|
الكنز نحن في معركة ونواجه حربا عداونية وطبيعي أن تتعرض مرافق الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء ومحروقات ومخابز للاستهداف لكن من غير الطبيعي أن يغيب دور الجهات المعنية بهذه الخدمات والاحتياجات الأساسية ولاسيما لجهة عدم إيجاد البدائل لأي مرفق عندما يخرج عن الخدمة بعد استهدافه. ولاسيما أن هناك احتياجات لا يمكن الاستغناء عنها وفي مقدمتها المياه. واليوم في الوقت الذي نتوجه لعمال مؤسسة المياه بالحسكة بالتحية ونبارك جهودهم فقد أثبتوا مع عمال الكهرباء أنهم في خندق مهم من خنادق المواجهة. إلا أننا نسأل في الوقت ذاته هل يجوز أن تبقى آبار علوك هي المصدر الوحيد الذي يغذي مدينة الحسكة بمياه الشرب؟ ماذا لو خرج هذا المصدر عن الخدمة نهائيا لأي سبب كان. صحيح أننا نعيش وقائع الحياة على قاعدة (الصبر الإيجابي) لكن بالتوازي مع ذلك المطلوب أن تكون هناك قراءة للوضع القائم وتحريره من الأزمات والمطلوب أن يشعر المواطن وأن يلمس لمس اليد حضور وهيبة وفاعلية مؤسسات الدولة أمام المخبز وفي الشارع وفي الدائرة وفي كل مكان. ويجب أن تتوافر المواجهة الصريحة مع الذات ولاسيما فيما يتصل بأداء المؤسسات المعنية بتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطن، والأمر هنا لا يحتمل تقاذف المسؤوليات أو حتى الاعتراف بعدم القدرة على تجاوز ما يحدث من ممارسات في الأسواق بدءاً من فلتان الأسعار مروراً باحتكار ما هو متوافر من المواد والسلع ووصولاً إلى غياب الحلول البديلة. صحيح أيضاً أن المواطن يدرك أكثر من أي وقت مضى أنه يواجه معركة وأن الأولوية للفوز بأمن الوطن واستقراره لكن ثمة حقائق أيضاً يجب ألا نتجاهلها ولا بد أن تكون في دائرة الاهتمام وضمن قائمة الأولويات ومنها تفعيل مهام القيادات الإدارية في مؤسسات الدولة من خلال المتابعة والدخول في تفاصيل الأداء اليومي لكل مؤسسة وشركة ولاسيما ما نفذ وما لم ينفذ والمبادرات التي تمت لتجاوز الصعاب وكيف تم التعامل مع التحديات الموجودة الأمر الذي يجعل إدارات هذه المؤسسات تحسب حساباً للمساءلة والمواجهة والمراجعة. |
|