|
شباب خدمة المجتمع واحتياجاته، وهنا يمكن ذكر بحث الطالبة غالية محمد سعيد بيلوني التي نالت عليه درجة الماجستير بتقدير شرف في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية قسم هندسة القوى الميكانيكية في جامعة تشرين بعنوان " تخزين الطاقة الشمسية باستخدام المواد المحلية في البرك الشمسية" أما عن دافعها للبحث في هذا الموضوع تقول: هوما نتج عن استهلاك الوقود الأحفوري اللازم لإنتاج الطاقة من تأثيرات سلبية خطيرة على البيئة حيث يؤدي حرق هذا الوقود إلى توليد الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وما تحمله هذه الانبعاثات من جزيئات ملوثة للهواء إضافة إلى دورها في ارتفاع حرارة الأرض التي أدت بدورها إلى تغير المناخ.
وأضافت.. إن الدافع الآخر لبحثها في مصادر الطاقة الشمسية هو اتجاه مصادر الطاقة الإحفورية كالفحم والبترول والغاز الطبيعي للنضوب وان الاستخدام المتوازن لكل من مصادر الطاقة المتجددة والتقليدية يطيل أمد الوقود الإحفوري إضافة إلى ما تحققه الطاقات البديلة كالطاقة الشمسية من فوائد بيئية كونها بديلا متجددا نظيفا وآمنا مشيرة إلى أن تغير مناخ الكرة الأرضية الناجم عن الطاقات الحالية يهدد صحة الإنسان والنظم البيئية وان الاعتراف العالمي بأهمية وجسامة تغيرات المناخ تبرر الحاجة لتعزيز وتشجيع مصادر الطاقة البديلة وهو ما يقوم عليه بحثي هذا. وتابعت إن البحث يقوم بشكل أساسي على فكرة ترشيد استهلاك الطاقة واستخدام المواد الخازنة للحرارة من خلال بناء وتصميم البرك الشمسية وبالتالي الاستفادة بأكبر معدل كمية حرارة مستخرجة من تلك البرك والحصول على مردود عال لادائها مضيفة ان هذه البرك الشمسية تعمل على تجميع وتخزين الطاقة الشمسية لفترة طويلة من الزمن واستعمال الطاقة المخزنة صيفا في فصل الشتاء وفترة انخفاض الإشعاع الشمسي كبديل عن استخدام النظم التقليدية التي تعمل على تخزين الطاقة الشمسية خلال أيام قليلة معدودة. وأشارت إلى أن الطاقة الشمسية طاقة هائلة من حيث مخزونها وكميتها وتكفي لمواجهة احتياجات البشر ملايين السنين إضافة إلى أنها تصل الجميع وليست بحاجة إلى النقل أو التوزيع ولا يعتمد استخدامها على التكاليف الثابتة كما أنها لا تمثل مجالا للاحتكارات والسياسات الدولية. وحول ميزات استخدام الطاقة الشمسية قالت بيلوني ان الطاقة الشمسية عملية من ناحية استخدامها كونها قابلة للتحويل إلى أنواع أخرى من الطاقة كما أنها طاقة نظيفة لا تنضب لكنها غير مستمرة خلال اليوم لذلك يعد موضوع تخزين الطاقة أمرا هاما وصعبا في نفس الوقت موضحة ان جهل المستهلك العادي لأهمية هذه الطاقة وارتفاع التكاليف الأولية التي قد تصل إلى أضعاف مصادر الطاقة التقليدية الأخرى يثبط من عزيمة المستهلك العادي لأجهزة الطاقة الشمسية. وأضافت.. ان نظام الطاقة الشمسية الجديد يتطلب تغييرا في بعض أسس هذا النظام قد يصل إلى إعادة النظر في تنظيم السكن وبعض أنواع العمل مبينة أن تسخين المياه للاستخدامات المنزلية والصناعية بحجومها المختلفة وتدفئة المنازل والأبنية والتكييف والتبريد للحاجات الصناعية والمنزلية وتدفئة البيوت الزجاجية في المداجن والمزازع وتقطير مياه البحر واستخلاص الأملاح من المياه المعدنية جميعها من استخدامات الطاقة الشمسية. وتابعت.. يمكن استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية بالطريقة الترموديناميكية أو بالتحويل المباشر ولتجفيف المنتجات الزراعية وفي الأعمال الصناعية المعدنية وتحليل الماء إلى مكوناته الغازية اضافة الى استخدامها في مجال مزارع الطحالب المائية ونباتاتها لإكثار النمو وتسريعه وإنتاج علف الحيوانات أو تسريع إنتاج المواد السيللوزية لاستخدامها كمصدر للطاقة. وبينت امكانية تحويل الطاقة الشمسية إلى قدرة محركة ترموديناميكية أوكهربائية لمضخات المياه اللازمة لأعمال الزراعة وأعمال استصلاح البادية والاستفادة منها في عمليات النقل والمواصلات والاتصالات اللاسلكية وتأمين الطاقة الكهربائية للمركبات الفضائية والأقمار الصناعية عن طريق تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية بوساطة الخلايا الشمسية والحماية المهبطية لأنابيب النفط والمنشآت المعدنية. وحول أهمية موقع الوطن العربي جغرافيا في استخدامات الطاقة الشمسية قالت بيلوني إن الموقع الجغرافي للوطن العربي يؤهله ليكون سباقا في مجال استخدام الطاقة الشمسية نظرا لوجود مناطق صحراوية تتمتع بشمس مشرقة خلال معظم أيام العام مبينة أن سورية تقع في المنطقة المعتدلة الدافئة من الإقليم المناخي للبحر الأبيض المتوسط التي تعد من المناطق الغنية بالإشعاع الشمسي على مدار العام. وأضافت.. انه بحسب خريطة مناخ الإشعاع للكرة الأرضية فإن سورية تتميز بأعلى معدل للإشعاع الشمسي السنوي وبدرجة متدنية جدا للأيام الغائمة أو ما يسمى مجموعة السماء الصافية وباختلاف واضح نسبيا في قيم الإشعاع خلال السنة أي بين فصلي الشتاء والصيف كما يقابل معدلات الإشعاع الشمسي العالية عدد ساعات إشعاع شمسي طويلة خلال العام حيث يصل متوسط السطوع السنوي في سورية إلى نحو 3257 ساعة لافتة إلى انه يمكن لسورية أن تشكل منبعا استراتيجيا للطاقة الشمسية في المستقبل وخاصة مع افتقارها لمصادر الطاقة التقليدية وذلك من خلال توفير الإمكانيات العلمية والمالية للسير بهذا المشروع بالسرعة اللازمة ووفق استراتيجية محددة تعتمد أولا وقبل كل شيء على البحث العلمي. |
|