|
نافذة على حدث أجل..لقد وضع أوباما النقاط على الحروف وقالها علناً دون أي خجل أو مواربة:إسرائيل جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة،لن تزول، ولن تذهب إلى أي مكان، لها أن تفعل ما تريد، وتعربد كما وحيثما ومتى تريد، وأن تعيث إرهاباً وفساداً وإهانة لكرامة البشر، وأن تبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية، وأن تمتلك وتستخدم وحدها ما تشاء من أسلحة الهلاك والفتك والموت الشامل، بلا التزام بأي قوانين أو أعراف أو معاهدات دولية،وفي المقابل على الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل «دولة يهودية»، والعودة إلى المفاوضات معها دون أي شروط،بينما يتعين على العرب التطبيع معها، وطالما أن الولايات المتحدة موجودة فإن الإسرائيليين لن يكونوا وحدهم!. أوباما بايع الإسرائيليين وطوب لهم ليس فلسطين فحسب وإنما العالم بأسره،ولكن ما لم يقله علناً بعد،هو أن على الفلسطينيين أن يرحلوا من فلسطين المحتلة،رغم أنه أشار إلى ذلك ضمناً عندما طالبهم بالاعتراف بيهودية إسرائيل والتي تنسف بدورها كل ماضيهم وحاضرهم وحقوقهم ومستقبلهم ووجودهم. ما يزيد الطين بلة.. أن الرئيس الأمريكي لم يكتف بهدر حقوق الفلسطينيين فقط وإنما أوغل في الاستهزاء بمشاعرهم والاستخفاف بها عندما رفض زيارة ضريح عرفات، وهرول بشغف لزيارة قبري هرتزل ورابين ومتحف ياد فاشيم لضحايا (الهولوكوست) المزعوم، بل إنه كان قد حمل معه حجراً من نصب مارتن لوثر كينغ في واشنطن ووضعه على قبر رابين. ومن المؤسف.. أن تغدو عدالة وإنسانية وكلام ووعود أوباما للفلسطينيين والعرب مجرد شيك بلا رصيد أو مفعول،بينما الرصيد الوحيد المفتوح بالمطلق على مصراعيه بدون سقف أو حدود ودون منازع هو لإسرائيل. وهنا نسأل السيد أوباما: عن أي سلام تتحدث وأنت تنحاز إلى المحتل الفاشي وتدير ظهرك للمقهورين والمظلومين؟وعن أي تطبيع تتفلسف والأنظمة الخليجية غارقة في العمالة والارتهان لإسرائيل من رأسها حتى أخمص قدميها؟!والأمراء والمسؤولون العرب يحجون إليها ليل نهار يقدمون لها فروض الطاعة والولاء، لينالوا تبريكاتها على بقائهم على كراسيهم وعروشهم المتآكلة؟!. بعد هذا كله إذاً.. أما كفانا إذعاناً لسراب وأوهام العم سام؟ |
|