|
رؤيـة هذا يعني أننا كثيراً - وربما دائماً- نحكم على الآخرين من الخارج.. وماأبرعنا في إطلاق الاحكام والتقييمات على كل شخص وعلى كل تجربة دون الخوض في مبررات أو مسوغات تصرف دون آخر.. موقف دون آخر.. اختيار طريق دون آخر.. التفهم هو ما ينقصنا.. والتفهم كما تقول خبيرة الأعمار: يولد الانسان من التواضع وليس من غرور المعرفة. إن العارف الحقيقي لايرتوي.. إحساسه بالنقص يتعاظم كلما تقدم في دروب المعرفة... هو قادر بكل ما عرفه أن يدرك أنه مازال يعوم على الشط.. وأن مايجهله أكثر بكثير مما عرفه حتى الآن. الغرور هو الوليد الشرعي للجهل.. الغرور هو ما يدفع بنا لاعتلاء منصة الحكم أو القاضي وإطلاق الاحكام هنا وهناك دون دراية أو منطق سوى محاولة إثبات الذات وتضخيمها عبر إدانة الآخر وتقزيمه. لماذا نولع بمضاعفة أحجامنا بمقياس يقزّم الآخرين وإنجازاتهم؟ من الأفضل لنا العودة إلى كثير من الحكم العتيقة والسير بهديها.. علّنا ندرك بعض فحوى وبعض حكمة قبل التبجح أو الاستعلاء.. أو طرد الآخرين من جنتنا الوارفة بجهلنا. |
|