|
نافذة على حدث فما حصل في سوتشي مؤخراً وما سبقه وأعقبه من تطورات سياسية وميدانية متسارعة بشدة على الارض يؤكد حدوث اختراقات في الرؤى والمقاربات، خصوصاً تلك التي لا تزال تنظر الى الاحداث بكثير من الانحياز واللا موضوعية، الامر الذي قد يكون مقدمة لانقلاب حقيقي في المشهد السياسي. بكافة الأحوال فما حصل خلال الايام القليلة الماضية كان متوقعاً جداً وبحدوده المفتوحة ليس على التصعيد والتوتير فحسب، بل على التهدئة والمقاربات المختلفة وعلى مختلف الجبهات السياسية منها والعسكرية، ولعل ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية يعكس ويؤكد ذلك، بدءا من التصعيد الأميركي والتركي في جبهات الشمال والريف الدمشقي، وصولا بما حصل في محادثات فيينا التي أجهضتها الورقة الأميركية التي لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه، وليس انتهاء بما تواتر على لسان بعض ( المعارضات ) من إمكانية التفاعل مع العملية السياسية بما يحاكي مخرجات سوتشي. الجعبة الأميركية لاتزال متخمة بالتصعيد والوعيد والارهاب، فالاستهداف لا يزال متواصلاً وما حصل مؤخراً يكفي لتأكيد هذه الحقيقة ويكفي بالتوازي لتأكيد حقيقة نوايا تلك الأطراف وتحديداً واشنطن التي تجهد للحفاظ على حالة الفوضى القائمة لأنها تلبي مصالحها وأهدافها. ما هو مؤكد أن ما المرحلة المقبلة لن تكون كما قبلها ، لأن اجتماع السوريين في روسيا مؤخراً قد رسم وحدد بشكل واضح وحاسم معالم الطريق، بما قد يكون المخرج الوحيد من الاستعصاءة الحالية للعملية السياسية وبما يضع السوريين على عتبات الحل السياسي الذي يحفظ حقوق الشعب السوري وكرامته وسيادته. |
|