|
مجتمع
والذي وضعهم هم وأطفالهم أمام وضع لم يعتادوا عليه من قبل فتوزعت الأسر المهجرة على المراكز الموجودة في المحافظات ليصبح جميع الأطفال أخوة , و منها مركز مدحت تقي الدين للمهجرين السوريين غرب دمشق في مشروع دمر حيث يقيم فيه نحو 400 سوري تركوا ديارهم من عدة محافظات حاملين معاناتهم وقصصاً مؤلمة، وهذا المركز من ضمن أربعة مراكز ايواء في منطقة مشروع دمر من أصل 22 مركزا في دمشق وتتولى الاشراف عليها الأمانة السورية للتنمية وهي منظمة غير حكومية والتي تتلقى التبرعات من كل سوري مؤمن بوطنه وبضرورة عودته الى افضل مكان في العالم .
أزمة خانقة .. عائلة محمد لديها ثلاثة أطفال بعمر الأشهر فقد اضطرت الى ترك منزلها في التضامن وتقول نحن هنا منذ 5 أشهر والوضع هنا لابأس به لكن يعاني معظم اطفال الاسر المهجرة في هذا المركز من نقص واضح في مادة حليب الاطفال وفوط الاطفال فنحن لانحصل سوى على علبة حليب واحدة كل 20 يوما ،علما أن كل طفل يحتاج الى علبة كل أسبوع كما لا يوجد كل المقاسات من الفوط التي تناسب المراحل العمرية للأطفال الصغار , الا انها تبقى افضل من البقاء في الشارع او الحدائق العامة دون غطاء يدثرنا، او طعام يدخل الى امعائنا الخاوية بسبب الازمة الخانقة . واكدت س، ع التي رفضت الافصاح عن اسمها الحقيقي، أن المركز يقدم لهم الدعم اللوجستي والنفسي، ويحاول الترفيه عنهم والتخفيف من معاناتهم فهي تمكث مع أسرتها المكونة من 9 أشخاصا في غرفة الصف التي تحولت الى غرفتين يسكن فيها عائلتان كبيرتان و قد تصل الى 16 شخصا أو أكثر مقسومة بجدار خشبي رقيق، يحجب الرؤية فقط، لكن الزائر يمكنه أن يسمع كل الاحاديث إن أراد ذلك مما كان السبب في الكثير من الخلافات فيما بيننا هنا لكن يبقى الوضع أفضل من البقاء في الشارع ونطالب الجيش بسرعة الحسم لكي نعود الى مناطقنا ونعمرها من جديد . التخفيف من المعاناة .. يتألف مركز تقي الدين من ثلاثة طوابق تم تقسيمها الى عدد كبير من الغرف بعضها مخصص للتدريس خصوصا في قبوه وهنا يقول باسل اسود مشرف مراكز ايواء المهجرين في منطقة مشروع دمر، وهو متطوع في الامانة السورية للتنمية إن مراكز ايواء المهجرين في مشروع دمر تقوم بتقديم الدعم النفسي واللوجستي للأسر المهجرة والتخفيف من معاناتهم التي المت بهم خلال تعرضهم للإرهاب من قبل المجموعات المسلحة ولأعمال عنف غير مسبوقة في بعض الاماكن كما أنها تخطت مرحلة الاغاثة الى مرحلة البرامج التنموية، عبر تقديم مبادرات ترفيهية وتعليمية، ومحو الامية لبعض الاشخاص الكبار الذين فاتهم قطار التعليم في الصغر، ودعم نفسي واجتماعي , وتتابع شؤون الاسر المهجرة من عموم المناطق السورية والاهتمام بهم وتأمين ما يحتاجونه من مواد اغاثية وانسانية ,و يستقبل المركز كل اسبوع طبيبا يقوم بمعالجة المرضى ويصف لهم العلاجات المناسبة، ويصرف الادوية المقدمة من الهلال الاحمر السوري والامانة السورية للتنمية . تسهيلات ومواد غذائية كما تؤكد الأسر الموجود داخل المركز هذا الأمر وتضيف احدى العائلات حيث تقول السيدة مها التي هجرت من محافظة حمص مع أولادها الأربعة بعد وفاة زوجها على أيدي المسلحين فلم يبق لها احد تذهب اليه فاضطرت للقدوم الى دمشق واحمد الله ان الحكومة سعت الى تامين مكان جيد لنا وعلى الرغم من انه ينقصنا الكثير من الأشياء الا أن الوضع الآن أفضل من قبل فلم يكن لدينا مكان نمكث به فقد بقينا قرابة الشهر في الحدائق , وتابعت أسكن حاليا مع أولادي في غرفة ضمن المركز كما أن اطفالي يتعلمون القراءة والكتابة في المركز، والمشرفون يقدمون كل التسهيلات ومواد الاغاثة قدر المستطاع و يقومون بوضع برامج ترفيهية تجعل الاطفال ينسون معاناتهم من جراء التهجير. جهود حكومية .. تتابع اللجنة العليا للإغاثة برامج إغاثة تتولى تطبيقها ميدانياً منظمة الهلال الأحمر عبر الجهات المانحة وهيئات المجتمع المدني والجمعيات التي قامت بدور مهم في الأشهر الأخيرة، إلا أن قسماً من هذه الجمعيات لم يستطع الاستمرار بسبب طول المدة على الرغم من الدعم الذي قدمته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، والتي كلفت فريق عمل مكوناً من أكثر من 700 موظف هم موظفو صندوق المعونة الاجتماعي بعدما تم تحديد مهمة هذا الفريق بالعمل الإغاثي، ومعه كلف نصف موظفي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على امتداد الوطن بتلبية متطلبات المهجرين في المراكز . وتُقدر تصريحات رسمية عدد الأسر المهجرة التي أصابها الضرر جراء الأحداث التي تشهدها سورية حتى الآن ب 671 ألف أسرة أي بما يعادل 2.3 مليون مواطن هجر من مسكنه الى مسكن آخر بنفس المحافظة أو الى محافظات أخرى، في حين أن هناك 572 ألفا من هذه الأسر بقيت ضمن المحافظة الواحدة حيث تم احتواؤها من ذويها وأصدقائها وفق التصريحات نفسها . سورية رمز العطاء .. في كل غرفة هناك حكاية ورواية مؤلمة، فهذا من ترك منزله مجبرا تحت التهديد، واخر تم حرق منزله لأنه رفض التخلي عن وطنه ،الامر الذي ترك الكثير من الأسر السورية من دون ماؤى وهوما دفع الجهات الحكومية و الهيئات والجمعيات الخيرية في سورية الى المساهمة في تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية لتلك الاسر رغم كل الصعوبات فسورية رمز العطاء والخير ولن تبخل على أولادها في أصعب ظروفهم . |
|