تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سفيرة فنزويلا بدمشق للثورة :لنتكاتف معاً

شؤون سياسية
الأحد 6/4/2008
حوار- أمل سليمان معروف

من منطلق وحدة الآمال و المصير تتقارب سياسة الحكومة السورية مع سياسة الحكومة الفنزويلية البوليفارية .و دور سورية في منطقة الشرق الأوسط في مناهضة المخططات الإمبريالية لترسيخ سياسة القطب الواحد هو نفسه دور فنزويلا على بوابة أمريكا اللاتينية . جاء ذلك في حديث سعادة سفيرة فنزويلا بدمشق السيدة ضياء نادر العنداري للثورة وهذا نصه:

> كيف تقيمون العلاقات الثنائية بين سورية و فنزويلا ?‏

>> تعتبر العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين جيدة و يعود ذلك الى و حدة المصير التي تجمع بين البلدين . و تعمل فنزويلا في منظور سياستها الخارجية على إيجاد عالم متعدد الأقطاب و من هذا المنطق فهي تتمتع بعلاقات جيدة مع الدول التي تحمل نفس المنحى و منها سورية و إيران . و بذلك فان الأهداف مشتركة و من الضروري أن تتكاتف سورية و فنزويلا معا ضد مشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة .‏

من جهة أخرى , إننا نأخذ بعين الاعتبار حجم الجالية السورية في فنزويلا و التي تتجاوز المليون من عدد سكان فنزويلا الذي يقارب الأربعة و العشرين مليون نسمة و يندمج السكان المنحدرون من أصول عربية والبالغ عددهم الإجمالي حوالي المليون و نصف المليون نسمة في فنزويلا بما فيهم مليون نسمة من أصل سوري في المجتمع الفنزويلي, و على المستوى السياسي هناك خمسة أعضاء برلمانيين و نائب وزير داخلية من أصل سوري و محافظ لبناني إلى جانب مجموعة كبيرة مع السيد الرئيس شافيز من أصول عربية .‏

و رغم عدم توفر إحصاءات دقيقة حول عدد الجالية الفنزويلية في سورية التي تتمركز في معظمها في حلب والسويداء و طرطوس إلا أن العدد كبير أيضاً.‏

> ما الرأي الرسمي في بلادكم حول انعقاد القمة العربية في دمشق ?‏

>> كان انعقاد القمة العربية في دمشق أمراً له بعده القومي العربي و يعد نجاحا بحد ذاته . و نحن نعتبر أن القمة نجحت بمستوى التمثيل أيضا بعد كل الصعوبات التي مرت بها سورية . جميعنا نعرف كم عملت الولايات المتحدة وحلفاؤها لكي لا تنعقد القمة . و إننا لنرى في ذلك أن سياسة الخارجية السورية تنتقل من نجاح إلى نجاح و يضاف انعقاد القمة إلى نجاحاتها الأخرى .كان دورنا في القمة كمراقب و لكن لم يتمكن ممثل فنزويلا من الحضور إلا أننا نرى في حضور وزير الخارجية الكوبي كممثل لدول عدم الانحياز ممثلا لنا أيضاً .‏

إننا نرى في القمة العربية منعطفاً نحو مرحلة جديدة تمتاز بالمثابرة . فقد كانت القمم السابقة تنتهي دوما بالاحتجاج أو الترحيب و الشكر دون نتائج ملموسة . أما قمة دمشق فقد كانت قمة العمل العربي الجدي و كانت قمة التضامن العربي حقيقة.‏

> ما رأيكم حول الكلمة التي و جهها السيد الرئيس بشار الأسد ?‏

>> كانت كلمة السيد الرئيس الأسد شاملة و متكاملة .و فيها نجد أن سورية شعبا و حكومة قد فتحت قلبها لتفهم كافة قضايا المنطقة و حلها بطريقة ودية . و كرئيس , كانت كلمته لها ثقلها , و قد كانت حقيقة كلمة تعزيز العروبة و التأكيد على الهوية العربية و اللغة العربية كأداة لهذه الهوية . و هو أمر مهم في هذه المرحلة , مرحلة الهجمة الأمريكية و إفقادنا هويتنا من خلال العولمة .‏

> ما موقف فنزويلا من الأحداث الجارية في الشرق الأوسط ?‏

>>إن موقف فنزويلا واضح و هو مناهض لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة . و فنزويلا تؤيد حقوق الشعب الفلسطيني ليكون له دولته المستقلة مع عودة اللاجئين الفلسطينيين وتطبيق قرارات الأمم المتحدة. كما أن فنزويلا تعارض التدخل الأمريكي في العراق و هي مع وحدة العراق و خروج جيش الاحتلال و هي مع أن تحل المشكلات بين الدول بالتحاور , حيث تتبنى فنزويلا سياسة اللاعنف إجمالا بما فيه العنف الدولي و هي مع حركات الشعوب لتحرير بلادهم .‏

و هنا يجب تمييز الممارسات التي تتم فالعنف الذي يؤدي للعنف و هو ما تقوم به إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية و الذي يمثل إرهاب دولة يدفع الشعوب للدفاع عن نفسها . حيث لا تعتبر فنزويلا حركات التحرر إرهابا بل هي حق الشعوب للدفاع عن استقلالها و بلادها . و لكن إذا تمكنا من حل الأمور بالحوار فذلك أفضل . غير أننا نعلم أنه لا يمكن الوصول إلى السلام بدون عدالة .‏

> كيف تقيمون أداء منظمة الأمم المتحدة ?‏

>> يقول رئيسنا شافيز إن الأمم المتحدة لا تقوم بالدور المفترض بها و الذي تم تأسيسها من أجله و هو تحقيق العدالة بين الشعوب و تطبيق الأعراف القانونية الدولية و نصرة الشعوب و الدول الأفقر و الأضعف . لقد تحولت هذه المنظمة الى أداة و مطية في يد البعض لذلك يقول ينبغي إصلاح هذا الجهاز ليعود إلى سابق عهده . كما أن رئيسنا يعارض مسألة الفيتو في مجلس الأمن و التي تتيح لخمس دول كبرى أن تعترض على مجريات قضية ما و لو كان هذه الاعتراض يجافي مبدأ العدالة و الديمقراطية الدولية .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية