تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العبور إلى الحوار

معاً على الطريق
الاثنين 5-2-2018
مصطفى المقداد

سيبقى مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي استضافته مدينة سوتشي الروسية محطة العبور الجاد إلى لقاءات الحوار البنّاء داخل سورية مستقبلاً،

وسيكون الهيئة التنظيمية القادرة على رد جميع الاستهدافات والتشويشات ومحاولات التعمية والتمويه من جانب قوى البغي والعدوان والتي‏

بدأتها بهجوم مركز لحظة التوصل إلى توافق كلي بشأن البيان الختامي لمؤتمر الشعب السوري والاحتفاء بالتوقيع عليه وإقراره واختتام الجلسة بالنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية التي رددها جميع الحاضرين بمن فيهم ممثلو المعارضة، وهم قد وجدوا ترحيباً غير متوقع من جانب الحكومة خلافاً لما دأب على ترويجه الإعلام الاستعماري بعد إيغاله في سفك دم السوريين طويلاً عبر ترويج الأكاذيب وعمليات التحريض واختلاق الروايات وتحشيد المرتزقة دون أن يبلغوا أهدافهم الموضوعة.‏

ويأتي توافق الشعب السوري مغطى بمظلة الأمم المتحدة، على الرغم من محاولات ستيفان دي مستورا المبعوث الخاص للأمين العام إلى سورية تخريب المؤتمر وتفجيره حتى قبل انعقاده، ما أعطى ممثلي وفد المعارضة دفعاً لتنفيذ محاولة أخرى والتهديد بالانسحاب سعياً لابتزاز أعضاء المؤتمر وهم الحريصون على تحقيق نجاحات بذلوا لها الجهد والصدق والعض على الجرح والتجاوز عن البلايا والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري، ولعب بعض ممثلي المعارضة دور شاهد الزور منذ بداية العدوان الكبير على سورية وأعطوا صكوك حسن سلوك لأوائل المسلحين وروجوا لأكذوبة المطالب فاتحين الطريق المعبدة للإرهاب والإرهابيين للقدوم من مختلف أنحاء العالم.‏

واليوم يسدل مؤتمر الشعب السوري في سوتشي الستار على جميع كل تلك الادعاءات ويضع حداً للتدخلات الكاذبة، فالسوريون لا يريدون من يدّعي الدفاع عنهم ليزرع الجريمة والإرهاب خدمة للصهيونية ومشروعها، ولا يريدون أيضاً من يسعى للتدخل في قراراتهم فيما يتعلق بالدستور ومناقشته، وغيره من القضايا الوطنية، ما دام التوافق على الثوابت الوطنية وآليات العمل على تطبيقها أمراً مقراً ومتوافقاً عليه بالكامل.‏

وإذ نتوقع الكثير من محاولات التخريب أو التحجيم أو الإساءة لمخرجات هذا المؤتمر التاريخي، فإن الثقة الذاتية المتأصلة في الشعب السوري كفيلة بتجاوز كل تلك المحاولات والانتصار عليها، تماماً مثلما كانت إرادة الانتصار ثابتة ومتأصلة في مواجهة العدوان الإرهابي والغربي على امتداد السنوات السبع الماضية.‏

وفي كل لحظة تلت اعتماد بيان سوتشي باسم الشعب السوري كله تظهر مخاوف الغرب الاستعماري من توافقاته وبنوده الإثني عشر، ولعل المحاولات اليائسة والتخبط الأميركي والإدعاءات التي اعتادها العالم تفسر مرامي وأبعاد الاتهام باستخدام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية، وهو الأسلوب المكرور المرافق لكل انتصار وطني، فكيف يكون الأمر مع مخرجات مؤتمر سوتشي وهي تمثل قاعدة قانونية راسخة تمنع الحكومات الاستعمارية الغربية والولايات المتحدة الأميركية بخاصة من المتاجرة بمساعدة السوريين أو جزء منهم، وتمنعها أيضاً من استخدام الأمم المتحدة كقاعدة اعتداء وهنا موطن القوة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية