|
سانا - الثورة وهددوا بفرض عقوبات قاسية وسحب سفيرهم من كيان الاحتلال غداة اهانته من قبل نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني أيلون وذلك بعد عدة أشهر فقط على قتل جيش الاحتلال ل 9 مواطنين أتراك كانوا على متن أسطول الحرية المتجه الى قطاع غزة المحاصر. حظر حكومة أردوغان لنشر المعلومات المتعلقة بالعلاقات مع كيان الاحتلال خشية ازدياد حجم الاستياء الشعبي في الشارع التركي من سياساتها التي حولت تركيا الى دولة أزمة في المنطقة خرقته صحيفة أكشام التركية قبل ايام قليلة عندما تحدثت عن ارتفاع غير مسبوق في حجم التبادل التجاري بين كيان الاحتلال وحكومة حزب العدالة والتنمية التي سبق أن وصفت اسرائيل على لسان رئيسها بأنها تمارس ارهاب دولة عقب قتل مواطنيها في عرض المياه الدولية بالبحر المتوسط. وأكدت الصحيفة التركية أن العلاقات التجارية التركية الاسرائيلية سجلت رقما قياسيا لم تشهده على مدى الاعوام الخمسة الماضية حيث زادت الصادرات التركية الى اسرائيل بنسبة 20 بالمئة في حين ارتفعت الصادرات الاسرائيلية الى تركيا بنسبة 40 بالمئة مقارنة بعام 2010 . التقارير المسربة على قلتها حول العلاقات التجارية التركية الاسرائيلية تؤكد بحسب مراقبين زيف الادعاءات التي تروجها وسائل الاعلام التركية المجندة من قبل حكومة أردوغان حول وجود أزمة سياسية عميقة مع الكيان الصهيوني الذي يواصل حصاره لقطاع غزة وتهويده للمقدسات الاسلامية التي بقي أردوغان فترة طويلة يزعم الدفاع عنها قبل أن يتأكد للجميع أن هذه السياسات كانت مجرد محاولة لذر الرماد في العيون وصرف الانظار عن تبعيته لواشنطن في الغرب وتحوله الى مجرد أداة لتنفيذ الاجندات الغربية التي تستهدف الشعوب العربية والاسلامية وبشكل عام. حكومة أردوغان التي سبق لها أن أصدرت قرارا يقضي بتعليق الاجراءات القضائية ضد الجنود الاسرائيليين المتورطين في قضية سفينة مرمرة اضطرت على العودة عن قرارها تحت ضغط الشارع التركي لتبدأ بعد قرابة عامين على مقتل مواطنيها التسعة على أيدي قوات الاحتلال الامر الذي يرى فيه مراقبون مجرد محاولة جديدة لامتصاص استياء الشعب التركي على سياسة حكومة أردوغان التي بادرت الى الاشتراك في مهرجان اسرائيلي رغم الحديث عن تأزم كبير في علاقات الجانبين والتي وصلت الى درجة التهديد بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي واشتراطهم تقديم الاعتذار رسميا من الشعب التركي من أجل الحفاظ على العلاقات مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي. وتضاف التقارير المتتالية حول الترابط الوثيق بين حكومة أردوغان والكيان الصهيوني كونهما مجرد أداة بيد الولايات المتحدة والغرب لتنفيذ مخططاتها الى جملة الانتقادات الحادة والمتصاعدة في أوساط الكتاب والصحفيين الاتراك للسياسات التركية الحالية حيث اعتبر الكاتب الصحفي حسين ودينالي في مقال نشره على موقع أودا تي في أن حكومة أردوغان تتحرك وفق المحور الاسرائيلي الامريكي وأن ما يثار حول توتر في العلاقات بين هذه الحكومة واسرائيل مصطنع لان اسرائيل هي الحليف السري لها في الشرق الاوسط وذلك رغم محاولتها الظهور بأنها حليفة للولايات المتحدة والسعودية وقطر ودول الخليج الاخرى على الصعيد الاقليمي. وأكد الصحفي ودينالي في مقاله أن قمة الناتو التي عقدت مؤخرا في الولايات المتحدة دون مشاركة اسرائيلية اتخذت قرارا بتسليم ادارة منشأة الدفاع الراداري المقامة في منطقة كوراجيك بمدينة مالاطيا التركية للناتو بغية خدمة اسرائيل عبر ارسال المعلومات من القاعدة في تركيا الى قاعدة رامشتاين في المانيا بالتعاون مع اسرائيل في وقت ينشغل فيه الاعلام التركي بالتركيز على ما يصفه بتوترات بين تركيا واسرائيل وعلى رفض تركيا مشاركة اسرائيل بالقمة. فشل الطرفين في محاولاتهما الظهور للرأي العام على أنهما عدوان تعيد الى الاذهان التنسيق التركي الاسرائيلي الخفي على أكثر من صعيد والذي تجلي بوضوح في فضيحة تعمدت وسائل الاعلام التركية والعالمية اخفاءها وذلك عندما قام المؤتمر الصناعي العربي التركي الذي عقد باسطنبول في تشرين الاول الماضي بتعريف مدينة رام الله على أنها عاصمة دولة فلسطين بدلا من مدينة القدس المحتلة. ويرى مراقبون أن محاولات الجهة المنظمة للمؤتمر انذاك تبرير هذه الخطوة المدانة بجميع المعايير على أنها خلل فني تسقط أمام المعطيات الكثير التي يصعب أن تعد أو تحصى حول التخطيط الاسرائيلي التركي على مختلف الصعد ولاسيما أنها جاءت بعد أيام قليلة فقط من عرض مشيخة قطر خريطة فلسطين على أنها تضم الضفة المحتلة وقطاع غزة فقط خلال افتتاح دورة الالعاب العربية الدوحة 2011. التزامن المريب بين الحدثين يؤكد بشكل قطعي أن حكومة أردوغان التي لطالما تغنت بدفاعها عن دولة فلسطين على حدود ال 67 قد انخرطت مع مشيخة قطر والكيان الصهيوني في مخططات مشبوهة ترمي الى تجزئة فلسطين وتقسيمها وطمس هويتها العربية والاسلامية في سياق عملية التزييف الثقافي الممنهج لاسقاط الحق الفلسطيني عبر تمهيد الاجواء والرأي العام العالمي بالتدريج لخارطة سياسية تختزل فيها حدود فلسطين على جزء من أرضها التاريخية بعاصمة تكون بديلا عن القدس. وفي المحصلة يرى مراقبون أن انخراط حكومة أردوغان في علاقاتها مع الكيان الصهيوني الذي وصل الى درجة الغاء حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة يدق ناقوس الخطر ازاء مخطط خبيث ينفذه عملاء واشنطن بغية تصفية القضية الفلسطينية تمهيدا لفرض هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط التي أقر الرئيس الامريكي باراك أوباما بأن مصير بلاده مرتبط بها الامر الذي يفسر سعي واشنطن الى تشكيل أنظمة تابعة لها في هذه المنطقة ولاسيما بعد انسحاب قواتها من العراق. |
|