تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شريف حتاتة.. علينا أن نقول ما لا يُقال?!

فضائيات
الأحد 6/4/2008
لميس علي

بكل بساطة ووضوح ودون أي تعقيدات يعترف الدكتور شريف حتاتة أنه هو من وضع لافتة باسم زوجته الدكتورة نوال السعداوي, عنواناً لمنزلهما, وذلك لسبب بسيط, كما يرى, هو أنها معروفة أكثر منه, محاولاً من وراء هكذا تصرّف قول إن المرأة من الممكن أن تكون متقدمة أكثر من الرجل.. فهما الاثنان يركزان على الإنسان بحد ذاته, ولايهم كونه امرأة أم رجلاً.

وجود شريك حياة بهذه العقلية لن يجعلنا نستغرب مواقف وآراء د. نوال السعداوي الجريئة , لأنه ليس شريك حياة زوجية فحسب, وإنما كما بدا في اللقاء الذي أجراه معه شريف بركات في (برنامج علمتني الحياة- قناة المحور), شريك فكر.. شريكاً حقيقياً لكل جوانب الحياة, أمام هذه الحقيقة يصفه محاوره بأنه يتحدث عن المرأة أفضل من المرأة نفسها, ولاسيما عندما يعلن حتاتة أنه مع أن يحمل أبناؤه اسم أمهم إلى جانب اسمه, فما المانع من أن يحمل الابن الاسمين معاً, لطالما كانت الأم صاحبة الدور الأهم والأبرز في حياة أبنائها, هو أمر يأتي في سياق اعترافنا بهذا الدور, ويشير حتاتة إلى أنه لا وجود لأي دليل يمنع هذا الوضع في الاسلام.‏

الحوار في غالبيته دار حول علاقة د. حتاتة بزوجته د. نوال السعداوي, وحول مواقفه من آرائها الهامة في كثير من القضايا التي تُعتبر من التابوهات التي يُحرّم الاقتراب منها في العالم العربي (دينياً - فكرياً وسياسياً). على سبيل المثال, مسألة الميراث يتوافق فيها مع زوجته حول ضرورة المساواة بين البنت والابن وحجته أن بعض المدارس الإسلامية لاتمانع ذلك, كما أنه يرى من يحتاج الحماية والضمان المالي هم النساء أكثر من الرجال.‏

يوضح حتاتة بعض النقاط التي فُهمت وأُثيرت بشكل مغلوط وخاطىء عنه أو عن زوجته, في موضوعات شديدة الحساسية والأهمية, مثل موقفه من الأزهر, ومن الدعاة الإسلاميين الجدد.. إذ يذكر أنه ليس ضد الأزهر أبداً, بل هو ضد من يخرّجهم وينشرون أفكاراً أصولية متخلفة, هو مع الخريجين المتنورين إن وجدوا.‏

أما الدعاة الإسلاميون الحاليون, فيرى حتاتة أنهم يأتون ( مفصلين تفصيلاً), للأغنياء دعاتهم, وللفقراء دعاتهم, كل منهم يخاطب طبقة معينة دون غيرها .. إذاً هناك تخصص يمارسه هؤلاء الدعاة.‏

ولأجل هذا يؤكد أننا بحاجة إلى رؤية جديدة للدين, وإلى تغيير مفاهيمنا عن الدين, وحتى اللغة من المفترض أن تتطور, لأنها الحامل لتلك المفاهيم.‏

يتحلى حتاتة بجرأة على قول ما لايجرؤ غيره على نطقه, أو حتى التفكير به, كما زوجته تماماً. فيسرد في مذكراته, قصة تعرضه لمحاولة اعتداء جنسي, في سنوات طفولته الأولى, مِن قبل أحد الخدم السود, أثرت هذه الحادثة فيه بأن جعلته ذا نظرة سيئة تجاه السود, وهو إذ يقص هذه الحكاية فإنما يفعل ذلك لأنه يجب علينا أن نقول ما لايقال.‏

فهناك عشرات الأطفال ممن يتعرضون لذلك دون أن يحرك أحد ساكناً, ودائماً يتم التكتم على هذا النوع من الفظائع.‏

شريف حتاتة .. الذي علمته الحياة ألا يحكم على الناس بسرعة, لأنهم حصيلة ظروفهم, بنى علاقته مع زوجته لتكون مثالاً لعلاقة فيها مساواة وحب وديمقراطية, يرجع فيها الرجل إلى الخلف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية