة الوطن بأبنائه وشبابه الذين انطلقوا مسرعين عندما ناداهم الواجب الوطني إلى أرض المعركة ليصدوا أولئك المسلحين الذين جاؤوا من خارج الوطن بعد أن حصلوا على المال والسلاح ليقتلوا شبابنا وأطفالنا وكبارنا جاؤوا لينالوا من حرمة بيوتنا وينتهكوا أعراضنا ويدمروا مؤسساتنا ومصادر رزقنا.‏

حرموا الأطفال من آبائهم وسرقوا منهم ابتسامتهم التي كنا ننتظرها في كل مناسبة وكل عيد هذه الضحكة التي إذا غردت في ظامىء الدمل أعشبا ولكن حتى هؤلاء الأطفال الصغار فهموا مخطط الارهاب فقبلوا بغياب آبائهم فداء للوطن وهذا كله بفضل الأم التي سهرت ومازالت تسهر الليالي لتربي أبناءها على محبة الوطن وتقوم هذه الأيام بدور الأم والأب وهي مقتنعة بهذا القدر المحتوم ومتأكدة بأنه لابد من النصر للوطن سورية.‏

فماذا نقول لهذه الأم في عيدها العظيم الذي اعتادت فيه على استقبال أبنائها منذ الصباح الباكر والذي تنتظره من سنة لأخرى لتجتمع فيه بكل أولادها وأحفادها لتحتسي معه قهوة الصباح وتتناول معهم طعام الغداء وتقضي معهم أجمل الأوقات.‏

لانستطيع أن نقول لها إلا كل عام وأنت بألف خير أيتها الأم العظيمة وليس بوسعنا إلا أن نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يلهم كل أم فقدت ولدها أو تنتظر قدومه سواء من أرض المعركة أو من أيدي عصابات الاجرام الصبر والسلوان، فالصبر خير دواء والنصر للصابرين المؤمنين وليس لليائسين المخربين والرحمة لجميع شهداء الوطن الذين ضحوا بدمائهم في سبيل عزته وشموخه وكرامته.‏

وطني.. أمي كل عام وأنت بخير‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية