تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الموقف الوطني الجامع...!

منطقة حرة
الأثنين 13-8-2012
أمير سبور

اشتدي أزمة تنفرجي... بعد كل هذا التصعيد الأمني الذي حصل مؤخرا في مختلف المحافظات في محاولة يائسة وبائسة من المخربين والارهابين لتحقيق أي شيء على الأرض

والسيطرة على مواقع بعينها إلا أن ذلك كله باء بالفشل الذريع، بهمة جنودنا البواسل وإرادة شعبنا التي لا تلين، من هذا المنطلق بات لدينا قناعة تامة إن الأزمة التي تعصف ببعض المناطق السورية اليوم، مهما طال أمدها لا بد أنها ذاهبة إلى الزوال، لان العاصفة كلما اشتد صريرها كان ذلك مؤشر وصولها إلى القمة، لتعود وتخبو شيئا فشيئا وتضمحل إلى أن تنتهي وتتلاشى...! وهذا شان المؤامرة وأعمال الإرهاب المرافقة لها بان تأخذ حدها الأقصى لتعود الحياة بعدها من جديد إلى الشكل الطبيعي، مع إيماننا الكامل بان الأزمة التي استمرت لأكثر من عام ونصف في سورية قد تركت ندبا شديدة في مختلف إنحاء جسم المجتمع السوري، وباتت إلى نهاياتها إنشاء الله وما علينا اليوم إلا أن نسعى جاهدين لإزالة هذه الندب، بعد بلسمة الجروح التي حصلت هنا وهناك، وان نعيد للمجتمع السوري تماسكه ونحافظ ما أمكن على نقاط القوة لهذا المجتمع الذي لا يلين، واهم نقاط القوة تلك التعايش الفريد من نوعه بالمنطقة بين أفراد وأطياف المجتمع السوري الواحد، لان التنوع والفسيفساء الذي يتميز به هذا المجتمع، يشكل مصدر قوة حقيقي عبر لوحة متجانسة في كل محافظة من قطرنا الحبيب سورية، ولأننا لم نعتد يوما أن تكون ثقافة القتل والموت والتكفير هي من ثقافاتنا المتوارثة من جيل إلى آخر، كما لم ولن تكون هذه الثقافة الغريبة عنا الوافدة إلينا من بؤر وعقول التخلف العائدة للعصور المتحجرة لتدخل إلينا التفكير ألظلامي والتكفيري كوافد غريب على حياتنا وثقافتنا وتراثنا الغني بغنى التاريخ التليد، تاريخنا المجيد الذي صدرنا عبره العلم والحضارة إلى مختلف أصقاع الأرض...! نعم لم ولن تكون يوما ثقافة الدم والقتل والإرهاب وتقطيع الأوصال هي من تراثنا أو تفكيرنا، بل باتت الثقافة الوافدة إلينا عبر تجار وسماسرة الحروب والفتن لسفك الدم السوري، هؤلاء الذين عاثوا فسادا في البلاد والعباد بعد أن هيأت لهم الأرض الخصبة لذلك. أمام هذا كله بقي أفراد مجتمعنا السوري بكل أطيافه متماسكين متحابين، همهم الأوحد الحفاظ على النسج الوطني والوطن الكبير بأبنائه، الحفاظ على وحدته وكيانه الذي راحت تهدده الأفكار السوداء القادمة من ظلمات التاريخ...!‏

ورغم كل ما حصل والحرب الكونية التي تشن ضد سورية، لثنيها عن مواقفها المبدئية، إلا أن ذلك كله لم ولن يحقق شيء من الأهداف التي توجد في مخيلتهم فقط، وان حالات التالف والتماسك بين أبناء الشعب الثوري ازدادت ترسيخا ومناعة، وبات من الملفت اليوم بعد دحر هؤلاء الظلاميين والقضاء عليهم، ظهرت المبادرات الشعبية والمنظمات الأهلية بالتعاون والتنسيق مع مختلف الفعاليات الاقتصادية في مختلف المدن التي شهدت مواجهات ساخنة، للبدء بتقديم يد العون للإخوة السوريين المهجرين قسرا من بيوتهم ومنازلهم في تلك المناطق، وهذا ما ظهر جليا في محافظة حلب مؤخرا عندما تكاتفت الجهود بين تلك الجهات وأعلنت عن برنامجها الوطني والإنساني لتوفير معظم متطلبات وحاجيات الحياة اليومية لهؤلاء المواطنين المتضررين وبدون أي مقابل.....! لا بل وان هناك تجار ورجال أعمال خصصوا لإخوتهم المواطنين معونات مادية وعينية ودون تدخل أي جهة رسمية، بل جاءت تلك من مبادرات شخصية ومن إحساس وطني عال بالمسؤولية الوطنية لدى هؤلاء وتلك بعض من أخلاق وتفكير الشعب السوري الأبي الذي يأبى الضيم وما اعتاد يوما إلا أن يكون مرفوع الهامة كما الوطن وراية الوطن العربي السوري التي ستبقى خفاقة عالية يستظل فيها كل المواطنين السوريين الشرفاء، وهذا بحد ذاته يعبر عن الموقف الوطني الجامع...!‏

Ameer-sb@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية