تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل تعيدنا..؟!

رؤية
الأثنين 13-8-2012
سعاد زاهر

تغيرت أحوالنا... تعبنا من كثرة الصراخ.. وكأن لعنات مسكوبة خصيصا لنا على أشكال عدة تشتت شملنا... وتعمق من شرخ أرواحنا...

وأنت في خضم المأساة.. تتخطاك تقذف بك دون رحمة... هنا وهناك... لابد أن تحاول إيجاد مخرجا لروحك، لم يعد يعنيك البعد المادي.. حين تتحكم بك المآسي لايعنيك بريق المادة.. هي لاتفعل أي شيء سوى إبعادك عن البوصلة الحقيقية التي تختارها روحك وقلبك...‏

وأنت محاط بكل هذه الأشكال التي ابتعدت عن كل ماهو بشري.. تحتاج لدواء مؤقت.. لمسكن.. لبلسم قد لايشفي..لكنه يعنيك على احتمال الراهن.. يمنع انكسارك الفردي على الأقل... يساهم في إعطائك جرعات مقاومة...‏

أنت تحتاجه وأنت تحاول معالجة هذا الشرخ المدمي-المقيم طالما أنت حي... في لحظة الصحوة... ربما يلجأ الى كاتبه أو أديبه أوأي ملجأ أدبي شعري أو روائي... في بعض اللحظات الحالكة كل ماتطلبه ألا تذهب في غيبوبة فكرية تجمدك وتشلك... قد لاتقوى بعدها حتى على التنفس.. حينها تبدو كل الخيارات مضحكة بل يبدو الحديث عنها غريبا....‏

المشكلة الحقيقية أن كوارثنا هذه المرة لاتشبهنا... على الإطلاق.. فيما مضى كان يسهل السيطرة عليها ويمكن لأي مبدع أن يعيننا على فهمها وفهم ذواتنا... ومن أين يمكن الانطلاق لحل المشكلة..؟ أما الآن أي نوع أدبي نحتاجه ؟ نحتاج لمبدع من نوع خاص بإمكانه أن يخلص أرواحنا التي عطلها مايجري..؟!‏

ونحن نعيش... كل هذا العبث... نريد من كتابات المبدعين أن تخرجنا من المحنة..؟! يبدو أننا نحتاج إلى معجزة أدبية تفهم سر ماحدث، ومن ثم تعيننا على فهم جديد... لربما في لحظة ما في وقت ما.. في صحوة حقيقة... تعيدنا تلك الكتابات إلى الحياة..!‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية