تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شفتا أنا شفتا

فنون
الأحد 6/4/2008
عادل أبو شنب

ذات يوم قرع جرس باب بيت الشاعر الغنائي عمر حلبي, فإذا بالقارع ابن بدوي الجبل شاعر سورية بل العرب الكبير, وبعد أن رحب به قال له: البس ثيابك بسرعة وتعال معي فأبي يريد أن يراك.

لبس عمر حلبي ثيابه على عجل وكان الوقت صباحاً, وفي الطريق سأله:‏

- ماذا يريد شاعرنا الكبير مني?‏

أجاب: يريد أن يتناول الإفطار معك.‏

- أين‏

- في بيته‏

واتجها نحو (أبو رمانة) ودخلا البيت, فإذا ببدوي الجبل يتمشى في أرض الصالون كعادته, وعندما رأى عمر حلبي, أهل وسهل به.‏

وقال له:‏

- من أين جاءتك فكرة أغنيتك شفتا أنا شفتا, أنت شاعر مطبوع.‏

وجلس الثلاثة يتناولون طعام الإفطار, وكان بدوي الجبل لا يسكت وهو يمدح قريحة الشاعرعمر حلبي, على أغنيته شفتا أنا شفتا.‏

سمعت هذه القصة من فم ابن بدوي الجبل منذ زمن بعيد ثم سمعتها من عمر حلبي شخصيا, منذ أيام وكانت الروايتان متطابقتين.‏

ماذا تقول الأغنية?‏

(شفتا أنا شفتا‏

وبعيني شفتا‏

حملت جفتا وقاطعتني‏

هددتني.. هاجمتني قوصتني‏

ماصابتني‏

بس بعيونا جروحتني!).‏

هذه هي الأغنية التي أعجبت الشاعر الكبير بدوي الجبل وإعجابه دليل على شاعرية عمر حلبي ريادته في كتابة الأغاني باللهجة المحلية الخالصة.‏

إن شعراء الأغنية المحليين يتمتعون بمواهب سخية لكن ضعف المردود الحالي يجعلهم يحرصون على إكمال مشروعهم الفني والثقافي, وحتى اليوم, وبعد أن صار ثمن الأغنية كبيرا, بالنسبة لما كان يأخذه شاعر الأغنية في تلك الأيام.. فإن المردود أقل من الموهبة وتثمينه, يجب أن يخضع لاعتبارات كثيرة منها على سبيل المثال إن شاعرنا يأتي بمعنى في أغنيته لم يسبقه إليه أحد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية