|
لوموند وأما هذه المسلمات فهي على التوالي 1- تحقيق السلام في الشرق الأوسط يكون من خلال إقامة دولة فلسطينية وبالتالي إنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية 2- للفلسطينيين الحق المطلق في دولة لهم -3 منطق «عملية السلام» الذي تم الالتزام به قبل عشرين سنة قد بلغ أوجه 4- حصار غزة جائر لا يقبله ضمير إنساني حي 5- بناء مستوطنات جديدة يؤثر سلباً على الظروف المعيشية والحياتية للشعب الفلسطيني و يجعل مسألة حل الدولتين متعذرة 6- رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يناور مستغلاً الظروف الراهنة في هذه البقعة الساخنة ليستمر في تحقيق هدفه غير المعلن في قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية على وجه الخصوص.. نحن لايسعنا إلا أن نؤيد هذه الآراء الوجيهة مع ضرورة خلق ديناميكية لتحقيقها على النحو الأمثل.. واقع الأمر أن هؤلاء الدبلوماسيين إنما يبغون القول عبر مقالهم إن «إسرائيل» هي الجانية الوحيدة على تدمير السلام مع جارتها و بالتالي محيطها الإقليمي.. إن كان هذا الحكم صحيح فالصحيح أيضاً أن إخفاق مفاوضات كامب ديفيد و الانتفاضة الفلسطينية الثانية كما يعترف القادة الفلسطينيون ساهمتا معاً في انحلال أسس عملية السلام.. المهم هو ضرورة أن يرتكز أي حل سلمي في الشرق الأوسط على الأخذ بعين الاعتبار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني و الاسرائيلي في العيش بأمان وسلام ضمن دولتين سياديتين آمنتين.. إذاً، ثوابت السلام المستديم واضحة وباتت معروفة: بناء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة عاصمتها القدس الشرقية، انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية على أساس خطوط 1967 مع تصحيح للحدود متفق عليه، تسوية أمنية في الأراضي التي انسحبت منها «إسرائيل»، تقديم حلول تفاوضية لقضية اللاجئين الفلسطينيين تتيح لهم الاندماج التام في دولتهم المستقبلية أو في البلد المضيف.. جميع استطلاعات الرأي تشير في كل الأزمنة إلى تأييد الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على اتفاق سلام يرتكز على تلك المبادىء المعلنة لكنهما يحتاجان إلى شريك مفاوض يمكن الوثوق به تماماً.. وفي ظل الظروف الراهنة، يبقى على أوروبا و فرنسا بوجه خاص الضغط على «إسرائيل» والتلويح لها بعقوبات حادة وصارمة ومقاطعة بضائعها.. ويفترض بهذه الدول أيضاً الإصغاء بانتباه شديد لكلا الجانبين- الإسرائيلي والفلسطيني- أثناء سير المفاوضات معهما.. ولإطلاق ديناميكية جديدة للمفاوضات، يفترض بهما كذلك أي أوروبا وفرنسا أن تبديا «حسن نيتهما» في محاولة إفهام كل شريك وجهة نظر الشريك الآخر بكل أمانة، وعندما تقعان على تسوية بينهما من المستحسن أن تسارعا لقيادة برنامج المساعدات الدولية و الإقرار بأهميته من أجل بناء شرق أوسط مستقر و آمن.. كما وينبغي أن يتكاتف الأوروبيون والأمريكيون معاً لإطلاق مبادرة مشتركة تعيد التأكيد على ثوابت حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، ويضع كل من طرفي النزاع أمام مسؤولياته.. وتناقضاته! المحاولة تلك بوسعها على سبيل المثال أن تأخذ شكل انطلاقة رسمية لمبادرة السلام العربية التي إن طالبت بتوضيح لها و بخاصة مسألة اللاجئين الفلسطينيين، بوسعها أن تبرز ميزة تقديم إطار المفاوضات مع العالم العربي طالما أنها قادرة أن تستلهم من «الرابطة العربية» عام 2005. ذلك ما يحتاج إليه الشرق الأوسط حقيقة لكي تتوفر فيه أسباب الأمن و السلام لا إلى مفاوضات مكوكية أو خطابات إدانة وتشهير بل و أيضاً آفاق مستقبلية مشتركة: تلك، لعمري، المهمة المنوطة بنا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط المتأزم!! بقلم: مجموعة من الدبلوماسيين الفرنسيين |
|