تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قمة دمشق وحدت العرب...معاريف : واشنطن تمنعنا من التفاوض مع سورية

ترجمة
الأحد 6/4/2008
قراءة: أحمد أبو هدبة

منذ ان وصلت العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية إلى درجة التماثل فيما يتعلق بالقضايا العربية سلما أو حربا وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول والغزو الأمريكي للعراق أصبحت السياسات الإسرائيلية جزءاً لايتجزأ من الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة تبنت خلالها الإدارات الأمريكية المتعاقبة المواقف الإسرائيلية وربما في بعض الأحيان أكثر تطرفا منها حيال جميع قضايا المنطقة

وخاصة في كل من فلسطين والعراق ولبنان وسورية من خلال محاصرة وعزل من اسمتهم المتطرفين بعد ان تحولت مقاومة الاحتلال إرهابا ,والإرهاب والقتل والتدمير الإسرائيلي دفاعا عن النفس واختزال القضية الوطنية الفلسطينية بالحكم الذاتي في محاولة لتصفية هذه القضية.‏

في مقابلة أجرتها معاريف مع المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلي آلون لينئيل,شدد على الانسياق الفاضح للسياسات الإسرائيلية وراء السياسات الأمريكية بشأن قضايا المنطقة و خاصة العلاقات مع سورية بالتحديد وشن لينئيل هجوما حادا على تصريحات شمعون بيرس أدلى بها خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني للمنطقة عندما قال :إن رفض (إسرائيل) إعادة الجولان لسورية خشية ألا تتحول إلى قاعدة لإيران, , تؤكد انسياق السياسة الإسرائيلية في ظل القيادة الحالية (لإسرائيل) خلف سياسة بوش, دون أن يملك أي من القادة الإسرائيليين الحاليين الجرأة للوقوف في وجه الإدارة الأميركية والإصرار على موقف مغاير, ويرى لينئيل أيضا : أنه لن يتم التوصل خلال الأعوام القادمة لاتفاقية مع الفلسطينيين وأن هناك حاجة لجو من المسيرة السلمية والمفاوضات, وبالتالي فإن الوصول إلى المسار السوري, هو عمليا نتاج عملية نفي لواقعية الخيار الفلسطيني, وبالتالي فإن البديل هو المسار السوري, ولكن حتى على هذا المسار إذا لم يكن الحديث عن صفقة شاملة تشمل ليس فقط الجولان وإنما تمتد لتطول الملفات الساخنة في لبنان أيضا, فعندها سيكون ممكنا التوصل إلى اتفاق مع سورية ولكن أيضا بعد زوال العقبة الرئيسية المتمثلة بالرئيس بوش.‏

الصحافة الإسرائيلية حاولت بدورها من خلال تناولها لانعقاد مؤتمر القمة في دمشق التركيز على العلاقة السورية الإيرانية باعتبارها عاملا أو ما درجت الصحافة الإسرائيلية على تسميته النفوذ الايراني في المنطقة , فقد كتبت هآرتس في افتتاحيتها عشية انعقاد القمة :تدعي (إسرائيل) والولايات المتحدة أن ايران توفر السلاح والتدريب للمنظمات الفلسطينية في القطاع, بما فيها حماس التي تسيطر على هذه المنطقة. اما طهران من جانبها فتعتقد أن الدعم الذي توفره لهذه المنظمات هو دعم معنوي ومالي فقط.‏

وفي مقال يحمل عنوان الازدواجية الشخصية الإسرائيلية حيال سورية لتسفي بارئيل جاء فيه: بشكل عام, ما تفسير الانفصام في شخصيتنا بالنسبة لسورية ? فمن جهة, يقصفون حسب مصادر أجنبية موقعا في سورية , وفي السياق, يقتلون عماد مغنية في دمشق, ومن جهة اخرى يرتعدون خوفا ويوصون بالإعادة السريعة للهضبة الى سورية لإخراجها من دائرة الحرب.‏

اما وقد انعقدت القمة العربية في دمشق وترأس جلساتها الرئيس بشار الاسد الأمر الذي اعتبر نجاحا للسياسات السورية وفشلا ذريعا للمحاولات الأمريكية-الإسرائيلية التي هدفت إلى إفشال القمة وبحسب المعلق السياسي في القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي , فإن أول نتائج هذه القمة هو: بالرغم من الخلافات العربية العميقة فان العرب المجتمعين قد اتفقوا على الوقوف في وجه السياسات الإسرائيلية واصفا القمة بقمة الرافضين للسياسات الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة فيما اعتبر محلل الشؤون العربية في معاريف إن مفاجأة القمة بالنسبة (لإسرائيل) تمثلت في المواقف الذي أطلقها محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية, :التي لا تروق لا (لإسرائيل) ولا للولايات المتحدة على حد سواء.ويرى ايهود يعاري معلق الشؤون العربية قائلا:قد يتطور الوضع العربي بعد قمة دمشق ليشكل خطورة على (إسرائيل).‏

وأضاف : إن هذا الوضع قد ينطوي على مخاطر بالنسبة( لإسرائيل) , اذ قد تنطلق منه شظايا باتجاهها ومع ذلك شدد المعلق على أن هذا الوضع ينطوي أيضا على فرصة, بحديث الرئيس السوري أمام القمة عن التزامه السلام ولو بشروطه.‏

وأخيرا.. أجمع المحللون الإسرائيليون على أن الرئيس الأسد شدد على خيار سورية , منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد للسلام , بما في ذلك الذهاب إلى مؤتمر أنابوليس, إلا أن هذا الاختيار جوبه برفض (إسرائيلي) حازم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية