|
شباب مشروعا ثقافيا تربويا حمل عنوان "الموسيقا للجميع". ويهدف المشروع الى دمج الموسيقا في مفاصل الحياة التعليمية والاجتماعية وفق برنامج متعدد المراحل يمتد لسنوات. ويأتي البرنامج استكمالا لخطوات سابقة قام بها البيت العربي على طريق تفعيل الفن الموسيقي كجزء عضوي وأصيل في العملية التربوية بما يعمق شخصية الطالب السوري موسيقيا وانسانيا جنبا الى جنب مع تعميق شخصيته العلمية والاخلاقية والوظيفية عبر تقصي المواهب الواعدة في أوساط الطلبة والعمل على تأهيلها أكاديميا وتزويدها بالخبرات والمهارات اللازمة للارتقاء بها في مرحلة تمهيدية تؤهل الطلاب الموهوبين لاحقا لتصدير نتاجهم الابداعي الى المجتمع المحيط. وقال ياسر دريباتي مدير البيت العربي ان المؤسسة الفنية التي يمثلها البيت العربي سعت خلال تسع سنوات من عملها في هذا المجال إلى تأصيل الموسيقا كحامل وجداني وثقافي واجتماعي في البيئة السورية من خلال مبادرات خلاقة احتضنت الموسيقيين الأطفال والشباب من داخل وخارج البيت العربي وفي مقدمتها مشروع اوركسترا البيت العربي الذي يحتضنه برنامج روافد للأمانة السورية للتنمية.
وأضاف.. ان هذه الاوركسترا تؤسس اليوم ومن خلال مشروع الموسيقا للجميع لثقافة موسيقية جديدة عبر منح الرعاية والتأهيل الموسيقي المجاني لطلبة المدارس ومن ثم تقديم نتاجهم الموسيقي ضمن عروض موسيقية مدرسية بالدرجة الأولى تعزز الوعي الفني عموما والموسيقي تحديدا لدى جمهور الطلبة إضافة إلى تشجيع الدارسين على البحث والتأليف الموسيقي في مرحلة لاحقة. أما الأهداف الأساسية من وراء المشروع كما بين دريباتي فتتمثل في تحفيز الطلاب على تعلم الموسيقا والكشف عن المواهب الموسيقية لاتاحة الفرصة امامها للمشاركة في صوغ المشهد الموسيقي السوري وتطوير مهارات الاستماع والتعرف على الآلات الموسيقية الى جانب انشاء اندية مدرسية موسيقية تقدم الدعم الفني للمجتمع الطلابي وترتقي بحياتهم النفسية إضافة إلى تعزيز مفهوم المدرسة صديقة الطفل عبر الترفيه عن الطلاب وبث الفرح في نفوسهم. وحول مشاركة مديرية التربية في هذا المشروع قال دريباتي ان هذه المشاركة لا تقل اهمية عن مبادرة البيت العربي نظرا لما تنطوي عليه من تفعيل للعديد من الأنشطة اللاصفية التي جرى اهمالها على مدى سنوات حيث تكفل المبادرات من هذا النوع ان يصار إلى وضع الفنون عموما في نصابها ضمن العملية التربوية المنشودة. بدوره أكد محمد قزق معاون مدير التربية في اللاذقية أن المديرية تشارك في هذا المشروع الرائد انطلاقا من ايمانها بأهمية الموسيقا في تهذيب الروح الانسانية وتقويم السلوك الطلابي وبالتالي فهي تعمل على تفعيل هذا الفن الراقي كواحد من المكونات الأساسية المؤلفة للنسيج الطلابي ولاسيما أن الفنون عامة لا تقل أهمية عن التعليم والثقافة في العملية التربوية الساعية لخلق جيل جديد من الطلاب الواعي والمؤسس نفسيا بصورة سليمة. وتضم انشطة المشروع اقامة حفلات موسيقية مدرسية واعادة احياء حفلي بداية ونهاية العام الدراسي إلى جانب اقامة معسكرات موسيقية صيفية وتنظيم مسابقات موسيقية على مستوى مدارس المحافظة كافة لاكتشاف المزيد من المواهب الطلابية. ومن بصمة شباب سورية تحدث اشرف خضور عن مشاركتهم موضحا ان المجموعة التي تحولت حديثا إلى مؤسسة أهلية غير ربحية تحت الاسم نفسه تشارك اليوم في هذا المشروع الخلاق في اطار الرد على الهجمات التي تتعرض لها سورية التي تتخذ أشكالا إلكترونية وسياسية وثقافية واقتصادية وإعلامية وبالتالي فهي استكمال للعمل الذي قام به شباب البصمة منذ بداية الأحداث في سورية. وقال.. كان لا بد من التوجه في الظرف السوري الراهن إلى أطياف الشباب السوري كافة الذي نراهن عليه اليوم بمختلف أعماره وشرائحه والمتلاحم ضمن صبغة وطنية لافتا الى التفاعل والتواصل معه ايمانا منا بدور هذا الشباب الواعي في صوغ صورة المجتمع المدني والأهلي في سورية حيث يتخذ هذا التفاعل أشكالا احدها يتمثل في مشاركة البيت العربي ومديرية التربية هذا البرنامج الواعد نظرا لأهمية الموسيقا كفن راق في النهوض بفكرالشباب واخلاقهم وسلوكياتهم. وذات الفكرة أكد عليها مروان دريباتي مدير الاوركسترا والذي أوضح أن النخبة المبدعة التي تم انتقاؤها خلال الجولات على المدارس سيتم دمجها معا للاوركسترات الثلاث التي يتضمنها البيت العربي وهي اوركسترا الهارموني واوركسترا الغيتارات واوركسترا شرقيات بعد ان يتم اخضاع الطلبة إلى مجموعة من التدريبات وورش العمل تحت اشراف موسيقيين مختصين وضمن مناهج مدروسة تمكن هذه الكوكبة الموهوبة من تصدير امكاناتها المبدعة على مختلف المسارح. وأشار دريباتي الى انه تم خلال الزيارات الى المدارس انتقاء مئة طالب وطالبة تتراوح اعمارهم بين السادسة وحتى الثامنة عشرة من العمر للبدء بالتدريبات المجانية التي انطلقت في العاشر من الشهر الجاري بمقر البيت العربي منوها بان خمسة من الطلاب الذين تم اختيارهم يشاركون اليوم في فقرات الحفل نظرا لقدراتهم الموسيقية المتقدمة ومهاراتهم العالية. وتابع.. نتمنى ان نحول انتباه الاطفال واليافعين خلال الأزمة الراهنة عن الاخبار التكفيرية التي تبث على مدار الساعة في وسائل الاعلام لنجنبه الألم النفسي الذي قد يتراكم بمرور الوقت مخلفا آثارا فكرية سلوكية غاية في الخطورة على جيل بأكمله وذلك من خلال استقطابه الى مناخات تصرخ فيها الموسيقا بدلا عن أصوات الرصاص. جدير بالذكر ان خطة البرنامج تتضمن ايضا التوجه إلى اساتذة الموسيقا في المدارس لاشراكهم في هذه المبادرة التطوعية في محاولة لانتاج مزيد من الموسيقا في حياة المدينة حيث يسعى القائمون على المشروع إلى تحويل المناسبات المدرسية والاجتماعية الى طقوس احتفالية بعيدا عن الاطر التقليدية ولا سيما ما يتصل منها بالاحتفالات الخاصة بالمتفوقين تعزيزا لروح التنافسية وتشجيعا على المثابرة في التحصيل العلمي. يذكر أن حفل اطلاق المشروع كان الأسبوع الماضي حيث تضمن عددا من الفقرات الفنية قادتها أوركسترا البيت العربي وتضمنت مقطوعات غنائية وطنية قدمها الشابان علي ابراهيم وساندي جورج الى جانب مجموعة من المعزوفات الموسيقية أداها ثلاثة وعشرون عازفا وعازفة بقيادة المايسترو حسام ابراهيم بالإضافة إلى عدد من الباندات الموسيقية الثلاثية منها والرباعية على آلات متنوعة. |
|