تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جنون الموضة... بين القبول والرفض

شباب
2012/6/18
نيفين عيسى

صراع الأجيال أو الاختلاف بالعادات والتقاليد والعقائد والطقوس ومشكلة التواصل بين جيلين مختلفين، عبارة نطلقها على العلاقات المتناقضة بين

الآباء والأبناء، ليس لأن هذين الجيلين لا يستطيعان العيش مع بعضهما وقبول كل منهما الآخر، بل لأن الأجيال تختلف عن بعضها من زمن لآخر بتلك العادات والآراء، وهكذا حتى غدت المشكلة لا تقف عند حد الاختلاف وإنما تعدت ذلك إلى مستوى الصراع حيث يتبادل الجيلان الاتهمامات.... فيتهم الآباء الأبناء بالسطحية والتقليد الأعمى في ممارسة عادات اجتماعية كارتداء سراويل الجينز الهابطة على الخصر وكنزات تحمل كتابات باللغة الأجنبية بالنسبة للشبان وقصات شعر غريبة للجنسين، والاستمتاع لموسيقا وأغانٍ يعتبرونها بعيدة كل البعد عن الفن الأصيل، فضلاً عن وضع السناسل في العنق التي تحتوي على رموز كالجمجمة التي هي بنظر أبنائهم تعبير عن القوة.‏

في حين يتهم الأبناء آباءهم بتمسكهم بثقافة تقليدية وعدم قدرتهم على التعايش مع المتغيرات والتطورات في المجتمع والثقافات.‏

البرسينغ أوما يسمى وضع الأقراط في أجزاء مختلفة من الجسم هو إحدى الموضات التي لاقت رواجاً كبيراً في الأوساط الشبابية بعدما كانت تقتصر على الأذن فقط، وللفتيات دون الشباب، إلا أنه أصبح موضة تميز شباب اليوم، وهؤلاء الشبان يضعون أقراطاً في الأذن والحاجب والأنف والشفاه والسرة، دون أن يدرك هؤلاء المخاطر الحقيقية لتلك الموجة من الموضة، التي تتعرض للانتقاد دائماً من قبل الأهل.‏

ملحق شباب التقى بعضاً من هؤلاء في مناطق مختلفة يرتادها الشباب لقضاء أوقات فراغهم في حديقة القشلة في باب شرقي وحديقة الجاحظ وكانت لهم آراؤهم في تلك الموضات.‏

ربا قاطع: 15 سنة قالت: هذه الموضة ليست غريبة فأنا أحب الاستماع إلى موسيقا أجنبية ومشاهدة رقصات الهيب هوب والبريك دانس وتقليد الغرب في لباسهم ومواكبة صرعات الموضة من ثياب، وتضيف أنه إذا التقيت بأي شخص يضع حلقة في أذنة فإنه يلفت انتباهي لأنه باعتقادي أنه شاب عصري ومودرن ومنفتح.‏

أما وائل سعيد 16 سنة قال: إن الزمن يتطور ويتغير وعلينا مواكبة هذا التطور وابتكار أشياء جديدة والابتعاد عن الأشياء التقليدية القديمة وأنا أضع حلقاً في أذني وهذا برأيي تعبير عن حرية شخصية لكن أبي عندما يراني واضعاً الحلقة فإنه يوبخني ويقول لي أننا بمجتمع شرقي محافظ وهذا مخالف للعادات والتقاليد.‏

وأكد سالم زغيب 20 سنة أنه وضع قرطاً في حاجبه منذ أكثر من أربعة أشهر ويقول أعتبر البيرسينغ موضة العصر وكثيراً ما أتعرض لانتقادات جراء ذلك.‏

وتحدثت «ملك إبراهيم 19 سنة عن وضعها لقرط بقولها» إني أضع قرطاً في سرتي لأنني في فصل الصيف أقضي عطلتي على شاطئ البحر وأنا أعشق إكسسوارات التجميل وأعتبر اتباع الموضة العصرية تحدياً لحرمانها وعدم تقبل المجتمع لها.‏

فيما كان لأماني الخولي 32 سنة رأيا مغايراً وهي أم لطفلين حيث قالت أن البير سينغ يعتبر من الأمور الشيطانية التي تجلب العار لفتياتنا وشباننا وللأسف كثيرون هم من اتبعوا هذه الموضة ، معتبرة وضع الشبان لأقراط في أذنهم تشبيهاً بالفتيات.‏

وأضافت سعاد موعد 26 سنة إن البيرسينغ من طقوس الهند والعرب يقلدون الأجانب في الأمور السلبية فقط باعتبار أن المجتمع لا يقبل هذه الطقوس الدخيلة وهذا خروج عن المألوف ولا يتناسب مع مجتمعنا المحافظ وكل شخص يقوم بهذه الأمور تكون لديه عقدة نقص فيتفنن بشكله الخارجي.‏

عادات قديمة‏

وفي هذا الشأن تقول إيمان دحدوح إن وضع الأقراط موجود منذ القدم وهو نتيجة اعتقاد قديم حيث كانت الأم تضع الأقراط لأولادها اعتقاداً منها أن ذلك الذكر سيعيش ويعمر طويلاً في الحياة.‏

أما السيد أيمن شناعة الذي لديه محل للوشم في باب توما وامتهن وضع البيرسينغ للشبان والفتيات أفادنا برأيه أن الفتيات اللواتي يقمن بوضع البيرسينغ نسبتهن أكثر من الشبان وأكثرها إقبالاً بالنسبة لهن حلقة الأنف والسرة التي تضفي جمالاً بحسب رأيهن، وأضاف إن أسعارها تختلف باختلاف المكان المراد وضعها فيه !!! فحلقة الأذن للشبان 1500 وحلقة الأنف 1500 ل.س أما الحاجب 3500 ل.س وحلقة السرة للفتيات 5000 ل.س وعن وصف هذه الحلقات قال إنها معدنية مصنوعة من مادة الكروم وغير قابلة للصدأ أو زوال اللون وهي متعددة الأشكال منها ما يكون على شكل قلب أو نجمة أو وردة بالإضافة إلى أشكال مختلفة أخرى وبألوان متعددة أيضاً.‏

ونحن نقول إن البيرسينغ قد وصل إلينا عبر وسائل الاتصال الحديثة كالانترنت والمحطات الفضائية المتنوعة التي أرخت بظلالها الثقيلة علي جيل الشباب الصاعد بحجة مواكبة العصر والتطور والتقدم وبما أن فترة المراهقة هي أصعب المراحل التي يمر بها الشبان والفتيات فقط يتخبطون بين محنة وأخرى أثناء محاولتهم تحديد هويتهم وتقليدهم للغرب وتأكيد ذاتهم بين المحيطين بهم والمخالطين لهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية