|
ثقافة لكن لم يكن ليخطر ببال هؤلاء الغيبيين أنهم سيتعرضون لهجوم مادي يوضح لهم ما جاء في الكتب السماوية، وتاريخ السلف الصالح، وحقوق الأديان والطوائف، وإنشاء الدولة المعاصرة على أساس ذلك ! فيا معشر الاجتهاد والتفسير، المتظللين باللحى والشوارب، حففتم أم عففتم، بلوا ذقونكم. إنه الإفلاس سادتي المشايخ والخوارنة.. إفلاس الذين طالما طرحوكم «رجعيين «على الأرض، وهاهم اليوم يلوذون بكم وبما حفظتم وشرحتم، تيمناً، واعتماداً عليكم والتحاقاً بركبكم في مصارعة الزمن وبناء الدولة المعاصرة، وارحموا عزيز قوم ذل. أنتم طورتم قليلا وهم تراجعوا كثيراً فالتقيتم. و لا تخافوهم من أن يحيدوكم عن الطريق، فهم مفلسون لايملكون جديداً، ولو كان لديهم جديد لما اقتربوا منكم. خطورتهم بالنسبة لكم ليست أبداً جديدهم المزعوم يحتمل أن يحيدكم عن الطريق، الخطورة أن ينافسوكم في الاختصاص ذاته، فبلوا ذقونكم! حاجتهم للجديد الذي وقفوا مخصيين دونه، جعلهم يشنون هجومهم عليكم مستخدمين الشرح الجديد لما يريدون، ويقولون: إنه الديمقراطية، طائفية، توافقية، تقسيمية، فوضى خلاقة، لا يهم..! يريدون الاقتراب ولو قليلاً من السلطة والحكم، لطالما فقدوا إيمانهم، بفكرهم وأعلنوا إفلاسه. أنتم تستثقلون ظلهم، تخشون أفكارهم السابقة، تدارون قدومهم من خلف الإحباط ؟ فماذا نقول نحن وأين نقف منهم. وهم «يثقفوننا» شارحين لنا الفكر الحديث العلماني المادي، فارضين علينا، الإيمان وليس فقط الاقتناع، ومن يخالف صنفوه مع الرجعيين ! وها هم يغادروننا ! وياليتهم يغادروننا وحسب !! بل ما زال سيفهم فوق رؤوسنا، ونداؤهم، كما كان «استمع أيها الصغير». السؤال الذي يحيرني: إذا كان علينا أن نتبعهم يتلمسون لنا الطريق بين حقوق الطوائف. فلماذا نذهب إليهم ؟ لماذا ليس إلى الأصل؟! بكل ألأحوال لسنا مضطرين وليست حالة الكذب التاريخي الوحيدة التي تعرضنا لها في هذه الحياة وفي هذا البلد. لن نذهب إليهم في قديمهم أو جديدهم. بل نبقى في هذا البلد، نمضي حيث يمضي، ومهما كان المصير يكفينا أنه مصيرنا معاً. وللجميع أن يخرجونا من أي حسابات لهم غير مرتبطة بحسابات هذا البلد وشعبه وسيادته والحياة فيه. |
|