|
سانا - الثورة والاجنبية المغرضة التي سعت لتقديم هؤلاء الارهابيين باعتبارهم تواقين للحرية والديمقراطية في حين أن كل ممارساتهم تثبت رؤية الحكومة السورية التي أكدت أنهم عصابات ارهابية اجرامية تقوم بسفك الدم السوري لصالح قوى خارجية وتستهدف حالة العيش المشترك النموذجية في سورية وتسعى لاضعاف الدولة السورية عبر محاولة تفتيت المجتمع السوري على أسس اثنية وطائفية ومذهبية. واستهلت مراسلة الصحيفة من دمشق هالة جابر تقريرها بسرد تفصيلي لاستشهاد الطفل ساري سعود في حمص العام الماضي على يد عناصر مسلحة لم تكتف باقتراف جريمتها بل حاولت استغلالها لادانة القوات السورية أمام الرأي العام الداخلي والدولي عبر ادعائها بأن ساري قتل على يد عناصر من الجيش السوري وسارعت بالفعل لتصوير شريط فيديو للطفل الشهيد وأمه الباكية الثكلى بثته قناة الجزيرة القطرية وحملت القوات السورية المسؤولية عن تلك الجريمة البشعة. ونقلت جابر عن والدة الطفل ساري جورجينا جمال قولها: ان المسلحين هم من قتل ابنها واختطفوا بسرعة جسده وتركوها تركض وراءهم حتى انهارت ثم حاولوا اقناعها باتهام الجيش ولكنها رفضت لانها كانت متأكدة من أنه لم يكن المسؤول عن فجيعتها مشيرة الى انه تم نهب وحرق منزل أسرتها في اليوم التالي لمقتل ابنها من قبل اسلاميين متطرفين وذلك لكونها مسيحية. كما نقلت المراسلة جابر عن الكنيسة الارثوذكسية السورية قولها: انه تم في الاشهر الاخيرة تهجير الاف المسيحيين من حمص في عملية تطهير طائفي متواصلة من قبل مسلحين أمثال كتيبة الفاروق المرتبطة بالقاعدة. وأضافت: انه يتم استهداف المسيحيين الذين يبلغون نحو مليوني نسمة ويشكلون نسبة10 بالمئة من سكان سورية لان معظمهم يقفون مع قيادتهم ضد المتطرفين الاسلاميين. وأشارت الصحيفة الى أن جذور المسيحيين في سورية تعود الى الفي سنة أي منذ التحول الشهير للقديس بطرس على طريق دمشق. كما أشارت الصحيفة الى تقرير وكالة أنباء الفاتيكان فيدس الاسبوع الماضي الذي أكد أن المسلحين يذهبون من بيت الى بيت في أحياء الحميدية وبستان الديوان في حمص لاجبار المسيحيين على مغادرة المدينة وبدون اعطائهم فرصة لحمل أي شيء من ممتلكاتهم حيث يتم تحذيرهم بأنهم سيتعرضون لاطلاق الرصاص ان لم يغادروا فورا وبعد ذلك تتم سرقة ممتلكاتهم وبيوتهم باعتبارها غنائم حرب. ولفتت الصحيفة في تقريرها الى أن هذا الاضطهاد يعيد للذاكرة المعاملة الوحشية التي تعرض لها مسيحيو العراق أثناء الحرب عندما تم استهداف مئات الالاف وتهجيرهم من قبل المسلحين بعد الاجتياح. واستعرضت مراسلة الصحيفة العديد من الاحداث والوقائع من بينها التحذيرات التي أطلقت في وقت سابق من الشهر الحالي من بعض المآذن في بلدة القصير السورية بأن على المسيحيين المغادرة خلال ستة أيام وأنه لم يبق في البلدة الان سوى الف مسيحي من أصل 10 الاف فروا بالفعل بعد سلسلة من عمليات القتل والاختطاف. وتحدثت مراسلة الصحيفة عن محنة أحد سكان القصير وهو حلاق يدعى دواد كان تعرض للخطف قبل مدة ولكنه كان محظوظا لان عائلته كان لها نفوذ كاف لتتمكن من اجراء اتصالات أسفرت عن اعادته لمنزله. ونقلت المراسلة عن داود قوله: ان بعض الائمة في المساجد يشجبون المسيحيين وأنه تم تهديد المسيحيين بمذبحة شاملة وانه شخصيا شهد احراق 30 بيتا خلال خمس ساعات. وفي هذا السياق أشارت المراسلة الى قيام مجموعة مسلحة يوم الاربعاء الماضي باقتحام كنيسة القديس الياس الارثوذكسية اليونانية في البلدة ودنستها مشيرة الى أن الاثرياء المسيحيين يتعرضون للاختطاف من أجل الفدية. وتابعت: في مدينة قارة قرب حمص اقتحم مسلحان ملثمان أبرشية القديس ميشيل وقاما بتقييد القسيس جورج لويس وضربه على رأسه ما تسبب له بجرح عميق وسرقا الانية المقدسة التي يستخدمها في الطقوس الدينية وهددا بذبحه قبل أن يغادرا. ونقلت الصحيفة عن القسيس قوله: ان مصاصي الدماء يقتلون باسم الدين وتتم التضحية بالناس باسم الدين. وفي هذا السياق أيضا أشارت الصحيفة الى محاصرة الام اغنيس ميريام مع 20 من موظفيها الدوليين في دير القديس جيمس غير بعيد عن منزل القسيس لويس وتهديدها بخطفهم ما لم تقم باجراء مفاوضات لاطلاق بعض المعتقلين من قبل قوات الامن. ونقلت الصحيفة عن الام اغنيس قولها: انه لا يوجد هنا جيش حر وانما عصابات وقطاع طرق مشيرة الى أن التظاهرات التي بدأت من أجل الحرية والديمقراطية انتهت وانقلبت الى ارهاب لا قضية له. |
|