|
سينما
عنوان فيلم (W.E.) يرمز إلى الحرفين الأولين من اسم ووليس (Wallis) و ادوارد (Edward) المجسدين لواحدة من أكثر قصص الحب رومانسية في القرن العشرين، فالملك ادوارد الثامن (جيمس د.آرسي) تخلى عن عرش انكلترا لأخيه من أجل أن يمضي بقية حياته مع ووليس سيمبسون (أندريا رايزبوروغ) التي ما كان من الممكن أن تغدو ملكة وهي الأميركية الجنسية المطلقة مرتين . يسير الفيلم وفق خطين متداخلين مع خلق الإحساس بالتطابق بين قصتي الدوقة في ثلاثينات القرن الماضي و ووليس في التسعينيات. إذ تصور البداية كل منهما كامرأتين محطمتين عاطفيا ، فووليس كانت زوجة لضابط قاس سببت ضرباته الموجعة فقدانها لجنينها، أما زوج وولي فهو طبيب نفسي يحسدها الجميع عليه، غير أنه كان زير نساء يتهرب من زوجته خوفا من هاجسها في إنجاب طفل. وفي معرض يضم مقتنيات الدوق والدوقة التي ستباع في مزاد علني تمضي وولي ساعات غارقة في عالمهما الرومانسي لتعود إلى بيتها المظلم بواقعيته الباردة القاتلة وكان يفغيني (أوسكار اسحق) المسؤول عن أمن المعرض هو من يقطع أحلام يقظتها كل مرة بإعلامها بإغلاق صالة العرض. غير أن هذه الأحلام بدأت تتسرب الى واقعها في محاولاتها بشكل من الأشكال تقليد دوقتها الأيقونة لعلها تستطيع أن تسيطر مثلها على قلب رجلها، و لكن هل حصلت الدوقة على هذا دون ثمن ؟ واذا كان التاريخ تحدث طويلا عن تضحية الملك بعرشه فما الذي يمكن أن يقال عن تضحياتها هي أيضا مقابل هذا الحب الكبير ؟ و هل يجب أن يكون فارس الأحلام أميرا ؟ ألا يمكن أن يكون إنسانا على هامش الحياة ؟. فيلم (W.E.) من إخراج المطربة مادونا ولا أعتقد أن رجلا يستطيع إخراج فيلم كهذا يلامس أعماق المرأة بهذه الدرجة من الإتقان والحساسية والإدراك للمشاعر الأنثوية بتفاصيلها الدقيقة و كيف يمكن للمرأة أن تكون هشة و قوية في آن واحد . |
|