|
صفحة اولى في حكاية استعصى على شهرزاد في سابق الأزمان وفي لاحقها تأليف رواية تشبهها...اللهم باستثناء رواية أوباما عن مقتل أسامة بن لادن في الظرف الانتخابي الأميركي ذاته... فروؤس زعماء الإرهاب باتت الورقة الرابحة في صناديق الجمهوريين والديمقراطيين وكل الرؤساء الأميركيين المتلاحقين ولا نعرف من سيأتي للمنطقة من رؤوس إرهابية لا يحين قطافها إلا بالمواسم الانتخابية الاميركية.. في الفيلم الأميركي الذي أنتجه وسماه البنتاغون عملية كايلا مولر.. قتل الكومندوس البغدادي وتعرف ترامب على جثته ودموعه التي ذرفها قبل تفجير نفسه، فالرئيس الاميركي رآه بأم عينيه يبكي في بث حي ومباشر من إدلب إلى غرفة جلوسه في بيته الابيض.. وقد يستهجن الرئيس الأميركي تشكيك روسيا لروايته مع أن حبكة ترامب في التعرف على زعيم داعش متطورة جداً عن حبكة أوباما في مقتل بن لادن... على الأقل ترامب شاهده على التلفاز وتعرف إلى البغدادي من مبدأ أنه آخر الأربعين في الشبه، فملامح وجهه الإرهابي يعرفها كأنه أنجبه أو قابله وصافحه.. أما في قصة بن لادن فالأميرال وليام ماكرافين المشرف على العملية تمكن من تمييز ملامح زعيم تنظيم القاعدة من طوله ومن لحيته، ولقطع الشك باليقين طلب من أحد جنوده التمدد إلى جانب جثة زعيم تنظيم القاعدة لقياس طوله، ورغم ذلك لم يسلم من توبيخ أوباما ذاته.. حيث قال له: يا رجل ألا تملك 10 دولارات لشراء (مقياس)...؟ ربما لقياس الكذبة - ومع ذلك رمى أوباما الجثة في البحر ونجح في الانتخابات. حتى الآن تتمهل واشنطن في فحص الحمض النووي للتأكد أن من قتل هو بن لادن، فمتى يأتي دور البغدادي في اختبار (DNA)..؟ هل تنقص واشنطن المختبرات أم أن لعبة المخابرات الاميركية تصنع النهايات في توقيت الضرورة؟ وإذا كان انقسام الإدارة الأميركية حول انسحاب ترامب من سورية مبني على مزاعم الخوف من داعش فقد رمى الرئيس الأميركي الحجة في وجه المنقلب عليه أميركياً وقتل البغدادي.. ولكنه -أي ترامب- لا يزال يخاف انتعاش التنظيم عند آبار النفط السوري!!! لا يخاف ترامب من لعبة صنعتها السي آي إيه، فورقة داعش اهترأت وحان تمزيقها للخروج من سورية بهيئة البطل الأميركي والدخول الى الانتخابات الأميركية القادمة بحلة المخلص العالمي من التطرف.. والأكثر من ذلك... ترامب بكل تهذيب شكر روسيا وتركيا وسورية والأكراد، وكاد يوجه التحيه لإيران لولا الحرج من السعودية... والنكتة أن موسكو كذبته وقالت لا علم لها بالعملية.. بينما تستمر دمشق بوصفه بالمحتل لأرضها.. وحده اللص أردوغان استثمر فيلم ترامب وقد يستخدم وصفته في إلقاء القبض على الجولاني.. منتجو حكايات الارهاب يوجدون دائما في خواتيمها.. طالما أن الخيوط التي لم تتقطع من أصابعهم في إدارة شخصيات البغدادي والجولاني وحتى بن لادن ستكشفهم إن لم يقطعوها بأنفسهم... لذلك تقتل في كل مرة زعامات التنظيمات المتطرفة في ليال هوليوودية دون أن تنطق حتى بسر واحد عن أسرار العلاقة بين لحية الإرهاب.. وراقص الراب السياسي على جثتها!! |
|