تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عروبـــــة القـــــدس.. بــــين الاســـــتيطان و التهـــــويد

شؤون سياسية
الأربعاء 29-7-2009م
علي سواحة

قلما يمر يوم دون أن يتحدث فيه حكام الكيان الصهيوني عن الوجود العربي على أرض فلسطين ،وكثيراً ماطرحوا الحلول الجذرية في إطار ماعرف بمشروع الترانسفير،

أي الترحيل العسكري للفلسطينيين أو ما يؤدي لذلك، وهذا المشروع بالأساس انطلق منذ إقامة الكيان الغاصب.‏

هذا المشروع تتعامل معه حكومة نتنياهو علىأنه أمر واقع ويجب تنفيذه انطلاقاً من أن الحل الأميركي المطروح لإقامة دويلة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هوالخطأ بعينه، ذلك لأن إسرائيل على قناعة بأن إقامة هذه الدويلة الفلسطينية سوف لن يحل المشكلة، فالمشكلة من وجهة النظر الصهيونية تكمن في الوجود الفلسطيني كله على أرض فلسطين والحل الوحيد لهذا الوجود يجب أن يكون خارج فلسطين سواء في الأردن أو غيره عبر توطين الفلسطينيين في سكناهم الحالي أينما وجدوا لأن ذلك حسب العقيدة الصهيونية التي عبر عنها الصهيوني بيني موريس وهو من أقطاب ظاهرة المؤرخين اليهود الجدد عن خيار التطهير العرقي للفلسطينيين يقول: إن ترحيل الفلسطينيين هوالخيار البديل لتوفير الحماية للشعب اليهودي ويضيف إنه لن يكون هناك سوى كيان واحد بين النهر والبحر ولن يقيم هنا في هذا المكان أي فلسطين سوى شعب واحد هو الشعب اليهودي وعلى الشتات الفلسطيني أن يجد حلوله خارج دولتنا.‏

مثل هذا الحراك الصهيوني هذه الأيام لإحياء هذا المشروع ترافق في خطوات عملية على أرض الواقع في مقدمتها مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية لحساب الجمعيات الاستيطانية اليهودية التي بدأت حملة في القدس لإخلاء العائلات الفلسطينية منها ولاسيما في حي الشيخ جراح التي تقرر مؤخراً إزالته وبناء مايزيد على المئتي وحدة سكنية بديلاً منه، واليوم تلاحق إسرائيل السكان الفلسطينيين في هذا الحي وغيره تحت حجج ومسميات كثيرة بغية إفراغ القدس العربية من أي أثر عربي أو إسلامي منها خاصة من السكان الفلسطينيين، ويقود الحملة الاستيطانية فيها ما يسمى جمعية مستوطنين جدد عرفت اسمها نخلة شمعون التي ظهر اسمها قبل عشر سنوات ثم اختفت ثم ظهرت فجأة قبل أسابيع لتقود حملة استيطانية مكثفة ضد السكان الفلسطينيين في الأحياء العربية قي القدس، تلقى هذه الجمعية الاستيطانية الجديدة اللوم كل اللوم على أول رئيس وزراء لإسرائيل بن غوريون الذي تقول عنه إنه تراخى كثيراً في فهمه للقضية الديمغرافية لإسرائيل ولم يقم بطرد وتنظيف الأرض من العرب الفلسطينيين حتى نهر الأردن، وهاهم الإسرائيليون اليوم 47 بالمئة منهم حسب استطلاعات إسرائيلية يرون في ترحيل جميع الفلسطينيين من إسرائيل هو المخرج الوحيد لتحقيق الأمان للشعب الإسرائيلي.. ولذا فإن الفصل من طرف واحد ليس إلا حلاً وسطاً الذي بات بمثابة خطوة أولية على طريق الترانسفير الشامل ضد الفلسطينيين في القدس أو في أراضي 1948.‏

كذلك ترافقت مع هذه الحملة ضد فلسطين القدس حملة ينظمها جموع المستوطنين في المدارس الإسرائيلية والتي أصبحت مكتظة بشعارات مناهضة لكل ماهو عربي أو فلسطيني داخل إسرائيل، وتقول هذه الشعارات/ لاعرب- لا اعتداءات، فلسطين هي الأردن/ ورافق ذلك أيضاً حملة تثقيفية تحريضية في مدارس حيفا واللد وعكا ويقودها مفكرون إسرائيليون في طليعتهم البروفسور الصهيوني أرنون سوفير الذي أصدر مؤخراً كتاباً له بعنوان: (ديمغرافيا إسرائيل) يقول فيه إن فلسطين 1948 بالإضافة إلى فلسطين الضفة وغزة ومع مرور الوقت سوف يدركون أنهم غرباء علينا وموطنهم ليس عندنا بل هو شرقي الأردن وعليهم أن يؤسسوا هناك دولتهم الفلسطينية.‏

إن مثل هذه التصريحات والخطوات العملية المرافقة لها، هي بالأساس خطوات مسؤولة لعنصريين ومتطرفين في الكيان الصهيوني وها هي اليوم الوزيرة ليفني وزيرة خارجية إسرائيل السابقة لاتألو جهداً رغم أنها في صفوف المعارضة الإسرائيلية للحكومة الحالية إلا أنها تدعو إلى تطبيق الخطة الحاسمة لترحيل الفلسطينيين وإنهاء الوجود العربي السكاني داخل إسرائيل حلاً نهائياً يريح الإسرائيليين ويجعلهم يعيشون في أمن وأمان على حد زعمها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية