تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ندوة... من أجــــل الوطـــــن ..

مجتمع
الثلاثاء 19-6-2012
متابعة :علاء الدين محمد

حين يتعرض الوطن إلى مؤامرة خارجية، تجعله ينزف دماً فلابدلنا أن نلوذ بالتاريخ لنستذكر الأبطال الذين قدموا وضحوا من أجل الوطن ولاهم لهم إلاالوحدة الوطنية وأن تبقى سورية قوية راسخة بكل مكوناتها،

وهؤلاء العظماء هم نموذج يحتذى به، غرسوا في نفوس أبنائنا قيم الشهادة وقيم التضحية وأن الوطن يكبر بأبنائه وقيمته من قيمتهم. حول هذا الموضوع أقيمت ندوة في مقر اتحاد الكتاب العرب بدمشق تحت عنوان: الوحدة الوطنية..سلطان باشا الأطرش جاءت هذه الندوة محاولة من المثقفين ومن جمعية البحوث والدراسات أن تدلوا بدلوها في هذه الأزمة وأن تعزز الوحدة الوطنية لأن ليس لنا مايجمعنا لولا الوحدة الوطنية، فلا العشائر تجمعنا ولا الطائفية ولاأي قوى أخرى تجمعنا، وبالتأكيد لايجمعنا سوى الانتماء للوطن الواحد الموحد، الذي يراد تفكيك نسيجه من قبل أعداء الشعب يعملون بكل ماأوتوا من قوة لتفكيك هويتنا المذهبية، والعشائرية، لأن أعز مانملك هو وحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي الجميل المتعدد الرائع جمال سورية هو تعدديتها ونسيجها الذي قاتل أجدادنا من أجله من أجل صونه وحمايته، لأن سورية لاتعرف مايطرح في وسائل الإعلام العدائية عن اللون الطائفي أو العشائري أو القبلي أو المناطقي، لذا نقول يجب على أصحاب الأقلام وقادة الرأي والفكر، أن يكتبوا ويعملوا على تعزيز الوحدة الوطنية دون النظر إلى أي نظام كان نحن مع الحرية والديمقراطية وانهاء حالة الفساد في البلد لكن الذي يريدونه غير هذا يريدون تدمير سورية تدمير نسيجها الوطني، والدليل ظهرت الآن بعض الخرائط التي تؤدي إلى التقسيم ومع الأسف الشديد إن البعض يريد أن يلحقنا بآخرين، وبالتالي هؤلاء لايريدون الخير لسورية ولشعبها، فالوطن بخطر وأن ضرب خط الغاز أو خزان الكهرباء هو ضرب للشعب وليس ضرباً للسلطة وأن حرق المشافي أو المدارس هو كذلك، إذاً هم يريدون تدمير الوطن لاتدمير السلطة، فلذلك نرجو أن يكتب الجميع من أجل الوطن والموت مكتوب علينا، فالوطن أولاً فهو غايتنا ومن أجله نموت.‏

أما الدكتور خليل مقداد فتحدث عن الإرهاصات التي أدت إلى الوحدة الوطنية جنوب سورية ذات الموقع الاستراتيجي الهام، ونوه على تجذر الحضارة في هذه المنطقة بسبب موقعها الجغرافي والمناخي الذي أدى إلى استقطاب العديد من شعوب العالم للسكن فيها، ما أدى إلى التآخي والوحدة في النسيج الذي شكل غنى وتنوعاً، وهذا ماهيأ للمواطن عبر التاريخ التأقلم مع الطبيعة والوحدة الوطنية بين جميع السكان، والإنسان في القسم الجنوبي من سورية لم يعترف بأي مرجعية سوى مرجعية الانتماء لهذه الأرض التي تجذر بها، منطقة الجبل والسهل هيأت للثورة السورية الكبرى بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش وكانت مثالاً للوحدة الوطنية سهلاً وجبلاً وفي أنحاء سورية كاملة ولم يفلحوا في تقسيم سورية في الماضي مراراً وتكراراً في حقب زمنية متعددة ولم يفلحوا، سورية مستهدفة قبل الإسلام وبعد الإسلام وأيضاً ستبقى مستهدفة لأنها بالنسبة للعالم هي كالفتاة الحسناء وأعتقد أن الأزمة التي تمر بها سورية لن تؤثر بمخلفاتها السلبية مهما طالت ومهما أجرم المجرمون لأن شعبنا بأغلبيته واع ومدرك لكل مايحاك ويدبر لهدم كيان الدولة.‏

وأما الدكتور جمال جهجاه تحدث عن جانب هام من شخصية المجاهد سلطان باشا الأطرش ، فقال: إذا كان الوطن بالتعريف اللغوي هو مكان إقامة الإنسان ومولده وانتمائه وحريته فهو في نظر سلطان باشا الأطرش أشمل وأدق وأعم لأنه كان يرى الوطن العربي السوري مقدساً، الذي يدعو المواطنين للتمسك بالعروبة والانتماء إليه والإقامة فيه والدفاع عنه والتضحية من أجله والموت في سبيله ، فكان الأطرش يخاطب أبناء وطنه ويقول لها ياأبناء وطني لاتنافس بالأهواء ولا خصومات ولا أحقاد طائفية بعد اليوم إنما نحن أمة عربية سورية، أمة مستضعفة لكنها قوية بالحق أمة عظيمة في التاريخ نبيلة المقاصد ، نهضة تريد الحياة ، والحياة حق طبيعي وشرعي لكل الأمم، لقد قسمنا الاستعمار الأجنبي إلى طائفية ومذهبية فتوحدنا بإنسانيتنا بعروبتنا بحريتنا بتعاوننا بإخائنا بإيماننا المطلق بأن الدين لله والوطن للجميع، ولافرق بين طائفة وأخرى، ليس في هذا الوطن إلا طائفة واحدة ولغة واحدة وتقاليد مشتركة وليس فيه إلا عرب سوريون ، لقد جاء هذا الكلام من رجل كبير بعروبته ورأى في وطنه المكان الذي يجمع ولايفرق، حمل همه وهو يدرك أن الوطن فيه قد نشأ يحمل بذور الطائفية التي غذتها الدولة العثمانية وواستها فرنسا الدولة الاستعمارية على مدى قرون ، لقد أدرك سلطان الأطرش أن المواطن في هذا الوطن يحتاج إلى مدّ يد العون والتقرب منه بإنسانيته ، فتقرب منهم بالوطنية كي يرسخ فيهم القيم الإنسانية فالوطن لأبنائه والأبناء حماته والتنافس بين أبنائه في الوطن يجب أن يكون شريفاً ، من أجله وحمايته وليس بالأهواء التي تجر إلى التعصب، فلو أردنا أن نتعرف على سلطان الأطرش الذي رفض جميع المغريات والمكاسب المادية لأنه كان يرى أن الوطن أسمى وأغلى من كل المكاسب والمناصب التي قد تبعد الإنسان عن قيمه الروحية والوطنية، قيمه الوطن تكمن فيما يقدمه المواطن وليس فيما يأخذه، لقد نشأ سلطان الأطرش نشأة والده يكره الظلم والقهر ولاينام على ضيم، علماً أن أباه قد أعدم وهو يخدم العسكرية في تركيا، لقد نشأ الأطرش بعيداً عن الطائفية والعشائرية والعائلية وكان يرى في الانتماءات الفئوية مرضاً خطيراً على المجتمع لقد بدأ عام 1925 الثورة تحت شعار الدين لله والوطن للجميع، وكان هذا الفكر مبكراً عنده في النهضة العربية ليرد به على الاستبداد العثماني والاستعمار الفرنسي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية