|
عين المجتمع اتفاقيات موقعة على مستوى العالم منظمات وهيئات صحية واجتماعية وثقافية تعنى بالطفولة منتشرة في كل مكان.. اتفاقية حقوق الطفل الموقع عليها منذ عام 1989 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، تكاد أوراق العمل تضيق من شرح بنودها المتعلقة بالحقوق المدنية والسياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للطفل.. وفي اليوم العالمي لحقوق الطفل يستنفر المعنيون بهذه المناسبة، تعقد الندوات والبرامج وورش العمل.. في أصقاع المعمورة.. ويجري الاحتفال الطنان الرنان على المستوى الحكومي الرسمي والشعبي.. يعتلي المتحدثون المنابر، وتنهال الكلمات والعبارات الفنية واللفظية الجميلة وإن تخللتهامساحة من لغة الأرقام.. الكل يتحدث عن وجوب الفعل.. وضرورة العمل، والإشارة إلى هذه الدولة أو تلك لتنفيذ بنود الاتفاقية.. لكن الواقع يبتعد كثيراً عن نصوص الأحلام فالدولة التي توصف بالعظمى وتحتضن على أرضها أغلب المنظمات العالمية التي تعنى بكل مايتعلق بحقوق الإنسان من الطفل إلى الكهل نجدها هي أول من يخترق القواعد والأدبيات والسلوكيات من كل الاتجاهات وبمختلف الأدوات.. فمنذ بداية وعينا ونحن نسمع عن الأفلام الأميركية والأوروبية ونشاهد كيف هو حال التمييز بين أطفال دول العالم والذين يصنفون حسب الدرجات الأولى والثانية والثالثة وربما العاشرة، ينتمي إلى مايسمى بمنظومة بلدان العالم الثالث من عرب وأفارقة ومن لفّ لفيفهم، فلا يحق لأطفالهم أن يعيشوا بهناءة فكانت الحروب والمجاعة والتهجير والفقر، والتشتت والاستغلال في أبشع صوره.. رأينا الأجساد النحيلة المترنحة، والأمعاء الخاوية في البطون المجوفة، وحدقات العيون الغائرة في الوجوه، فيما الجفاف بادِ على الشفاه والجباه السمراء في الصومال والسودان وجنوب إفريقيا. أكثر من عشرين عاماً وأطفال العراق محاصرون، ممنوعون من الحليب والغذاء واللعب بالحدائق والشوارع وحتى المدارس. وفي فلسطين المحتلة حدّث ولاحرج فالأطفال من مختلف الأعمار هم الأهداف الأولى لصواريخ وطائرات ومدافع ودبابات الكيان الصهيوني، وفي لبنان قتلت غارات عناقيد الغضب مئات الأطفال وبالجملة في قانا واحد وقانا اثنين وغيرها من الأسماء في جغرافية هذا البلد.. أما في جولاننا الحبيب هذا الشموخ الذي يقارع بصموده وانتمائه كل أشكال الهيمنة لم ينجُ أبناؤه وأطفاله من أساليب تضييق الخناق حتى على الهواء الذي يتنفسونه، ورائحة التراب التي ينتعشون بها كما باقي الأرض السورية. رأينا دعاة حقوق الإنسان، ومتشدقي حقوق الطفل كيف يجندون ويستغلون العديد من الأطفال واليافعين عن طريق عصاباتهم الإرهابية التكفيرية لاستغلالهم وتحريضهم وتمردهم على أهلهم ومجتمعهم ودينهم، متخذين منهم دروعاً بشرية دون نسيان مافعلته أذرع الإرهاب التابعة لحكومات دعاة الإنسانية كيف خطفت عصاباتهم أطفال سورية وسرقت وتاجرت بأعضائها وهربتها إلى خارج الحدود، دون أن يسمع أحد بياناً أو اعتذاراً أو تنديداً لمنظمات اليونيسيف الصامتة إلى غاية الآن.. فأي حقوق.. واتفاقيات وأطفال.. كفانا كذباً (عالمياً)؟!. |
|