|
ثقافة إلى شهداء ضحوا بأرواحهم، و أقرباء شهداء ميسلون و هكذا، وكما أكد جميع الموثقين، أن المعرض يهدف إلى استنهاض المشاعر الوطنية علاوة على قيمته الثقافية و الحضارية.
- حول المعرض و مقتنياته و أهدافه، تحدث الموثقون لجريدة (الثورة) فكانت البداية مع الأستاذ (بشار منافيخي) فقال: ما ميز المعرض انه توثيق ميداني، حيث قابلنا أبناء و أحفاد المشاركين في معركة ميسلون، تلك المعركة العظيمة في تاريخنا العربي، لأنها منارة للأجيال و رمز للمقاومة و التضحية و الفداء،كما تمكنا عبر الجولات الميدانية المستمرة و البحث،الجمع لصور و أخبار كثيرة للمشاركين بتلك المعركة،كما عرضنا الخرائط و مذكرات و صوراً ولوحات،تؤكد على نضال الشعب السوري، و اهتم المعرض،في هذا السياق،بالتأريخ لنضال المرأة السورية، خلال فترة زمنية طويلة بدءاً من ميسلون وانتهاء بالجلاء، بالإضافة إلى وثائق سورية، تتضمن صفحات ناصعة لنساء متميزات، فكان منها حول أول طبيبة و أول محامية و أول قاضية و أول كابتن طيارة،وكل ذلك، كي نلقي الضوء عبر الوثيقة على تاريخ حافل بالتميز للمرأة السورية،كما وثقنا العدوان الفرنسي على البرلمان السوري،من خلال مجموعة من الصور النادرة، و استحضرنا حادثة تاريخية مرت على دمشق، و هي حول زيارة بلفور لها،وقد علم الأهالي به، فحاصروا الفندق لمدة ست عشرة ساعة،ولم يستطع الخروج إلا هربا، فهناك وثيقة تتضمن تلك المظاهرات،وكل ذلك يؤكد على المشاعر الوطنية والقومية،التي يتمسك بها الشعب السوري،في الماضي كما في الحاضر،تؤكدها أيضا وثائق أخرى، اهتمت بالوطنيين المنفيين إلى جزيرة أرواد، في عهد الانتداب الفرنسي، فحضرت وثائق حول مئة شخصية سورية و عربية اعتقلتهم السلطات الفرنسية لمشاركتهم في النضال الوطني ضد سلطات الانتداب الفرنسي، وكان الاهتمام بكافة الشخصيات من خلال البحث الدقيق و العمل الميداني،الذي يعتمد على المصدر الأساسي بالدرجة الأولى. - أما الأستاذ(صلاح صلوحة)المعروف باسم(شيخ الوراقين) قال: بدأنا كفريق عمل معارضنا مع المركز القومي للتوثيق، رغم أن البداية،كانت بجهود فردية،و من دون أي جهة تساعدنا، طبعا ماعدا الجانب المعنوي،رغم أن التكاليف أحيانا تكون باهظة،والجهود مضنية، و قد تابعنا التوثيق كل منا في اتجاه، لكنها تتكامل مع بعضها البعض، و قد لاقت هذه المعارض نجاحا مميزا، خصوصا في تزامنها مع مناسبات وطنية،و من جهتي اهتم بتوثيق الصحف و الكتب، و قد اخترت منها لمعرض التوثيق الأخير في دار البعث، شخصيات لشهداء وأبطال، ثم لمذابح ارتكبتها فرنسا بحق الشعب السوري،ثم وثائق و صوراً لتدمير و خراب ألحقته بدمشق،دون أن ننسى شخصيات لها وقعها الخاص، في تاريخ سورية،كما عرضت النشيد العربي السوري بتوثيق للمؤلف (خليل مردم بيك) و تلحين الأخوين فليفل مع النوتة الموسيقية للنشيد، وغيرها الكثير... واغلب هذه الوثائق مرجعيتها الصحف القديمة و المجلات، فالمهتم بالوثيقة و الباحث عنها يمكنه أن يجدها، و كم أحزن عندما أرى وثائق مهملة دون إدراك لقيمتها الحقيقية التي تساوي الكثير بالنسبة للوطن والمواطن، لذلك نحن كفريق عمل نصر على المتابعة والعمل بالوثيقة، رغم أن العامل بها كما أقول دوما، يحتاج إلى مال قارون و عمر نوح و صبر أيوب، لذلك نحتاج إلى دعم أكبر، خصوصا أن معارضنا تلقى الإقبال المتزايد، و قد وجدنا زخماً إعلامياً و دعماً متميزاً، رغم الظروف الراهنة تلك التي تقتضي بحد ذاتها استنهاض المشاعر الوطنية، من دون مبالغة كان للمعرض و قعاً جماهيريا ًمدهشاً، أظهر اندفاع الناس لاستحضار واستذكار صمود هذا الشعب الأبي، وإرادته المتطلعة أبدا إلى الاستقلالية و الموقف الحر،و مهما كلفه ذلك من تضحيات، - أما (الأستاذ أكرم رزق) قال: عرضنا الوثائق الوطنية كي نعرف الأجيال، كم دفعنا من الدم ضريبة للاستقلال،و الإرادة الحرة،وكان من ضمن أهداف المعرض، أن يستفز هذه المشاعر الأصيلة الساكنة أبدا في وجدان الشعب السوري، و هذه مسؤولية الجميع، وكل مواطن في مجاله،لذلك المواد المعروضة كانت متنوعة و غنية، و زاخرة بالعبر، حيث تتصدر المواد المعارك الملحمية العربية الكبرى،و التي غيرت حركة التاريخ، و بمناسبة مرور مناسبات ترتبط بذكرى الشهداء بدءاً من الجلاء, إلى 6 أيار و 29 أيار، عيد الشرطة، ذكرى العدوان الفرنسي على البرلمان،أقيم المعرض بهذا الشكل عن قصد،فقدمت من جهتي وثائق هامة من حقبة الجلاء، ثم طوابع تذكارية قديمة،من تلك المرحلة مع صحف و مجلات استثنائية، حملت عناوين فارقة، ذات مدلول تاريخي إضافة إلى أوسمة بطولية لناس معروفين، مترافقة مع الشرح و الشهادات الخاصة بها، فالتوثيق مهم،و له مكانته الخاصة في حضارة أي شعب، لأنه يعني الوجه الآخر لمفهوم الحضارة، و خصوصاً الحضارة العربية الغنية و المعروفة بحوارها الدائم مع الحضارات الأخرى،إذ يعتبر التوثيق التاريخي من أهم الأدوات في هذا السياق كونه يحفظ التاريخ،ويدعمه في ذلك اللغة العربية الحاملة لكل ذلك، و لم يستطع مستعمر أو قوة غاشمة أن تؤثر على قوة الحضارة العربية، و انسيابها السريع بين الأمم،لأنها غنية بحق، فالأرشيف و الفهرسة موجود في أدراج تحمل كل الحقيقة والحقائق، عدا عن كون التوثيق أداة للتواصل بين الأجيال،إذ يمكنه دعم النهضة الوطنية و القومية ومشروع التنمية الاجتماعية،و ليس كما يشاع بأن التوثيق يتعارض مع الحداثة، بل إن التوازن بينهما هو البوصلة،التي تمكن من رسم خارطة حقيقية للتطور و الإنتاج الفكري،و الذي يتلاءم مع تطور الأمم الأخرى. |
|