|
شؤون سياسية بهذا القسم المقتضب وبالإصرار على استخدام اسمه الكامل يدخل أوباما البيت الأبيض ليشغل منصب الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة خلفاً لجورج بوش الذي أثقل سمعة واشنطن بشتى الانتهاكات والفضائح، وبالرغم مما يثيره تنصيب أوباما كأول رئيس لأمريكا من أصول افريقية من آمال عريضة على تغيير السياسة الأمريكية في شتى أنحاء العالم إلا أن الرئيس الشاب تبدو مهمته شاقة مع تركة ثقيلة على كاهله مع استمرار تبعات الحرب على العراق وأفغانستان نازفة ودخول الاقتصاد العالمي في أسوأ كارثة مالية على الإطلاق كان المسبب الأول لها سياسات إدارة بوش وتصرفاتها. وبالفعل يبدو تعهد أوباما بتحسين روابط بلاده مع العالم الإسلامي خلال كلمة تنصيبه بداية جيدة وتدعو للتفاؤل وبخاصة بعد تصاعد الاتهامات الزائفة حول مسؤولية العالمين العربي والإسلامي عن أحداث الحادي عشر من أيلول عام2001 وما تبعه من غزو أمريكي لكل من العراق وأفغانستان. وفي حال التزامه باتباع نهج جديد في تعامله مع قضايا المنطقة يقوم على (المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل) سيكون ذلك لمصلحة الأمن والاستقرار في العالم أجمع وسيخفض من حجم التوترات والحروب التي سعت إدارة بوش إلى تأجيجها وإشعالها خدمة لمصالح (إسرائيل) التي قامت بعدوانها الأخير على غزة بتشجيع ودعم من أركان هذه الإدارة الآفلة، وخلال حملته الانتخابية وعد أوباما بسحب القوات الأمريكية من العراق وهو الأمر الذي عاد وكرره في خطاب التنصيب لينهي بذلك (في حال الانسحاب) مأساة الشعب العراقي الذي ذاق الويلات جراء هذا الاحتلال الذي ثبت بالدليل القاطع بطلان الحجج التي أدت إلى تدمير هذا البلد وتكبيله لاحقاً بشتى أنواع الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تبقي العراق رهيناً للخارج في حين تسرق خيراته وبخاصة النفطية على مرأى ومسمع كل دول العالم. وبالرغم من أن معظم الأوساط السياسية والإعلامية تصفه بالحلم الأمريكي إلا أن وقائع حكمه هي ما سيحتكم إليها في نهاية المطاف نظراً لحجم الصعوبات التي سيواجهها والتي سيكون من أبرزها أيضاً كيفية تعامله مع الكيان الصهيوني في ظل عدوانه الوحشي على الشعب الفلسطيني والأزمات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وفيما يصفه خصومه بضعف الدراية في المسائل السياسية والخارجية سيكون عليه أيضاً أن يجد حلولاً لقضايا أخرى كالتغيرات المناخية والوفاء بوعوده حول إغلاق معتقل غوانتانامو الذي يعتبر من أكبر تجاوزات رئاسة بوش قد لايكون للرجل عصا سحرية للتغيير الذي وعد به أثناء حملته الانتخابية لكن العالم يأمل منه أن يحترم الحوار معهم والإصغاء المتبادل بعد أن أرهقته تجاوزات إدارة بوش وتصرفاتها. ومع دخول أوباما البيت الأبيض وتصاعد حجم الآمال المعقودة عليه لتغيير السياسة الأمريكية تتزايد في الوقت نفسه الشكوك حول توجهاته الحقيقية في المرحلة القادمة، إذ إن أكبر الخيبات تأتي في كثير من الأحيان من أكبر الآمال على حد ما وصف به فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي تنصيب أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. |
|