تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فتنة

معاً على الطريق
الأحد 6/4/2008
ديانا جبور

بشع , مزور, عنصري, كاره ,إنه الفيلم الهولندي (فتنة).. ومع ذلك أتمنى لو يراه الجميع ليلمسوا بالحواس المباشرة, أن تأليباً رخيصاً على المسلمين يشن حاليا ويمهد لسياسة خطيرة,

فالمطالبة الآن لا تقتصر على القضاء على مظاهر التطرف لدى بعض المسلمين, بل على الإسلام نفسه, لأنه كما يحاول مخرجه أن يصوره, دين إرهاب دموي ويستشهد لذلك بآيات منزوعة عن سياقها ,تنتهي بدعوة مكتوبة في نهاية الفيلم لمشاهديه الأوروبيين بضرورة التحرك للتخلص من الإيديولوجية الإسلامية ومن أسلمة العالم كخطر يواجههم الآن .‏

أتمنى بالفعل أن يرى الجميع هذا الفيلم, لندرك حجم مساهمتنا بتشويه صورتنا بانسياق البعض, ولو كان محدود العدد, وراء تأويلات وفتاوى متطرفة ومسيئة إن لم أقل مدسوسة أو حتى مشبوهة, كفرض الإسلام عنوة والتعامل مع الأديان الأخرى بازدراء والتمسك بخطاب وأردية مستفزة وتبني العنف وصولا إلى الإرهاب والتدمير عوضا عن الحوار ومقارعة الحجة بالحجة, وهذا ما استثمره المخرج إذ ألصق مشاهد ولقطات من خطب وأحاديث لأئمة ورجال دين ومتدينين بالتوازي مع التفجيرات الإرهابية في نيويورك ومدريد ولندن مشفوعة بالنص ليتجاوز ما قال به السابقون عليه من أن المشكلة في تسييس الدين لا في الدين نفسه, فهو هنا يروج لإدعاء أن الدين نفسه دين إلغاء وازدراء ودماء ...‏

أتمنى أن نراه , لكني أخشى من ردود طائشة تؤكد غاية مخرجه وسعيه لتصويرنا كأمة قروسطية لا نحكّم العقل ولا نحتكم إلى القانون لأن الإساءات التي لحقت بديننا إنما لحقت به إثر تأويلات وتفسيرات وفتاوى محكومة بمفاهيم زمانها أو اعتباراته السياسية , كما الحال مع فتوى قتل المرتد‏

( سأفتح قوسين وأحيل القارئ إلى كتاب : قتل المرتد الجريمة التي حرمها الإسلام لمحمد عمر إدلبي ) .‏

لنشتغل على رد رادع قانوني واقتصادي وإعلامي, بعيدا عن الغوغائية كما ناشدتنا الجالية المسلمة في هولندا وإبعادا لنذر فتنة أرادها غيرت فيلدرز أن تشتعل وتحرق .‏

dianajabbour@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية