تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بوج... طيـــــــــف علــــــــــــى أســـــــــــوار المدينــــــــــــة..

ثقافة
الاثنين 28-10-2019
عبد المعين زيتون

هذه هي المرة الألف..

ولن ينتابني اليأس, سأحاول السفر مجددا إلى تلك المدينة..‏‏

سأصلها, لا بد أنني سأصلها بعيد منتصف الليل البهيم..‏‏

‏‏

لأمضي من فوري إلى ذلك الركن !‏‏

هذا هو الشارع, وهذا هو البيت المشلوح على الجهات الثماني, وهذا أنا..‏‏

وهنا تلعب كل الأزمنة..‏‏

سأعبر زمنا منها أهفو إليه كطفل جائع..‏‏

أو كعاشق مجنون..‏‏

وأثق أنني سأنجح يوما, حين ينام الناس, ولا تسهر معي غير المصابيح المرتعشة فوق الأرصفة..‏‏

وأمضي, وحيدا أدق أعناق الطريق الخالي, أتذكر, وأتذكر وأبحر في الذكرى..‏‏

أستحضر كل ما كان..‏‏

  ‏‏

هذا هو البيت لم يتحرك..‏‏

وهذا هو الطابق ذاته, وهذا هو الشباك, موصود الآن.‏‏

لكنها عما قليل ستشق بعض نصفه, وتطل منه..‏‏

فيما أنا أكون وصلت في موعدي..‏‏

وصلت هناك, إلى ذلك الزمن البعيد !‏‏

في هذي البقعة من الشارع, تحت النافذة, تحت إطلالة وجهها القريب‏‏

  ‏‏

هذا الزمن الذي يمضي شامتا إلى الأمام, ينجح وهو يستحيل بالمستقبل إلى حاضر, والحاضر إلى ماض..‏‏

يمكنه الآن أن يتقهقر أيضا !..‏‏

سيعيد إلينا ماضينا إذا كنا نريده بصدق !‏‏

وأنا بكل القوة والجنون أريد استرداده..‏‏

  ‏‏

للمرة الألف أحاول, في الوقت السري الذي عاش بريئا بيننا, من الثانية الأولى بعد منتصف الليل, وحتى قبيل الفجر, أحاول بكل الصدق والإخلاص..‏‏

ولن أعترف بفشلي !‏‏

  ‏‏

يفضح سري, وتكشفني أنوار الصباح الفجة..‏‏

نور الزمن, أحادي الاتجاه, لن يفلح في اقناعي قسرا, بأنه الاتجاه الوحيد لمسارات الزمن !‏‏

وأنا لم أفشل حقا, بدليل أنني أخرج من كل محاولة جديدة ممتلئا بالحنين, مما يعني أنني أقترب حقا من ذلك الزمن البعيد, الذي مضى !..‏‏

  ‏‏

اقتربت حد التلامس الذي يغريني بمحاولة جديدة..‏‏

ولن اقلع, ولن أكف المحاولة..‏‏

فأنا لو كففت يا حلمي, ربما فقدت صوابي..‏‏

وجننت..‏‏

سأحاول حتى انتصر..‏‏

ولن أستسلم للموت الذي اختطفك مفاجأة..‏‏

على حين غفلة.. اختطفك مني, وذهب بعيدا..‏‏

وتركني في فيء الذكرى.. رضيعا يبحث عن أم !‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية