تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المكتبة العمومية للأطفال تستضيف المبدعين

شؤون ثقا فية
الأحد 6/4/2008
لمى يوسف

تستمر المكتبة العمومية للاطفال في اللاذقية باستضافة العديد من الفنانين والباحثين والادباء الذين يسهمون في خلق بيئة ابداعية لدى الاطفال. فمنذ أيام قليلة أقام الفنان علاء الدين نبهان ورشة عمل لتعريف الاطفال على مادة الصلصال وتحفيزهم لتشكيل المجسمات المتعددة

وأكد على ان الهدف الأساسي من اقامة هذه الورشة هو العمل على بنية الطفل , فالفن أنواع متعددة كالنحت, الرسم, والفتوغراف..‏

والفن الرابع كما يراه الفنان نبهان يتجسد بتكوين الطفل ويعتبره الفن الأهم في هذه الفنون.‏

ويشير الى ان الفن بمعناه العام هو تجربة مع هذه الحياة تنقل للناس فإما ان يلاقي قبولاً أورفضاً. لكن لا يوجد نتيجة ملموسة لنجاح التجربة اوفشلها .. وحين نسعى لتكوين الطفل فنحن نلمس هذا الفن مباشرة لأن النتيجة تظهر على الطفل كلما زادت الخبرات داخله .‏

ويعزو الفنان نبهان اختيار الطفل للعمل في الصلصال تحديداً لأنه صفحة بيضاء لم يدون فيها شيئاً ولم يتم بعد تشويه فطرته التي ولد عليها . ففطرة الطفل هي قمة الفن . والعمل معه هو بناء النواة الحقيقية التي نصل من خلالها الى تعليم الطفل باستخدام اطرافه ليستنسخ الاشياء الموجودة في محيطه وبالتالي التخفيف من متطلباته . وبذلك يفسح مساحة ليترجم احاسيسه. كما يستدل الطفل الى خط الابتكار والتفكير والتأمل والعمل ايضا على صقل موهبته لنصل الى طفل مبدع يعطي ويستمتع.‏

كما بين ان اختيار مادة الصلصال يعود لأنها مادة تلامس الطبيعة البشرية وهي تتقبل من الانسان كل احاسيسه السلبية والايجابية وتسحب الطاقات الموجودة داخله..‏

لينتقل في حديثه الى الكتاب الذي سيصدر قريباً تحت عنون /الطفل الطيني/ واستمد فكرته من الأطفال الذين يتدربون معه..اضافة الى عدم توفر أي معلومة عن الصلصال في المكتبات العربية رغم انها المادة الاقدم عبر العصور. ويتناول فيه كيفية اكتشاف الصلصال من قبل الطفل القديم للوصول الى استخدامه في صناعة الاواني المنزلية.‏

في نهاية الورشة سعت المكتبة العمومية لاقامة رحلة استطلاعية على مادة الصلصال وكيفية صنع الاواني الفخارية منها في منطقة رأس شمرا الأثرية كما استضافت مكتبة الاطفال العمومية الحكواتية الدانماركية مريانا يوسف سن التي سعت من خلال الحكايا لتطوير خيال الطفل ضمن بيئته فهي تختار الحكايا المناسبة للبيئة والبلد التي يعيش بها ففي نظرها ان القصص في كل البلدان متشابهة بالفكرة نتيجة السفر والترحال لكنها تختلف باختلاف ثقافة البلد وبيئته.‏

وأكدت على أن تقاليد الحكايا تقلصت في الدانمارك في الآونة الاخيرة لكن الآن يحاولون استعادة ما فقد.. لذلك تتمنى عدم تكرار الامر في سورية لأن هذه التقاليد تساعد الطفل في التعبير عن نفسه حيث نعمل على مساعدته بالاستعانة بالروايات القديمة وهو يستفيد من عبرها لينسج من خياله قصصاً اخرى وتسنده تلك الادوات المحيطة به .. ومن ثم نطلب منه رسمها وكتابتها ليسعد.. وتزيد سعادته حين يقرأها أهله امامه....‏

وأكدت ان ما تقوم به استقته من الخبرة المتراكمة التي أعطت نتائج جيدة وولدت خيالا ووظفت طاقات وعبرت عن المكنونات الدفينة في خيال الطفل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية