|
شؤون سياسية التي كانت عاملاَ أساسيّاً في تصعيدها بدلاً من حلّها بالطرق السلميّة . ولا حاجة لنا للتذكير بتلك المواقف المخزية لهذه الجامعة (الجماعة) من عربان النفط وعبدة الدولار، إلى أن جاء البرهان الساطع والشك القاطع، بأن هذه الجامعة لم تحافظ حتى على الاسم (العربية) الذي تحوّل مؤخّراً إلى ( العبرية ) بفعل القلب المكاني في اللغة العربية ، الذي يبدّل مكان الحروف ويغيّر المعنى. وهذا ما قام به نحاة لغة السياسة ، المستعربون (الأمراء والمشايخ) بأوامر من الموساد الإسرائيلي والـ( سي آي إي). ولذلك فالأحرى بهم أن يغيّروا يافطة "الجامعة العربية " التي تبرأت منهم إلى " الجماعة العبرية " وهو الاسم الذي يليق بهم . لقد توّج هذا المصطلح ما تردّد من مصطلحات سابقة أطلقت على (الجامعة ) ترافقت مع مواقفها المعادية لسورية وشعبها ؛ فقالوا الجامعة المستلبة ، والجامعة المسروقة ، والجامعة المأمورة .. وغير ذلك من المصطلحات التي تعبّر عن أنّ هذه الجامعة المسماة ( عربية ) لم يعد فيها أي إحساس بالعروبة ؛ فهي مستلبة من قبل مشايخ النفط الذين أغرقوها برائحته العفنة وتلوّث أفكارهم التكفيرية ؛ وهي مسروقة من قبل عملاء النفوذ الخارجي الذين يصادرون أي قرار يصبّ في مصلحة القضايا العربية ؛ وهي مأمورة من أصحاب القرار في الكيان الصهيوني والبيت الأبيض ، وما على ممثّليها إلاّ التنفيذ وبلا اعتراض . ولذلك كانت مواقف هذه ( الجماعة ) تنطلق من هذه المعطيات الثلاثة ، إلى أن بلورتها في بيانها الصادر عن اجتماع وزراء خارجيتها الأخير في ( 6 /3/2013 ) ، حيث وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع الدولة السورية ، من خلال رفض دعوة السيد /عدنان منصور/ وزير خارجية لبنان ، إلى إعادة سورية إلى مقعدها الطبيعي في الجامعة العربية ، والإصرار على دعوة عصابة ما يسمّى/ الائتلاف / إلى تأسيس هيئة تنفيذية يمكنها شغل المقعد السوري في مؤتمر القُمَة ( بضمّ القاف) الذي سيعقد في عاصمة القرار التآمري ، الدوحة في ( 26/3/2013) لينطبق على الجامعة المثل القائل «استبدلوا الابن الشرعي بوليد بندوق» . ولاستكمال الدور التآمري على سورية ، والإمعان في سفك دماء المواطنين الأبرياء من شعبها الأصيل، أجاز قرار ( الجماعة العبرية ) السماح للدول المسمّاة ( عربية ) بتزويد العصابات الإرهابية المعارضة بالأسلحة اللازمة لمواجهة الجيش الوطني الذي يؤدّي واجبه في الدفاع عن سيادة الوطن وأمن المواطنين وحياتهم . وقد تسابق الثنائي المقيت ، غير الأمين / اللانبيل/ ووزير خارجية مصر/ غير الكامل / ، في مؤتمرهما الصحفي عقب اجتماع وزراء الخارجية، على تأجيج الوضع السوري بدلاً من العمل على تهدئته، والأخذ بما طرحه وزير خارجيّة لبنان ، إذ استبعد اللانبيل الحلّ السياسي في سورية، ووافقه غير الكامل على ذلك ناعياً الحلّ السلمي ، فشجّعا بذلك الإرهابيين /المسلّحين على الاستمرار في أعمال العنف والقتل والتخريب ، مقابل إلقاء اللوم (كما اعتادوا ترديده) على النظام السوري ، بينما يرفض الاتحاد الأوروبي هذا التسليح لأنّه يزيد الوضع السوري تعقيداً .. وكان آخر الفصول الناقصة ، ذلك الفجور الذي أبدته سبع دول من هذه (الجماعة) بتقديم مشروع إلى مجلس الأمن يدين انتهاكات (النظام السوري) حقوق الإنسان ، في حين يتجاهل مشرّعو فتاوى السياسة العربية المهزومة ، ما يتعرّض له الشعب السوري لأبشع أنواع الإرهاب من ذبح وتهجير على أيدي عصاباتهم الإرهابية المأجورة ، وهو يقف صامداً مع دولته وحكومته وجيشه الباسل حامي الديار . هذا كلّه كان معروفاً ومكشوفاً ، لكن ما كان مخفيّاً هو الأعظم ، حيث برز الانسجام والتناغم بين موقف العربان في جامعتهم ، وبين حكومة الكيان الإسرائيلي ، وذلك من خلال ما صرّح به / شمعون بيريز / رئيس هذا الكيان في( 12/3/2013 )، أمام البرلمان الأوروبي في ( سستراسبرغ -فرنسا) وبعد أيام قليلة من اجتماع وزراء خارجية العربان، وهو يطالب الجامعة العربية بالتدخّل العسكري المباشر في سورية ، وتأخذ الموافقة على ذلك من مجلس الأمن الدولي. وكأنّه يعيد مطالبة القط المنفوخ / شيخ قطر / الأمم المتحدة في اجتماع الجمعية العامة العام الماضي ، بضرورة تدخّل عربي عسكري في سورية ، وليس في فلسطين . فهنيئاً لجماعة العربان/ العبرية بسيّدهم ومفتيهم الجديد / شمعون بيريز / بعدما سقطت فتاوى المضلّلين في الدين والأخلاق ، وسقطت معها جامعتهم وهم يفترون على سورية ، شعباً وتاريخاً عريقاً. يريدون إسقاط الشرعيّة عن الدولة الوطنية السورية، وهي ما زالت قوية وحاضرة في كلّ المؤسّسات الدولية ، سواء اعترفت (جماعة العربان العبرية أم لم تعترف) وهذا شأنها . فهذه المؤسّسة المسماة: (الجامعة العربية) فقدت شرعيتها ودفنت نفسها بنفسها ، واستبدلت هويتها العربية بالهوية العبرية ، فلم تعد صالحة للعمل العربي المشترك لأنّها باتت تضمّ وكلاء يزعمون أنّهم من العرب ، وهم فئة من المأجورين يخدمون المشاريع الصهيو- امريكية . وسورية في غنىً عن هذه الجامعة التي تخلّت عن دورها العربي الجامع ، وأصبحت عاملاً للتفرقة والتشتّت ، وأداة للتآمر على المصالح العربية الحقيقيّة . وستبقى سورية قوية بوحدتها الوطنيّة الراسخة ، وتعرف موقعها وكيف تتعامل مع الجميع . |
|