تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نحن سوريون قلباً وقالباً وهيهات منّا الهزيمة

شباب
الأثنين 13-8-2012
غانم محمد

ثكلى هي الخطوات، ثكلى هي الضحكات، تتأرجح الدنيا على حبال المصالح، ويقفز شيطان هذا الزمن إلى بعض العقول فيفتك بها أو يقودها للفتك بما هو جميل في هذا الزمان البخيل.

ينوء الوقت تحت تسابق تفاصيله ورحيل ثوانيه، ويبقى البعض واقفاً على التلّ ينتظر كيف سيتدفق السيل ليتدفّق معه فيهدر وقته انتظاراً وهذا ليس بالفعل الوطني المنتظر من أيّ كان!‏‏

هنا يصرخ السوريّ الحقيقيّ: أنا هنا، ما زال في دمي بقية، وما زلتُ مؤمناً بكلّ حبّة تراب من هذه الأرض الطاهرة، وما زلتُ قادراً على تلمّس الخير القادم لسورية إن شاء الله ولن أفرّط بأيّ شيء من هذه القناعة.‏‏

وذاك الشاب المؤمن بالحليب الذي رضعه نقيّاً مثل قمر سورية يقول: أنا الذي قررتُ أن أكون سوريّاً صادقاً لا لأن أبي يحمل الجنسية العربية السورية – وهذا شرف للجميع – ولكن لأن الانتماء لهذا البلد السيّد الحرّ يمنحنا الثقة بالحياة الكريمة ويعطينا جواز السفر لغد لا تتحكم فيه بكرامتنا الغربان ولا تقطع فيه طرقنا اللصوص ولا تنبت فيه بحدائقنا إلا الرياحين وشقائق النعمان.‏‏

يا وجهة القلوب يا حلب.. يا تاج المتنبي وجواد أبي فراس وفضاء سيف الدولة، كم عبث بكِ الماكرون وكم حاول الحاقدون تدنيس مسرى المجد فيكِ؟‏‏

قلوبنا معكِ والفرج قريبٌ إن شاء الله.. عيوننا رحلت إليكِ فلو رفّة من هدب تردّ الأذى عنكِ وتغسل وجهكِ من غبار التعبِ.‏‏

بالأمسِ، عندما أشرقت الشمس دامعةً فوق الشام ألقت الشهباء تحيتها على الفيحاء وقالت: لا تأبهي يا أختاه، وعندما تلبّدت سماء حمص العدية جال موّال حلب في الأجواء ولأنها بقيت وفيةً لأبجديتها الوطنية العربية السورية حفرت الجرذان سراديب غدرها ولكن هيهات..‏‏

هيهات منّا الهزيمة..‏‏

شباب حلب ومن خلال تواصلنا هاتفياً مع بعضهم أجمعوا على ضرورة التصدّي لمحاولة «سرقة حلب» التي لم تعرف يوماً إلا الانتماء لسورية الأبية ولن تكون غير ذلك، وطالبوا جيشنا الباسل ألا تأخذه شفقة في تعامله مع الإرهابيين والمرتزقة وأن يبتر كل يد تمتد إليها بسوء.‏‏

الشاب «عبد الله» قال: حلب أو الشام أو طرطوس أم حمص، كلّ بقعة في هذا الوطن المعطاء تقابلها الروح، ولو هدهد في عمق البادية جرح تداعت له كل سورية بالسهر والحمى، والمؤامرة لم تستثنِ منطقة من شرها ولم توجّه أسهم غدرها لمدينة دون غيرها أما ما جرى ويجري في حلب فهو استمرار لهذه المؤامرة وكما أحبطت هذه المؤامرة في محافظات أخرى ستكون نهايتها وخيمة على الإرهابيين في حلب لأن جيشنا الباسل هو الضمانة وهو القول الفصل في كل معركة وندعو الله عزّ وجلّ أن يمدّ جيشنا بمزيد من العزيمة والإصرار على تطهير كل حي وكلّ بيت من فلول الإرهابيين الذين يلفظون مع مؤامرتهم أنفاسهم الأخيرة.‏‏

الشاب «بشار» قال: مرّت أيام صعبة علينا عانينا فيها من كلّ شيء ولكننا صابرون بإذن الله ولن نتخلّى عن هويتنا العربية السورية ولن نكون إلا أسياد أنفسنا وصانعي كرامتنا بوعينا وبتحمّلنا وسورية التي زرعت فينا هذه القيم بحاجة لنا جميعاً ولن نبخل عليها بأي شيء، وندعو الله أن ينصر جيشنا البطل على رموز هذه المؤامرة التي نراها مندحرة لا محالة.‏‏

الشاب «شعبان» قال: ظنّوا أن سورية سهلة المنال وأن أبناءها سيتخلّون عنها خوفاً من أدوات إجرامهم ونسوا أن السوريين الحقيقيين يزدادون إصراراً وعزيمة كلما اشتدّ الظلام حولهم، وعندما اتجهوا بإجرامهم إلى حلب لم يفكروا بما سيواجههم في حلب مهما بطشت آلة خرابهم فكلّ بيت في حلب تحوّل إلى قلعة بوجههم وكل صدر تحوّل إلى حائط صدّ عن حلب وسورية ولن تمرّ حكاية غدرهم على الحلبيين وستفشل كما فشلت في جميع المحافظات السورية وكلّ ما نتمناه هو أن يضرب جيشنا بيد من حديد ولا تأخذه أي شفقة على هؤلاء الخونة.‏‏

الشاب «باسل» قال: في حلب كما في غيرها نواجه مؤامرة كبيرة وقد تكون هي الأشرس منذ بداية الأحداث في سورية ومع هذا فنحن مستعدون لدفع فاتورة الدم دفاعاً عن سورية وأمنها وأمانها وسيادة قرارها، ولن يتوقف قطار تضحياتنا ما دام هناك شخص واحد يحاول العبث بوجه سورية الحبيبة..‏‏

الشاب «خالد» قال: المؤامرة كبيرة يا أستاذ، يريدون النيل من كل ما هو سوري وجميل، يضربون منشآت الدولة ويعتدون على الأبرياء وكل ذنبهم أنهم أبناء بررة لسورية، كلنا إيمان بالله وبقدرات جيشنا البطل على إعادة كل شيء إلى نصابه وإن شاء الله يكون الحسم قريباً جداً ولا تقوم بعد اليوم أي قائمة لقوى الطغيان.‏‏

الشاب «محمود» قال: أودّ لو أقبّل رأس كل مقاتل عربي سوري، هذا المقاتل الذي أثبت أنه الدرع الحصين لسورية وهو حامي الكرامة والسيادة وما يحدث في حلب يدمي القلوب وما يخفف عنا هو بطولات جيشنا الباسل لذلك فإننا ننتظر الفرج قريباً إن شاء الله ولن تكون سورية إلا كما كانت للجميع بلد الأمن والأمان.‏‏

على جناح الأمل‏‏

سنة ونصف والسوريون يزدادون تماسكاً وإيماناً بمصيرهم الواحد وقدرهم الواحد، سنة ونصف ومشايخ الفتنة وأمراء الظلام يبنون عبثاً قصور أحلامهم فوق الرمال، سنة ونصف وأبناء سورية الكبار حقاً مصممون على الدفاع عنها والتضحية في سبيلها بكل غال ونفيس.‏‏

لن يملّ السوريون من التضحيات وقوافل الشهداء التي أعادت رسم شرايين سورية مستمرة ما دامت هناك قدم غريبة تمشي بقوة الدفع النفطي وما دامت هناك بندقية غدر تُصوب نحو السوريين.‏‏

قدرنا أن تكون بلدنا محط أطماع قوى الشيطان، وقدرنا أن نحمل عبء الدفاع عن وجودنا كعرب تباهينا وتفاخرنا بقيمنا الكبيرة وبكرامتنا وعزة نفسنا ولن نتخلى عن هذا الدور في وقت غطّ فيه أمراء النفط في سباتهم الدائم.‏‏

لن نراهن كسوريين على صحوة ضمائرهم لأن هذه الضمائر بالأصل غير موجودة وكل ما نراهن عليه هو وعينا وحكمة قيادتنا وقوة جيشنا وسننتصر بإذن الله.‏‏

بعد سنة ونصف إن كان هناك من ما زال يقف على التلّ ينتظر إلى أين تتجه الأحداث عليه النزول فوراً فالمسألة إما أن نكون سوريين أو لا نكون وسنكون إن شاء الله.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية