تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درهم وقـايـة... العسل.. غذاء ودواء

طب
الأثنين 25-6-2012
الدكتور محمد منير أبو شعر

استعمل الإنسان العسل في علاج الأمراض منذ قديم الزمان.. فالفراعنة استعملوه لشفاء بعض الأمراض والتحنيط أيضاً، واستعمله الصينيون والهنود واليونانيون لمعالجة أمراض كثيرة، وورد ذكر العسل في القرآن الكريم «فيه شفاء للناس»..

ومن الاعتقادات الشائعة بين الناس أن مربي النحل، يعمرون ويحيون حياة صحية مديدة أكثر من غيرهم.‏

ويذكر المؤرخون أن فيثاغورث عاش أكثر من تسعين عاماً، وكان طعامه يتألف من الخبز والعسل، وفي حفل عشاء للاحتفال بعيد الميلاد المئوي ليوليوس روميليوس سأله يوليوس قيصر عن سبب قوة صحته العقلية والجسدية حتى تلك السن المتأخرة، فأجاب: «العسل من الداخل، وزيت الزيتون من الخارج».‏

يتربع عسل النحل على العرش الغذائي، لأنه غذاء كامل وصيدلية متحركة، يحتوي على جميع ما يتطلبه الجسم من المواد الغذائية والأنزيمات والفيتامينات والأملاح والأحماض والبروتينات والمواد المولدة للطاقة..‏

والعسل غذاء مثالي للضعفاء والمرضى والناقهين بعد العمليات الجراحية والأمراض المنهكة للجسم. وهو من الأدوية ذات الطيوف الواسعة والمتعددة، حيث يعالج التهابات المعدة والجروح والقروح واعتلال الأعصاب والمفاصل، كما يلعب دوراً أساسياً في علاج أمراض الفم والأسنان، ومعالجة الأمراض الجلدية والعينية وأمراض الجهاز التنفسي، وثبت أن العسل يعمل على تقوية القلب، ورفع الضغط المنخفض.. والعسل يريح الكليتين والكبد، وذلك لأنه لا ينتج عنه فضلات أو مواد سامة يضطر الجسم إلى التخلص منها.‏

وإذا كان العسل من العقاقير الممتازة للإنسان، فإن مما لا شك فيه أن النحلات التي تصنعه، قد هيأها الله سبحانه وتعالى لتكون «صيدلانية» في غاية الإتقان والبراعة والفن، فهي تصنع إلى جانب العسل مجموعة من المواد من غذاء ملكي وعكبر وشمع وغبار طلع، كما تحضر السم في جهاز اللسع. وكلها مواد أضحت لها اليوم استطباباتها الواسعة في مجالات الطب البشري والبيطري، وأنشئت مدارس ومشافٍ تعالج فقط بمنتجات النحل، لذا استحقت النحلات أن تسمى بكل جدارة «الصيدلانيات الملهمة».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية