|
فضاءات ثقافية القضية بدأت بعدد من المواقف التي خرج فيها محسوبون على التيار السلفي بمواقف ودعوات لإهدار دم الفنانين تحت ستار الإساءة للإسلام، وكانت مجموعة من المحسوبين على التيار السلفي قد قاموا الأسبوع الماضي وفقاً لتقارير صحفية تونسية باقتحام الفضاء الثقافي قصر العبدلية بالمرسى والاعتداء على بعض الأعمال واللوحات الفنية المعروضة هناك. وزارة الثقافة التونسية بدورها أصدرت بيانها الثاني حول الموضوع يوم السبت الماضي منددة فيه بالدعوات الخطيرة وغير المسؤولة لإهدار دم الفنانين والمبدعين سواء على المنابر أو عبر الإرساليات القصيرة وبعض المواقع الالكترونية، مؤكدة شجبها المطلق لأي شكل من أشكال التهديد لسلامة الفنانين داعية السلطات الأمنية والقضائية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم. وقد جاء هذا البيان بعد إعلان نقابة المهن والفنون التشكيلية يوم الجمعة الماضي في بيان لها عزمها على مقاضاة وزارة الثقافة ومعها وزارة الداخلية والشؤون الدينية، وضد كل من يثبت تورطه في بث شائعات والادعاء بوجود أعمال فنية مسيئة للمقدسات في معرض ربيع الفنون، وهو الأمر الذي تسبب في مجموعة من العنف والاضرابات التي اجتاحت العاصمة التونسية وعدد من الولايات الأخرى. وأكد أمين عام نقابة الفنون التشكيلية «عمر الغدامسي» في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية أن الأحداث جاءت نتاج ما جاء بصورة صريحة على لسان وزراء الثقافة والداخلية والشؤون الدينية خلال لقاء صحفي الثلاثاء الماضي، وهو ما نتج عنه مباشرة خروج دعوات لقتل بعض الفنانين والسياسيين وتكفيرهم على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بل تجاوز الأمر إلى حد التهديد المباشر في بيوتهم أو مواقع عملهم. وطالب مبدعون خلال اللقاء بدسترة الحقوق الثقافية، حتى لا يتم استخدام مصطلح المقدس بصورة فضفاضة مؤكدين على أن الرسوم محل الخلاف والتي نوقشت وعرضت على شاشة كبيرة، تم تأويلها بصورة خاطئة، مطالبين برفع الحادث بمجمله إلى القضاء ليبت فيه بشكل موضوعي بعيدا عن الشد والجذب. |
|