تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حروب أوباما السرية

لوفيغارو
ترجمة
الأثنين 13-8-2012
ترجمة: مها محمد محفوض

ماإن نشرت تسريبات نيويورك تايمز حول القائمة السوداء للقاعدة وحول الحرب السرية للرئيس أوباما التي يشنها ضد إيران ومنطقة الشرق الأوسط حتى انخفضت شعبيته في توقعات الانتخابات الرئاسية وراحت التسريبات الصادرة عن البيت الأبيض تثير جدلاً في الأوساط الشعبية والحزبية على حد سواء.

وكان ماكين المرشح السابق للرئاسة قد هاجم تلك التصريحات التي نشرتها نيويورك تايمز عن القائمة السوداء لناشطين من القاعدة وحول فيروس معلوماتي يدخل إلى الحواسيب التي يملكها الحرس الثوري الإيراني واتهم ماكين أوباما بأنه يسعى من خلال هاتين العمليتين للظهور بشخصية رجل الدولة القوي الواثق من نفسه بإعطاء الأوامر لتنفيذ حكم الإعدام بناشطين إسلاميين والتحكم في شبكات الحرس الثوري ويرد على ماكين جان كيري المرشح السابق للرئاسة الأميركية والذي يشغل حالياً منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس بالقول: أعتقد أن هذه التصريحات تدفعنا للتساؤل هل من الضروري أن يتعرف الجمهور الأميركي على الأمور الخاصة بالحرب السرية.. وهل تخدم تلك التصريحات مصالحنا؟ وتجيب واشنطن بوست لماذا شن أوباما حربه السرية تلك؟ هل الوقت مناسب لخدمة حملته الانتخابية أن يظهر كرجل دولة متشدد المواقف في حين ظهر على امتداد الأربع سنوات الماضية بأنه خلاف ذلك.‏

ويضيف ماكين ماهي المنفعة السياسية لتسريب أوباما تلك المعلومات عن مخططات البيت الأبيض علماً أن أوباما وقبل بضعة أشهر عاقب ستة موظفين بتهمة أنهم خالفوا أحد بنود الدستود الأميركي (بند التجسس المنصوص عليه عام 1917) ولماذا هذا التناقض في المواقف، ولماذا يستطيع ديفيد سينجر الصحفي الكبير في صحيفة نيويورك تايمز أن يتجنب تلك العقوبات؟‏

أما في كواليس CNNفقد أعرب جون كيري عن استغرابه لميل طاقم إدارة البيت الأبيض لإنشاء أسرار لاتخصهم بل تتعلق فقط بالسياسة الخارجية الأميركية.‏

كل ذلك لأغراض انتخابية ليس إلا خاصة في زمن الأزمات.‏

ويضيف السيناتور جون كيري: إن هذا التقليد يعود إلى أيام الصحفي الشهير في واشنطن بوست وود ورد الذي استفاد من تسريبات البيت الأبيض لإسقاط الرئيس نيكسون في فضيحة ووترغيت حيث أدت تلك التسريبات إلى معاقبة نيكسون ودفعه إلى الاستقالة قبل انتهاء ولايته.‏

كما أنه إلى جانب تلك الحرب السرية والتسريبات فقد ارتكب أوباما عدة هفوات سياسية مؤخراً استفاد منها خصومه خاصة ميت رومني الذي حمله مسؤولية وصول البطالة إلى 8،2٪ في الولايات المتحدة وكان حزب أوباما وحلفائه في النقابات يعتمدون على مايسمى استراتيجية إعلامية تتركز على ذريعة حرب الطبقات منطلقين من ولاية فيسكونسن، لكن للأسف أن المرشح الجمهوري سكوت وولكر هو الذي فاز في تلك الولاية وأسقط الاستراتيجية التي تعتمد على مبدأ الدومينو.‏

وكان وولكر ورومني قد طالبا بتطبيق سياسة حمائية تحافظ على المكتسبات الاجتماعية للطبقات الدنيا، في حين اعتمد أوباما وحزبه على مقولة إن الشعب الأميركي متأثر بالشعار الذي رفعه رونالد ريغان حين أعلن أن الدولة ليست هي الحل إنما هي المشكلة.‏

لكن أمام خروج الحاكم السابق جيب بوش المحافظ وسقوط نظرية الدومينو التي رفعها طاقم اوباما تبين أن اوباما لم يعد يستطيع المراهنة على سلبيات منافسه رومني ليحقق أي نجاحات في انتخابات الرئاسة القادمة كما أن اتهام رومني بأنه لايملك الأخلاق والمبادىء لن يعود عليه بالفائدة لأن الناخبين الأميركيين سيقررون في الأسبوع الأول من أيلول لأي مرشح سيدلون بأصواتهم علماً أن هؤلاء الناخبين لايعيشون في الأوهام وقد خذلتهم سياسة أوباما ولاينتظرون أي جديد من رومني رغم الشعارات البراقة التي طرحها .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية