تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تطهير عرقي في شمال مالي

هيرالدتريبيون
ترجمة
الأثنين 13-8-2012
ترجمة :غادة سلامة

مالي وباعتراف الكثيرين موطنا أمنا للإرهابيين الذين احتلوا شمال مالي وأعلنوا انفصاله عن الدولة الأم عدا عن عمليات التطهير العرقي والديني التي يقوم بها متمردوا مالي تجاه السكان الأمنين في الشمال حيث قام هؤلاء المسلحون بالاعتداء على الأماكن الأثرية المقدسة في البلاد وعاثوا فسادا وقتلا في المنطقة الواقعة شمال مالي.

ونتيجة هذا العمل يعاني المئات من الشباب المالي الذين يختطفهم المتمردون ويزجونهم قسرا في معسكرات تدريب تابعة لمتمردي مالي ليصبحوا جنودا محاربين ضمن حركة التمرد في الشمال ومن يخالف هذا الأمر من الشباب المختطفين يقتل وتتم تصفيته وتعذيبه قبل قتله. الآلاف من الماليين هجروا بيوتهم بحثا عن مكان امن لهم بعيدا عن العنف مما قد يسبب أزمة إنسانية نتيجة وجود الكثير من المخيمات التي تفتقر لأدنى شروط الحياة ناهيك عن النقص الكبير في المواد الغذائية والأدوية.القوات المالية والتي تلاحق المتمردين تقوم بالكثير من العمليات العسكرية النوعية تجاه المتمردين في الشمال بغية تحرير المنطقة الشمالية من مالي وتامين سكانها من الارهابين ومن الإبادة الجماعية التي يقوم بها هؤلاء المتمردون تجاه السكان الأمنين وان تأخر الماليين في تحقيق الانتصارات على المتمردين ودحرهم جاء نتيجة لوجود المتمردون ضمن مناطق سكنية آهلة بالسكان وحرب الشوارع التي يخوضها هؤلاء المتمردين وعمليات الخطف التي يمارسوها تجاه شباب الشمال وأخذهم كدروع بشرية .‏

هذا وقد قررت دول الاتحاد الإفريقي مساعدة مالي في أزمتها وذلك بإرسال قوات للتدخل السريع في شمال مالي للقضاء على المتمردين وشل حركهم ومنعهم من التقدم أكثر باتجاه مدن أخرى وعلى ما يبدو بان النداءات التي وجهها الماليون لدول الجوار لمساعدتهم وجدت أذانا صاغية لدى دول الاتحاد الإفريقي التي ربما قد تتدخل عسكريا في مالي للقضاء على حركة التمرد التي تواجهها البلاد وخاصة في الشمال والتدخل العسكري المرتقب لدول الاتحاد الإفريقي في مالي يأتي بالتزامن مع التصريحات التي أطلقتها بعض الدول الأوروبية لتدخل أجنبي محتمل مما قد يقطع الطريق على بعض الدول الأوروبية التي تريد بشكل أو بآخر التدخل في شؤون مالي الداخلية وقرار الاتحاد الأفريقي هو خطوة في الطريق الصحيح لوضع الأزمة المالية في إطارها المحلي ومنع الدولة الطامحة في استغلال الأزمة المالية لصالحها لتجعل لها عذرا في السيطرة على مالي وعلى رأس هذه الدول فرنسا التي طالبت مرارا وتكرارا بالتدخل العسكري في مالي .‏

إن القرار الإفريقي من اجل مالي حظي بإجماع خاصة من الدول المجاورة لمالي ومنها الجزائر التي ترددت كثيرا من الموافقة على القرار ولكنها وافقت مؤخرا خوفا من امتداد حركة التمرد إلى دول الجوار خاصة بعد الأنباء الواردة من شمال البلاد والعمليات الهمجية التي يقوم بها هؤلاء المسلحون بالقضاء على كل شيء يقف في وجههم من إنسان وحجر وهم يستهدفون الأوابد التاريخية والمقامات الدينية للكثير من الماليين حتى شبههم الكثيرون بمغول القرن الواحد والعشرين ويريدون تدمير حضارة شعب بأكمله وطمس معالمه التاريخية والدينية إذا ترك هؤلاء المتمردون دون حساب فربما تمتد أفعالهم الإرهابية إلى بقية الدول المحيطة بمالي والأمر الذي أثار حفيظة السكان هو رفع هؤلاء الإرهابيين لشعارات وتعاليم إسلامية تناقض أفعالهم وأفكارهم التكفيرية مما حدا بالسكان وخاصة في شمال مالي لطلب الحماية الدولية خوفا على تاريخهم وحضارتهم التي يريد هؤلاء المتمردون طمسها لغاية في أنفسهم وربما ستشهد الأيام القادمة تصعيدا غير مسبوق في الأزمة المالية خاصة بعد القرار الأخير لدول الاتحاد الإفريقي بالتدخل للقضاء على حركة التمرد بها قبل أن تأخذ هذه الأزمة طريقها إلى التدويل .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية