|
أبجد هوز التي تستخدم كثيراً في المعاملات الرسمية، لها شرح طويل وممل يصل إلى ما يقارب الألفين ومئة كلمة، كما اكتشفت بعد هذا الشرح لماذا يتأخر إنجاز بعض المعاملات المهمة وتتحول (أتوماتيكياً) إلى الرفوف المغبرة أو إلى دهاليز الأرشيف المعتمة، و(لا من شاف ولا من دري)، و(هون حفرنا وهون طمرنا)، و(يا نايم وحّد الدايم)..(ويا غافل إلك الله) إلى آخر الأمثلة العربية العجيبة.. اليوم توكلت على الله وقمت بفتح (لسان العرب) للبحث عن معنى كلمة (تريث) التي (يحبها) الكثير من المسؤولين في بلدنا ويصرّون على كتابتها في أعلى المعاملة (لتزيينها)، في محاولة مني لفهم السبب الحقيقي لاختيارها دون غيرها، فاكتشفت في جملة ما اكتشفت أن (اللسان) المذكور أطول من اللازم بحيث يتعب الماشي وينقطع نفسه إذا سار بمحاذاته، وربما يصاب بالإحباط إذا استخدمه لإلصاق الطوابع على أي معاملة حكومية نتيجة قلة المياه الثقيلة أو الخفيفة عليه..؟! أهم ما اكتشفته ــ وقد ألجأ إلى جهة حكومية لأحفظ حقوقي في هذا الموضوع ــ هو أن المقصود من كلمة (للتريث) هو إبطاء إنجاز المعاملة والتمهل بها دون تحديد زمن لإنجازها، وبالتالي دفع صاحبها للموت (طقيق)، ويؤكد (اللسان) الثرثار أن من يستخدم هذه الكلمة يريد مواجهة مشكلاته بالتأني وتأملها ملياً، والفعل من (التريث) أي (ريّثه) يعني أعياه وأتعبه.. كل هذه الديباجة وجدتها ضرورية للولوج إلى المعضلة التي تؤرق وتشغل بال شريحة واسعة من الناس في بلدنا وهي تنتظر إنجاز معاملاتها المتوقفة في الدوائر الرسمية، وقد وجدت من الحكمة (التريث) قبل إطلاق أي اتهام، أو تحميل أي مسؤولية.. وكل (تريث) والجميع بخير..! |
|