|
رؤية تاركا إياك تحاكي ذاتك- حتى بعد خروجك من العرض- لتكتشف أن أوجاعنا الخاصة ما هي إلا نتاج لوجع جمعي تراكم عبر الزمن مخلفا إيانا...في دوامة لن نتمكن من التملص منها قريبا. الوجع الجمعي الذي يتناثر على خشبة العرض يخلقه صناع العروض ... ليلملم تمزقنا ليعيننا على إيجاد خلاصنا... ولكن عندما يتعالى صوت ألمنا حتى يخرق سكون الكون كله..هل بإمكان أي مسرح أن يقترب..ان يتقن طرح ما نعانيه...نحن الغارقين في برك الدم. ما نعيشه حاليا لايبدو أن أي نص مسرحي أو عرض بقادر على الاقتراب منه..إلا لماما..من يرغب بتقديم عرض يقترب بمادته من أفلام الرعب... ترى ألا يعتبر الحديث عن المسرح وغيرها من الفنون في هذه اللحظات الكارثية عبئا على القارئ القابع في متاهات كارثية منتظرا من يرحمه.. دون أن يعرف هل سيتمكن من التقاط اللحظة التالية وهو لايزال حياً..! لعلها ليست مفارقة مسرحية فقط، بل هي تحتاج إلى مبدعين يشحذون كل خيالهم وإبداعهم علهم يتمكنون من اقتناص إبداع قد لايصدقه أي من قارئيه بعد زمن..لعلها تشبه حضورنا لتلك العروض المسرحية التي كانت تستمد مادتها من التاريخ لعلنا نتعظ ومع ذلك في تلك المرحلة من الرخاء...لم نفهمها ولم تعنينا ولم نتعظ...! وبقي مسرحنا العربي خارجا عن لحظته الحقيقية..هاربامن تفجير وعي جماعي.. إلى تسلية عابرة...تاركا إياه للمجهول يتدخل لنخلع دفعة واحدة كل أرديتنا العصرية.. عائدين إلى وحشية..لم نتوقعها يوما! في لحظة تبدو كل الفنون مجرد ترف فارغ إن لم تستطع التقاط تلك اللحظات قبل حدوثها..علها تساهم في تنوير نفتقده إلى ابعد الحدود ونحن قابعين هنا تحت سطوة المعادن المختلفة تفتك بنا ونفتك ببعضنا وكأننا على مسرح يغوص عميقا في جاهلية يأبى الخروج منها!... |
|