|
ثقافة نعلم جيداً أن ما نراه اليوم من أيام عصيبة تمر على أرضنا الحبيبة سورية هو ليس بجديد, فمنذ الأزل وسورية القلعة الصامدة في وجه كل معتد تتعرض لكل أنواع المؤامرات والشرور من مَن يريدون الخراب والدمار لهذه الأرض المقدسة, التي كانت وماتزال البيت الذي يحتضن كل شعوب العالم... ونعلم أيضاً أن انتصار الجيش العربي السوري البطل وصمود الشعب السوري ووقوفه صفاً واحداً بجانب بعضه البعض ليس بجديد.. اليوم نعود لنستذكر معاً الدور الذي قام به شعراؤنا وأدباؤنا في حمل قضايا أمتهم وتنظيمهم للأشعار التي تستنهض الهمم وتشجع على مقاومة الغزاة الذين اعتدوا على أرضنا المقدسة منذ زمن بعيد وحتى الآن وفي الحديث عن الوطن وعزته وكبريائه.. كانت غاية تلك الأشعار هي التنوير تجاه مايحاك ضدنا , فصدق من قال أن الكلمة أحد من السيف لاسيما إذا وضعت في موضعها الصحيح, والشعر أبلغ الكلام وأشده تأثيرا على العقول والقلوب.. حقاً لقد كان للشعر صدى كبير عند شعبنا الأصيل فالكثير من الشعراء قد عبروا عن حبهم لوطنهم وأثبتوا مدى تعلقهم بهم, وهنا لا أستطيع إلا أن أتذكر قول الشاعر عمر الفرا الذي يوصي ابنه بالوطن بوجدان الشرف والعزة والكرامة فيقول: الوطن عزة وكرامة وصحوة الوجدان الوطن صبر وعزيمة وقوة الإيمان الوطن للي لأجل أرضه نذر نفسه ورخص بابنه الوطن للي يرد الغارة بالغارة الوطن يا ابني رقم واحد وبعد ميه يجي العالم الوطن ناموس لليخجل... بنهايتها الوطن يا ابني الوطن عرض البني آدم نعم.. لقد صرخ شعراؤنا في وجه المعتدين والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري واحد من مئات الشعراء الذين حثوا شعوبهم على الدفاع عن أوطانهم فالوطن مقدس يبلغ مرتبة عظيمة في نفس كل مواطن على وجه هذه الأرض, فها هو يلقي قصيدة تحت عنوان (ياجبهة المجد) وفيها نجد تدفق المشاعر بصدق تعبيراتها ووضوح معانيها وواقعيتها ووقع أثرها على الآذان والقلوب وتأثيرها على المتلقي:
شَمَمْتُ تُرْبَكِ لا زُلْفى ولا مَلَقا وسِرْتُ قَصْدَكِ لا خِبّاً، ولا مَذِقا وما وَجَدْتُ إلى لُقْياكِ مُنْعَطَفاً إلاّ إليكِ،ولا أَلْفَيْتُ مُفْتَرَقا كنتِ الطَّريقَ إلى هاوٍ تُنازِعُهُ نفسٌ تَسُدُّ عليهِ دونَها الطُّرُقا فَخْراً دِمَشْقُ تَقاسَمْنا مُراهَقَةً واليومَ نَقْتَسِمُ الآلامَ والرَّهَقا دِمَشْقُ صَبراً على البَلْوى فَكَمْ صُهِرَتْ سَبائِكُ الذّهَبِ الغالي فما احْتَرَقا في الختام: لقد حمل شعراؤنا على عواتقهم قضية الوطن والشعب الذي عانى وكابد الكثير من ظلم وقهر المتآمرين ولكننا نقول: أهل الحق في كل زمان ومكان هم أعظم الناس صبراً, وأهل الحق منتصرون , ولذلك لاخوف علينا فالشمس لاتظلم في ناحية إلا وتضيء من ناحية أخرى؟!! |
|