|
سانا - الثورة وقال لافروف في مقابلة حصرية مع وكالة نوفوستي أمس: لا أعتقد وجود حاجة لوساطتنا فيما يتعلق بالاتصالات بين سورية والولايات المتحدة، لافتاً إلى وجود الكثير من الفرص لإجراء اتصالات مباشرة بين الجانبين وأن موسكو دعت واشنطن في الكثير من المناسبات إلى التوقف عن تفادي التواصل مع الحكومة السورية في الحرب ضدّ تنظيم (داعش) الإرهابي غير أنها رفضت ذلك. وفي السياق نفسه أشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الولايات المتحدة لم تنظر إلى روسيا أبداً كمشارك مباشر في التحالف ضدّ (داعش) والذي كوّنته واشنطن نفسها بما يتفق وقوانينها الخاصة ومقاييسها دون أي احترام للقانون الدولي. وأضاف لافروف: إن ما يفوق ذلك هو اعتبار الرئيس الأميركي باراك أوباما (وبشكّل متواصل روسيا) كتهديد عالمي مماثل للتهديد الذي يشكّله تنظيم (داعش) ووباء إيبولا على العالم. وقال: إنه وعلى ضوء هذه الحقائق فإن الدعوات الدورية التي يطلقها مسؤولون أميركيون آخرون للانضمام إلى جهود القتال ضدّ إرهابيي (داعش) تبدو غير مقنعة. وأكد وزير الخارجية الروسي أن روسيا لن تنجرّ إلى (سباق تسلّح) مكلف مع أحد، غير أنها تنوي اتخاذ (خطوات حازمة) لضمان أمنها القومي. وقال لافروف: إن الرئيس فلاديمير بوتين أكّد في كلمته الأخيرة أمام مجلس الدوما أن الجهود المتواصلة والحثيثة لنشر الدرع الصاروخي الأميركي في العالم ولا سيما في أوروبا تشكّل خطراً وتهديداً ليس فقط على روسيا ولكن على العالم بأكمله لأن من شأن ذلك الإضرار بتوازن القوى الاستراتيجية. وتابع لافروف: (إن روسيا لن تنجرّ إلى سباق تسلّح مكلف لكن علينا أن نحذّر الغرب من أنه وفي مرحلة معينة من نشر الدرع الصاروخي الأميركي سوف نتخذ الإجراءات والخطوات الملائمة لضمان أمننا القومي وقدراتنا الدفاعية). إلى ذلك أشار لافروف إلى أن (العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي /الناتو/ دخلت في مرحلة الأزمة الأعمق بين الجانبين منذ الحرب الباردة إلا أننا رغم ذلك نعتبر أن قنوات الحوار الثنائي السياسي يجب أن تبقى مفتوحة). وأشار لافروف إلى أن بلاده لا تنوي أن تغلق البعثة الدائمة للحلف ولا مكتب المعلومات التابع للناتو في موسكو ولاسيما أنهما يلتزمان بأداء مهامهما بما يتفق والاتفاقية التأسيسية للعلاقات. وفي سياق متصل أكّد لافروف أن روسيا قلقة من الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ولاسيما بسبب نشاط تنظيم (داعش) الإرهابي في سورية والمنطقة. كلام لافروف جاء في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البلجيكي ديدييه رايندرز الذي دعا إلى ضرورة معالجة ملف المرتزقة الأجانب الذين يقاتلون في سورية محذّراً من أن هؤلاء الذين يتوجهون إلى سورية من مختلف الدول بما فيها بلجيكا يعودون بالضرر أيضاً على دولهم. وقال رايندرز ارتكبت عملية إرهابية مؤخراً في بلجيكا من قبل إرهابي عاد من سورية ولذلك أشدّد على ضرورة معالجة ملف المرتزقة الذين يقاتلون في النقاط الساخنة. وأكّد الوزير البلجيكي أن من واجب الاتحاد الأوروبي وبلجيكا دعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية وفكرته تجميد القتال في مدينة حلب التي سوف يتسنّى من خلالها التوصل إلى وقف إطلاق النار لإطلاق بوادر الهدنة والحوار السياسي. من جهته جدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين التأكيد على ضرورة الحلّ السياسي للأزمة في سورية من خلال الحوار بين السوريين دون أي تدخل خارجي أو قرارات من أطراف خارجية بأي شيء يتعلق بمستقبل سورية. وأوضح زاسبيكين في مقابلة مع قناة المنار أن (هناك أولويات للتسوية السياسية هي وقف العنف ومكافحة الإرهاب وصولاً إلى المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سورية) مشيراً إلى أن (هناك تأكيد دائم على أن بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012 لا يزال الوثيقة الأساسية للتقدم نحو تسوية سياسية بعيداً عن التفسيرات الخاطئة ومحاولات تزوير ما ينصّ عليه البيان). |
|